المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024
يوسف بن ناجي- سفير غرب
بواسطة : يوسف بن ناجي- سفير غرب 16-10-2023 11:31 مساءً 4.3K
المصدر -  
ضمن مبادراته التطوعية نضم الشريك الأدبي ملتقى الياسمين أمسية ثقافية بعنوان «إشراقة من أدب العميان» مساء يوم امس الاحد ١٥ أكتوبر بمقهى ‏ Gathering الثقافي بجدة، بحضور عدد من ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم، وعامة المهتمين بهذا الشأن.
وذلك بمناسبة يوم العصا البيضاء الذي تحتفي فيه مجتمعات المكفوفين والجهات العاملة في المجال في العديد من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية في 15 أكتوبر من كل عام
واستضافت الأمسية الكاتب والمؤلف محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمات الإعاقة البصرية الأسبق، الذي قدم محاضرة تناول فيها
نبذة تاريخية عن يوم العصا البيضاء وأهدافه، وتعريف الأدب وأنواعه ومنه وأدب العميان ولمحة تاريخية عنه، واستعراض بعض النماذج لمشاهير العميان عبر العصور في الشرق والغرب ومؤلفاتهم وما كتب عنهم، وأهم الكتب العربية التي تناولت تراجمهم ككتاب «المعارف» للعلامة ابن قتيبة المتوفي سنة (276هـ) الذي خصص فيه فصلا لأصحاب العاهات وذكر منهم عددًا من أشراف المكافيف، مرورًا بكتاب «نَكْتُ الِهيمْانِ في نُكَتِ العُمْيَاِن» لصلاح الدين خليل بن آيبك الصفدي في القرن الثامن الهجري.
كما ألمح إلى شح المكتبة العربية للإنتاج الأدبي والفكري الذي يلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية وكيف قاده ذلك لتأليف كتابه «حصاد الظلام» في العام 2002م كإشراقة فكرية وأدبية لذوي الإعاقة البصرية وأسرهم والمختصين في المجال ومحبي السير الذاتية وأدب الرحلات. وإعادة إصداره في العام 2019م.
وختم محاضرته بحث الكتاب والأدباء أن يولوا هذا النوع من الأدب اهتمام وعناية خاصة بإحيائه ونشره لاستعادة المكانة الأدبية التي أوجدها العرب والمسلمون في هذا المجال، وطالب أقرانه من ذوي الإعاقة البصرية بكتابة ونشر قصص تجاربهم الملهمة لإضاءة شموع في طريق الظلام وتكون مصدرًا لإلهام الآخرين.

وقد نالت الأمسية على استحسان الحضور وتفاعلهم الإيجابي معها واتفق الجميع على أهمية وضرورة استمرارية مثل هذه الأمسيات وتنويع مواضيعها.

فمن جهتها قالت الأستاذة وئام محمد الحبشي مديرة برامج ملتقى الياسمين سررنا بتسليط الضوء على موضوع أدب العميان لأنه فتح المجال لجميع فئات المجتمع المشاركة في الحراك الثقافي والادبي السعودي الذي نشهده اليوم والاحتفال بمناسبة العصا البيضاء المناسبة التي تخص فئة المكفوفين. وقد حققت الفعالية صدى واسع لدى الجمهور.
وعرفت المجتمع بدور فئة المكفوفين في الأدب والكتابة وتشجيع المجتمع على الابداع والانطلاق في التطور.
مضيفة إن استضافة فئة المكفوفين في ملتقى الياسمين سيكون حافزًا ودعمًا لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع ودلالة على أن المجتمع السعودي كيانًا واحدًا.

ومن جانبه وجه المهندس أديب صالح خوج رئيس مجلس إدارة جمعية متلازمة النجاح الذي كان من بين الحضور شكره وتقديره لوزارة الثقافة والشريك الأدبي ملتقى الياسمين والأستاذ محمد توفيق بلو على هذه الأمسية الجميلة التي تحدث فيها عن العصا البيضاء موضحًا أنه لم يكن يعرف شيء عنها سوى أنها مجرد عصا عادية. والآن أصبح يعتبرها بأنها بمثابة العصا السحرية للكفيف.
وأضاف أنه تعرف على أناس عظماء وشخصيات كبيرة ومشهورة وأصحاب عطاء وبصمات امتدت آثارها على مر العصور إلى يومنا هذا وستبقى إلى الأبد.

وفي ذات السياق قالت مسؤولة المشاريع بجمعية إبصار الأستاذة عالية أحمد أبو حسان إن الحديث عن أدب العمى والعميان بالتزامن مع مناسبة يوم العصا البيضاء ويوم البصر العالمي، يعتبر فكرة ممتازة، فقد حققت التعريف بمكانة الأعمى في القرآن الكريم وفي الحياة العامة. واعتقد أن طرح قضايا العمى والعميان في الصوالين الأدبية ضرورية جدًا وأتمنى استمرارها.

أما الدكتور خالد صديق استشاري التأهيل المهني والعلاج السلوكي بالعمل، قال حضرت خصيصًا للفاعلية بهدف التعرف على مفهوم أدب العميان، والحقيقة إنني استمتعت بأسلوب الأستاذ محمد توفيق بلو في عرضه للموضوع بأسلوب علمي وبشكل غاية في الروعة، وخلصت منه بمعرفة المفهوم الإنساني للأدب، ومصطلح أدب العميان. بالإضافة إلى الالمام ببعض الشخصيات التاريخية من الذين من الله عليهم بفقدان بصرهم.
وأضاف.. إن أهم ما خرجت به من هذه الأمسية الثقافية هو التعرف على التجربة الشخصية للمتحدث (بلو) مع فقدان البصر وكيفية تحويله إلى طاقة إيجابية. وأن أدب العميان والرحلات عندما يكون مقدم من كفيف يكون أكثر واقعيه لاعتماده على الإحساس في ملامسته للواقع.
واقترح استمرارية مثل هذه الأمسيات بشكل دوري، ودعوة ذوي الإعاقة البصرية لحضورها لنشر الثقافة والتوعية بقضاياهم.

يجدر بالذكر أن ملتقى الياسمين هو ملتقى ثقافي وترفيهي تأسس عام ٢٠١٩م لتطوير الهوايات والمواهب مرخص من قبل هيئة الترفيه وشريك أدبي لديه مسارات ثقافية متعددة من أهمها تنمية وتطوير الكتابة والقراءة في المجتمع.