بواسطة :
31-01-2015 09:30 مساءً
15.1K
المصدر -
اروى الخلف - جدة :
جسدت مواقف الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله ـ تجاه قضية المعوقين بصفة عامة وجمعية الأطفال المعوقين بصفة خاصة إحدى سمات الإنسانية في شخصيته المتفردة التي انعكست على التوجهات والسياسات الاجتماعية للمملكة .
وحملت السنوات العشر الأخيرة الكثير لأبناء هذه الفئة الغالية ، وتوالت الأنظمة والقرارات التي تضمن لهم حياة كريمة ، ورعاية مستمرة ، ودعما متنوعا يتراوح مابين مخصصات مالية ، وفرصا للتعليم والابتعاث ، ومراكز رعاية وتأهيل متعددة ومتطورة ، وأولوية في التوظيف والإسكان ، وتطوير للمرافق العامة ، وتسهيلات في التنقالات ، وبرامج علمية وبحثية لتحجيم آثار الإعاقة وتجاوز سلبياتها .
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله ـ للأطفال المعوقين أباً رحيماً وراعياً دؤوباً لقضيتهم واحتياجاتهم ، وشهدت المملكة تحت قيادته - غفر الله له - نقلة متميزة في التعاطي مع قضية الإعاقة، وقاية وتأهيلاً ورعاية وحقوقاً .
ورصد تقرير أعدته جمعية الأطفال المعوقين بعضاً من مبادرات الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله - تجاه قضية الإعاقة والمعوقين ، حيث برز دوره ومنذ أن كان ولياً للعهد ، من خلال حرصه على رعاية حفل افتتاح مركز رعاية الأطفال المعوقين بجدة عام 1420هـ, الذي أٌطلق عليه اسمه الكريم وفاءً وعرفاناً لما قدمه من دعم لهذا المشروع الإنساني .
وقد شرف الفقيد ـ رحمه الله ـ جمعية الأطفال المعوقين بقبول جائزتها للخدمة الإنسانية في دورتها السادسة عام( 1430هـ-2009م) وذلك لرصيده الحافل في دعم الجمعية ورعاية قضية الإعاقة والمعوقين، حيث جاءت حيثيات الجائزة لدعمه الكريم لجمعية الأطفال المعوقين على أكثر من صعيد منها إصداره الكثير من الأوامر السامية الكريمة التي أثمرت تقديم الدعم العيني والمادي والمعنوي للجمعية ومشروعاتها ولقضية الإعاقة والمعوقين بشكل عام ، ومبادراته الشخصية الكريمة بتقديم الدعم المادي لمراكز الجمعية ومشروعاتها الخدمية ، وتبنيه لمشروع وقف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بمكة المكرمة ودعمه بالنصيب الأكبر من قيمة الوقف ، وتفضله ـ رحمه الله ـ برعاية حفل افتتاح مركز الجمعية بجدة وموافقته الكريمة على إطلاق اسمه على المركز ، وإصدار توجيهاته لجامعات المملكة لتعضيد مسعى الجمعية في توطين الوظائف التخصصية التأهيلية التي تعاني ندرة عالمياً ، ومساندته ودعمه لصدور مشروع النظام الوطني لرعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية.
وأوضح التقرير أن من شواهد اهتمام ودعم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لقضية الإعاقة واحتياجات المعوقين، وتجسيده القدوة في ذلك،صدور الأمر السامي الكريم بمضاعفة الإعانة السنوية الحكومية المقدمة للمشمولين بالضمان الاجتماعي ،ومنح المعوقين الأولوية في قروض بنوك التسليف وفي منح الأراضي ،وتخصيص نسبة من وحدات الإسكان الخيري للمعوقين ،وصدور الموافقة الكريمة على احتساب توظيف المعوق بما يعادل توظيف أربعة سعوديين عند تطبيق نسبة السعودة ، وتوجيهه ـ رحمه الله ـ بإنشاء مستشفى تخصصي للأطفال ليكون مرجعية تشخيصية وعلاجية تسهم ـ بمشيئة الله ـ في تفادي الكثير من حالات الإعاقة ودعم الفحص المبكر، والتوجيه الكريم بتسهيل قبول المعوقين في الجامعات ،وموافقة مجلس الوزراء على إعفاء عدد من المستلزمات الخاصة باستخدام المعوقين من الرسوم الجمركية ، وصدور العديد من القرارات المتعلقة بتوفير التسهيلات في المرافق العامة والمنشآت الحكومية والحرمين الشريفين التي تمكن المعوقين من تسيير حياتهم باستقلالية .
ويشير التقرير إلى أنه وبإطلالة سريعة على واقع قضية الإعاقة وحقوق المعوقين في المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ،تم إحداث نقلة تاريخية تتمثل في : صدور النظام الوطني لرعاية المعوقين ، الذي يتضمن منظومة من الحقوق والخدمات لهذه الفئة من المجتمع ،وإنشاء العشرات من مراكز الرعاية المتخصصة تقدم خدمات متكاملة ومجانية في العديد من مناطق المملكة ،واستحداث أقسام في الجامعات والكليات السعودية متخصصة في شؤون العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين لسد العجز في الكفاءات الوطنية العاملة في هذه المجالات ،وتبني أول جائزة دورية تمنح في مجال الإعاقة تضم فرعي الخدمة الإنسانية و التميز للمعوقين إضافة إلى جائزة خاصة للبحث العلمي في مجال الإعاقة تتشرف بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ .
كما تم في عهده ـ رحمه الله ـ تطبيق برنامج دمج الطلاب والطالبات المعوقين في مدارس التعليم العام في جميع المناطق بنجاح ملموس وبإشراف وزارة التربية والتعليم ، وتطبيق برنامج توظيف المعوقين في منشآت القطاع الخاص بالتعاون مع عدد الجهات ، ودعم الدولة لهذا البرنامج متمثلاً في قرار وزارة العمل ،وتقديم خدمات رعاية شاملة متكاملة لعشرات الآلاف من المعوقين في جميع مناطق المملكة ، وتوفير منظومة من التسهيلات والخدمات للمعوقين في المنشآت العامة والمرافق والمؤسسات الحكومية ، وتوفير المركبات الخاصة بالمعوقين بدعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين ، وصدور موافقة مجلس الوزراء على نظام الوصول الشامل ، وتطبيق برنامج الفحص المبكر ، الأمر الذي مكن من تفادي العديد من حالات الإعاقة ، وتزايد الاهتمام بتنظيم الندوات العلمية المتخصصة وورش العمل والتدريب المستمر .
كما طرح العديد من البرامج الإعلامية والتوعوية من خلال وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة ، وبناء شراكات إستراتيجية بين مؤسسات العمل الخيري العاملة في مجال رعاية المعوقين مع كبريات منشآت القطاع الخاص في المملكة، وتطبيق برامج علاجية وتعليمية وتأهيلية مبتكرة ، والنجاح في تعميمها على مستوى الوطن ، ودعم برنامج الابتعاث الخارجي للمعوقين ، وللدارسين في مجالات الإعاقة ، وبناء قاعدة من التنسيق والتكامل مع الجهات ذات العلاقة تشمل (مراكز متخصصة، ومستشفيات، وجامعات، وهيئات طبية وتعليمية وبحثية وخيرية) ، والنجاح في توطين وظائف الأقسام التعليمية والتأهيلية بالعديد من مراكز الرعاية ، وشروع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تنفيذ مشروع مركز المعلومات الخاص بالمعوقين برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية تنفيذاً للتوجيهات الكريمة .