التوحد ذلك العائق الذي يمنع من ابتلي به من التواصل مع الاخرين كما يمنعه من التفاعل داخل مجتمعه ويفرض عليه العزله والانفراد . للاسف هذا النوع من الاعاقات اصبح منتشر بشكل واسع ويصاب به كثير من الاطفال كل عام نسبـــة وحسب احد الاحصائيات ان واحد من 150 يولد مصاب بالتوحد . لذلك اولت دولتنا الرشيده اهتمامها بالمصابين بهذا العائق فضمن برنامج ولي ولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود نضم مركز القوات المسلحة للرعاية النفسيه بمحافظة الطائف الملتقى الاول للتوحد والذي بدأ اول فعالياته* الاربعاء التاسع والعشرين من شهر رجب واختتم فعالياته الخميس الاول من شعبان . استهدف الملتقى الممارسين الصحيين وغيرهم من المختصين بالتوحد واهالي الاطفال ذوي التوحد وجميع المهتمين بالتوحديين . قدم الملتقى عدد من المحاضرات التي اقيمت في قاعة المركز الاجتماعي بمستشفى القوات لمسلحة بالهدا قدمها عدد من كبار المختصين من اطباء وممارسين* . كذلك نضمت عدد من ورش العمل التخصصيه والموجهة والتى عرضت فيها التجارب في مجال التعامل مع ذوي التوحد . كما تخلل ذلك تقديم الاستشارات المختلفه للحضور* . كما شارك مركز التأهيل الطبي بمستشفى القوات المسلحة بمعرض لاهم التطبيقات والوسائل التعليم والتدريب وتعديل السلوك . وقد عبر عدد من الاهالي الحاضرين ان هذا الملتقى يعد بارقة امل لهذه الفئه وابدو رغبتهم بزيادة الجهود لخدمة ابناءهم* الذين كانو وما زالو يعانون من قلة الخدمات المقدمه لهم . قالت ام ليان الملتقى حلم كنا ننتظر أن يتحقق والحمد لله جاء بتوجيهات كريمه من سمو الأمير ولي ولي العهد حمد بن سلمان بإقامة برنامج خاص لتوحد وانشاء مركز توحد في كل مستشفى عسكري. استفدت كثيرا من تم طرح جميع المواضيع الخاصه بتوضيح مفهوم التوحد وأسبابه والطرق المقترحة لعلاجه كما صاحب الملتقى معرض استطعت من خلاله أن أعيش احساس الطفل التوحدي كيف يشعر وكيف يرى وماذا يسمع . اما بالنسبه للمختصين فقد قالت الاخصائيه ( ش ز ) وهي احدى خريجات جامعة الطائف قسم التوحد ان ماقدمه الملتقى يعد مراجعة لما تم دراسته سابقا ولم يضف لهم الشيء الكثير .. الا انها نوهت ان الفكرة بحد ذاتها جدا رائعه لغير المختصين وخاصة الاهالي الذين اجتمعو بعدد كبير من الاطباء والاخصائين وكانت فرصه كبيره للاستفادة من الاستشارات المقدمه . اما الاخصائي عبدالله النمري وهو من حديثي التخرج من قسم التوحد بجامعة الطائف فقد عبر عن استيائه من ان جهودهم ايام التدريب الميداني لم تثمن هو وزملائه حيث قامو بإنشاء حجرة للعلاج الوظيفي حسب المقاييس المعترف بها في مقر معهد التربيه الفكريه وقد وعدو بالتوظيف الفوري لحاجة الميدان حسب المسؤولين الى انهم صدمو بالواقع ، وان هذا الملتقى اظهر لهم الجهود المبذولة من الدولة لخدمة هذه الفئه بالرغم من حرمان خرجي قسم التوحد من العمل بالمراكز المختصة وذلك لعدم احقيتهم للحصول على* تصنيف هيئة التخصصات الطبيه . وابدت الاخصائيه ( ف ) اسفها حيث انها عملت عدد كبير من البحوث في مجال علاج التوحد ولاقت النجاح مع الحالات التي طبقت عليها الطرق التي ابتكرتها ، الا انها عانت من عدم تبني اي جهة رسميه لهذه الابحاث اضافة الى انها لم تتمكن من العمل في المراكز المختصه لعدم تمكنها من الحصول على التنصنيف . اما الناشطه في حقوق التوحدين الاستاذه وجنات تركستاني احدى منسوبات جامعة الطائف فقد قالت ان* افضل ايجابيه هي تقديم المحاضرات باللغة العربيه وهذا غير معتاد في مثل هذه الملتقيات* مما مكن الاهالي من التفاعل مع المحاضرين واستيعاب ما يقال ، الا انها تمنت ان القائمين على الملتقى قد حالفهم النجاح في تنظيم ورش العمل التي كان الاقبال عليها كبير جدا ولكن للاسف القاعات لم تستوعب ذلك مما ادى الى عدم تفعيلها بصورة صحيحه . عموما فإن جهود قادتنا واضحة جدا في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصه وبالنسبه لهذا الملتقى في كان ينقصه بعض التنظيم والاعداد وذلك من حيث المساحه وعدد الحضور التي لم تتناسب مع بعضها كذلك طرق العرض والاضائه السيئة و التي وللاسف اثرت سلبا على الحضور لعدم تمكن البعض من متابعه الشرائح المعروضه . اما بالنسبه للمحاضرين فقد لوحظ ان اغلبهم قام بإعادة نفس المعلومات التي سبق وقدمها محاضر اخر والمفترض ان كل محاضر ينفرد بموضوع مختلف بما يخدم الفكرة العامه . واضافت تركستاني انها تفاجات بأن الشهادات عند التسليم لم يدون فيها عدد* ساعات الهيئه السعودية للتخصصات وخاصة للذين يحملون بطاقات من الهيئه السعودية ومصنفات من هيئة التخصصات الطبيه . السؤال الذي طرحه خريجي وخريجات قسم التوحد بجامعة الطائف لماذا لا نمكن من اجتياز اختبار التصنيف لهيئة التخصصات على الرغم ان من تم التعاقد معهم من الاخصائين والاخصائيات من خارج السعوديه يحملون نفس الدرجه العلميه التي نحملها ونحن نتفوق عليها اننا من ابناء هذا البلد واكثر قدره على التعامل والتفاعل مع الحالات والاهالي حسب العادات والتقاليد واللهجات ؟؟ . علما ان الاخصائين من خرجي الخدمة الاجتماعيه وعلم النفس يمكنهم ان يحصلو على التصنيف . واخيرا فإننا لا ننكر الجهود المبذوله من ولاة الامر في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة على كافة المستويات وهذا الملتقى احد هذه الجهود نسأل المولى عز وجل ان يوفق القائمين عليه وعلى مايماثله ويسدد خطاهم .
المصدر - تصوير .. جابر النمري