المصدر -
اهتمت المكتبة المركزية في جامعة الملك فيصل بتجهيز قاعة خاصة من مبناها لخدمة ضعاف البصر والمكفوفين من داخل الجامعة وخارجها حملت اسم (قاعة النور)، وهي تحتوي على أحدث الأجهزة التي يمكن أن يستفيد منها الطلاب والطالبات ضعاف البصر أو المكفوفين.
وقد أوضح سعادة عميد شؤون المكتبات الأستاذ الدكتور صلاح بن عبد العزيز الشامي أن هذه القاعة الأولى تعد الأولى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث صممت خصيصاً لجامعة الملك فيصل، وهي تتمتع بتجهيزات تقنية عالية.
وأضاف سعادته: أن القاعة تحتوي على عدة أجهزة متقدمة، من أهمها: برنامج قارئ الشاشة، وبرنامج ضعاف البصر، وجهاز التكبير المحمول، وجهاز التكبير المكتبي، وجهاز ماسح ضوئي للكتب، وسطر برايل الإلكتروني، وطابعة إندكس للغة برايل كاتمة صوت، حيث يمكن من خلال هذه الأجهزة المتطورة الاستفادة من مصادر المعلومات المختلفة المطبوعة وغير المطبوعة.
وأشار سعادته إلى أنه تم تجهيز هذه القاعة الفريدة في مبنى المكتبة المركزية بأحدث الوسائل التقنية المتخصصة، حيث تحتوي على كافة الأجهزة التي يمكن أن يستفيد منها الطلاب والطالبات من فئة ضعاف البصر أو المكفوفين، كما جهّزت الممرات لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر للوصول إلى مبتغاهم بأسرع وقت ممكن دون حاجة للمساعدة، من بينها وضع خطوط عاكسة وإعداد خرائط توضيحية، كما وضعت لوحة إرشادية استدلالية مخصصة لهذه الفئة.
وبين سعادته عن الخطط المستقبلية لإطلاق خدمة المكتبة المتنقلة التي ستسهم بالتواصل مع سائر شرائح المجتمع في المنطقة لنشر العلم والمعرفة، والعمل كذلك على تأسيس ( بنك الكتب media bank ) الذي من شأنه أن يوفر مجموعة من الأوعية المكتبية المطلوبة في أجهزة خاصة، حيث تعمل على إعارة الأوعية ذاتياً للطلاب خارج المكتبة وللكليات البعيدة، ناهيك عن العمل على تجهيز وتأثيث (قاعة الأسرة) بشكل عصري ومريح عن طريق شركات رائدة في هذا المجال.
واعتبر سعادته أن هذه القاعة واحدة من الخدمات الجليلة الكثيرة التي تقدمها عمادة شؤون المكتبات لطلبتها خاصة وللمجتمع عامة، وهذا بحد ذاته امتداد طبيعي لدور الجامعة المجتمعي الريادي في المنطقة، مبيناً أن عدد المستفيدين من خدمات قاعة النور بلغ حوالي (200) طالب وطالبة على مستوى محافظة الأحساء منهم (31) طالبة بكلية الآداب، وقد تم زيارة ما يقارب أربع مدارس للقاعة خلال الفصل الدراسي الثاني لعام 1436هـ، ويبلغ رواد القاعة خمسة من المكفوفين وضعاف البصر أسبوعياً.
وكان معالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز بن جمال بن جنيد الساعاتي قد دشن قاعة النور للمكفوفين وضعاف البصر بالمكتبة المركزية في المدينة الجامعية، ووقف على التجهيزات التي وضعت على الممرات لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر للوصول إلى مبتغاهم بأسرع وقت ممكن دون حاجة للمساعدة، معبراً عن سعادته الغامرة وهو يرى الجامعة تضطلع بدورها المجتمعي من خلال إيجاد وسائل مساعدة للمعاقين وتوفير ما يحتاجونه لتسهيل متابعة دراستهم بكل يسر، والنهل من كافة العلوم وصنوف المعرفة.
– المكتبة المركزية…إنجازات كبيرة ومستقبل واعد:
وبيّن عميد شؤون المكتبات الأستاذ الدكتور صلاح بن عبد العزيز الشامي أن العمادة هي إحدى العمادات المساندة للجامعة، وقد ارتبط وجودها منذ الوهلة الأولى لإنشاء جامعة الملك فيصل عام 1395/1396هـ حيث كان عدد طلاب الجامعة حينها 170 طالباً، وصدر قرار إنشاء عمادة لشؤون المكتبات في عام 1400هـ، وتم اعتماد لائحة المكتبات الصادرة من التعليم العالي في عام1399هـ لتسيير العمل بمكتبة الجامعة، وأجرت العمادة عدة تعديلات على لائحة المكتبات الصادرة من التعليم العالي ابتداءً من عام 1404هـ وكان آخرها عام 1432هـ، وركزت التعديلات على نظام الإعارة بمكتبات الجامعة وفقاً للتغيرات التي تطرأ على العملية التعليمية ونوعية المجموعات وأهداف الجامعة.
وأكد سعادته أن العمادة تسعى طوال مسيرتها بصفتها أحد أضلاع مثلث العملية التعليمية بالجامعة (أستاذ – طالب – مكتبة) إلى تطوير إمكاناتها المادية والبشرية باستمرار واستحداث خدمات جديدة على نحو يتناسب مع المتغيرات العلمية والأكاديمية، كما أن العمادة حريصة على اقتناء نظم وبرامج آلية لتقديم خدمات تتناسب مع الاحتياجات العلمية ومتطلبات العملية التعليمية المختلفة، لذا فقد اقتنت نظاماً آلياً لإدارة مكتبات الجامعة، وبوابات تأمين إلكترونية لمجموعاتها من مصادر المعلومات، والتنوع في مجموعاتها من كتب ودوريات وقواعد بيانات ورسائل علمية، وتطوير فهرسها الآلي على شبكة الإنترنت… وغيرها من التطورات.
وبيّن سعادته أن العمادة تضم المكتبة المركزية ومكتبة الطالبات، وتعمل جاهدة من أجل خدمة ورعاية عناصر العملية الأكاديمية، المكونة من: الطالب وعضو هيئة التدريس ومن في حكمهم والباحثين وطلاب الدراسات العليا وجميع منسوبي الجامعة من العاملين فيها، بالإضافة لخدمة المجتمع الخارجي من طلبة المدارس وأصحاب المهن المختلفة، كالطب من خلال المستشفيات، والشركات والمؤسسات التي تهتم بالثقافة والبحث العلمي والباحثين.
وأضاف سعادته أن العمادة تقدم خدماتها حاليًّا لأكثر من 35680 طالباً وطالبة في العام 1435-1436هـ، وهم إجمالي منسوبي الجامعة من الطلبة والطالبات المنتظمين، بالإضافة إلى خدمة طلاب الانتساب، وتخدم أيضاً عدد 1905 من أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين بالجامعة، وتخدم 1703 من الإداريين والفنيين والمستخدمين بالجامعة، وتخدم 699 طالبًا من طلاب الدراسات العليا المسجلين بالجامعة، كما تخدم العمادة المجتمع الخارجي من الباحثين والمهنيين والطلاب والمؤسسات الثقافية والتعليمية.
وقال سعادته أن عمادة شؤون المكتبات اشتركت في عضوية جمعية المكتبات الأمريكية ALA American Library Association، بهدف الاستفادة من الخدمات والخبرات التي تقدمها الجمعية لأعضائها وخاصة فيما يتعلق بتنمية مهارات العاملين في مكتبات الجامعة من خلال النشرات والدورات التدريبية، وتحسين خدمات المكتبات والمعلومات من خلال مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعليم والتعلم المستمر من خلال توفير مصادر المعلومات وفق الاستراتيجيات التعليمية المختلفة، والاستفادة من السياسات واللوائح والمعايير والدراسات والمؤتمرات التي تنظمها جمعية المكتبات الأمريكية، والاستفادة من برامج محو الأمية المعلوماتية والخطط الاستراتيجية.
وأشار سعادته إلى أن هناك العديد من ممثلي الجهات المجتمعية يزورون المكتبة المركزية، ومنها المدارس التابعة لوزارة التعليم، وأفاد سعادته أن المكتبة المركزية استضافت العديد من الاجتماعات والفعاليات، من بينها: الاجتماع الأول للجنة العليا لرابطة رواد الكشافة بالمملكة، واجتماع عمداء كليات الصيدلة الإكلينيكية بالسعودية، واجتماع شركة بيرسون، واجتماع لجنة الخطة الاستراتيجية من قبل إدارة التطوير، واليوم العربي للمكتبات لأقسام الطالبات، وزيارة وفد من جامعة هولندية مع كلية الطب بالجامعة، ناهيك عن تنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات، من بينها: فعاليات اليوم العربي للمكتبات، ومشروع منصة الكتاب الدراسي الإلكتروني، ومشروع نادي القراء بعمادة شؤون المكتبات.
وأوضح سعادته أن العمادة تشارك في المعارض المحلية والدولية من أجل تأمين احتياجات المكتبة من مصادر المعلومات، وهي ماضية في تطوير إمكاناتها لتقديم أفضل خدمة للمستفيدين.