المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 27 أبريل 2024
#تحت_ألأضـواء :اعتمدتها السعودية.. "أنسنة المدن" مشاريع هدفها راحة السكان
غرب - التحرير
بواسطة : غرب - التحرير 14-01-2024 09:54 صباحاً 7.0K
المصدر - متابعات  ما تنفذه أمانة العاصمة السعودية الرياض حول ما يتعلق بتطوير الأحياء السكنية وربط الحدائق بمحيطها الطبيعي، من خلال رفع الأسوار، يؤكد مواصلة الجهات الحكومية المتخصصة السير على سكة ثابتة لتعزيز مفهوم "أنسنة المدن"، الذي تبنته المملكة منذ سنوات.

حول خطة أمانة الرياض أفادت صحيفة "مكة" المحلية في هذا الخصوص بأنها شملت إزالة الأسوار الخارجية عن حدائق العاصمة في داخل الأحياء عبر عدة مراحل تشمل إزالة أسوار الحدائق الصغيرة والمتوسطة،

تضمنت المرحلة الأولى 50 حديقة، ويجري العمل على إزالة أسوار قرابة 50 حديقة أخرى في المراحل المقبلة.

وأوضحت أمانة الرياض أن القرار يشمل جميع حدائق العاصمة، مع استثناء المتنزهات والحدائق الكبرى الواقعة على الطرق السريعة، والمحاور الرئيسة لدواعي السلامة المرورية.

قرار أمانة منطقة الرياض جاء في إطار تعزيز أنسنة الأحياء، وجعل الحدائق امتداداً لمحيطها، وأكثر قرباً من سكان الرياض وزوارها، ولتكون أكثر حيوية.

أنسنة المدن
عبارة "أنسنة المدن" تشير إلى تطوير المدن وتنظيمها بطريقة تجعلها أكثر ملاءمة ومريحة للإنسان والبيئة.

تهدف هذه العملية إلى تحسين جودة حياة السكان في المدن وجعلها أماكن أكثر استدامة وازدهاراً.

ووفق ما توصل إليه "الخليج أونلاين"، تحصل المدن على الاستدامة من خلال عدة أسباب؛ أبرزها تطوير وتحسين وسائل النقل العام مثل الحافلات والقطارات والمترو لجعلها أكثر فعالية ومريحة أكثر ومتاحة للجميع.

تطوير وسائل النقل العام يقلل من حاجة الناس لاستخدام السيارات الخاصة، ومن ازدحام حركة المرور وانبعاثات الكربون.

ويعد التخطيط العمراني من بين الأسباب أيضاً، ويكون ذلك عبر تصميم المدن بطريقة تسهم في تعزيز الحياة المجتمعية، وتوفير الخدمات الأساسية بشكل مريح ومتاح للجميع.

والتخطيط العمراني يتضمن أيضاً توفير مناطق خضراء، ومساحات عامة للاجتماع، ومرافق ترفيهية.

من أسباب استدامة المدن في إطار أنسنتها اعتماد الاستدامة البيئية، وذلك باتخاذ إجراءات للحفاظ على البيئة في المدن؛ مثل تعزيز استخدام الطاقة النظيفة، والتخلص الصحيح من النفايات وتقليل التلوث.

تعزيز الأمان يعد سبباً مهماً من أسباب الاستدامة؛ إذ يتأتى تحسين الأمان في المدن من خلال توفير خدمات الشرطة والإسعاف والإطفاء بشكل فعال، وزيادة الوعي بأمان السكان.

ومن الأسباب الأخرى التعليم والثقافة؛ ويكون عبر توفير فرص تعليمية وثقافية للجميع، من ذلك المكتبات والمتاحف والمدارس والجامعات.

كما أن التكنولوجيا والابتكار سبب آخر للاستدامة؛ مثل توفير خدمات الإنترنت السريعة وتطبيقات الهاتف الذكي لتسهيل الحياة اليومية.

وفي اختصار للتعريف فإن أنسنة المدن هو مفهوم شامل يشمل العديد من الجوانب التي تهدف إلى تحسين حياة سكان المدن، وجعل المدن أماكن أكثر استدامة وازدهاراً.

مبادرات لاستدامة المدن
في المملكة العربية السعودية تعتمد جهود أنسنة المدن على رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحويل البلاد إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وتحسين جودة حياة مواطنيها.

من أجل تحقيق هذه الرؤية تم تطوير العديد من المبادرات والمشاريع التي تستهدف تحسين المناطق السكنية وتحقيق أهداف أنسنة المدن.

واعتمدت المملكة في سبيل ذلك بناء المدن الذكية؛ مثل مدينة نيوم، ومدينة الأمير محمد بن سلمان الطبية، حيث تم تجهيز هذه المدن بأحدث التقنيات والبنية التحتية لتقديم خدمات متقدمة للسكان والمستثمرين.

واعتمدت السعودية أيضاً توسيع وتحسين شبكة وسائل النقل العام في المملكة، بما في ذلك تطوير مشروعات مترو الرياض، ونظام النقل الجماعي في مدن أخرى.

التنمية العمرانية كانت من بين المبادرات، حيث جرى تطوير مشاريع عمرانية كبيرة لتحسين بنية المدن وجعلها أكثر استدامة، مع توفير مزيد من المساحات الخضراء والمرافق العامة.

وجرى التركيز على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تعزيز استخدام الطاقة النظيفة، وتوفير مزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وتطوير مشاريع تعليمية وثقافية متقدمة لزيادة الوعي وتعزيز التعليم والثقافة في المدن.

وجرى أيضاً توفير مزيد من الخدمات الصحية والترفيهية والرياضية في المدن لتحسين جودة حياة السكان.

جميع هذه المبادرات والمشروعات تمثل جزءاً من جهود المملكة لتحقيق أنسنة المدن وتحسين الحياة في المدن السعودية.

الماء والهواء والتربة
السعودية قطعت شوطاً جيداً في مجال أنسنة المدن، وهو ما يؤكده الخبير البيئي مروان السعيدي، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين".

السعيدي الذي يقول إن الغاية من أنسنة المدن هو "رفع جودة الحياة"، ويلفت إلى أنها من المشاريع الحديثة التي طرأت على العالم نتيجة التلوث البيئي وآثاره السلبية على السكان، حيث كان المهندسون في السابق يهتمون فقط بالبناء دون الاهتمام بالجوانب البيئية.

يضيف أنه في حال الوصول إلى ما يسمى بـ"أنسنة المدن" يجب تنفيذ العديد من المشاريع والخطط بإنشاء مدن عصرية يكون فيها السكن أكثر ملاءمة للسكان من أجل حياة كريمة وسعيدة.

وعليه يجب أن يكون الحي السكني متكاملاً من ناحية البنى التحتية اللازمة النظيفة والصديقة للبيئة والخالية من أي تلوث، بما فيها المدارس والحدائق والمساجد وغيرها.

يؤكد السعيدي أهمية التشجير والأحزمة الخضراء وأثرها في القضاء على التصحر والاحتباس الحراري والأتربة.

ويقول: "في الفترة الأخيرة واجه الشرق الأوسط الكثير من التغييرات البيئية، ومع ازدياد الزحف العمراني السكاني كانت هناك أضرار سلبية أكثر مما هي إيجابية".

المصانع وأبراج الاتصالات ومحطات المياه والكهرباء والغاز يجب أن تكون على مسافة آمنة من الأحياء السكنية -وفق السعيدي- الذي شدد على ضرورة أن تكون بعيدة عن مناطق السكن، مؤكداً ضرورة مراعاة الشروط البيئية عند إنشاء المدن الحديثة.

ويلفت من جانب آخر إلى ضرورة مراعاة أن تشمل المدن الحديثة مجمعات حديثة صديقة للبيئة لتوفير مياه الشرب وتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، والاستفادة منها بعد معالجتها، كذلك الاهتمام بالتربة والهواء.

ويوضح السعيدي: "باختصار هناك ثلاثة عناصر في أنسنة المدن يجب الاهتمام بها؛ تشمل الهواء والماء والتربة، والاهتمام بها يساهم في صالح وجود مدن صديقة للبيئة"، مؤكداً أن السعودية تسير بشكل مثير للانتباه على طريق "أنسنة المدن".