المصدر - أوضح قنصل الجمهورية التركية بالمملكة فكرت أنزور أثناء زيارته لفعاليات " الحارة المكية " *أن مهرجان الحارة المكاوية وسيلة لتذكير أولادنا وأجيالنا بماضينا المليء بالمفاخر والأشياء التي تقوي إيماننا، مضيفا خلال حضوره ندوة المواقع التاريخية أمس أن المعلومات المقدمة شكلت تقوية لمعلوماتنا عن مكة وهي قلب جميع المسلمين.
وبيّن أنزور أن مثل هذا المهرجان يقوي ذاكرة الأمم وأن من لا يفهم ماضيه لن يفهم يومه ومن لم يفهم يومه لا يمكنه النظر إلى مستقبله بالأمل، مضيفا أن الندوة المقدمة ذكرتنا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا فهنا سيرة النبي والشعائر.
وعدّ القنصل التركي هذا المهرجان فاتحة خير لإقامة مثل هذه الندوات والفعاليات مقدما شكره للمنظمين كافة على إحيائهم التراث الإسلامي المكي.
وتجول القنصل التركي بين أنحاء الحارة المكية وتعرف على ما تضمنته من معارض ومتاحف ومهن قديمة وأغراض أثرية وتاريخ يتضوع عبقه في كافة أرجاء المكان، يرافقه المطوف والكاتب المكي أحمد حلبي.
وكان في استقباله لدى وصوله صاحب فكرة الحارة المكاوية ومنفذها الشيخ عادل أمين حافظ واستقبلته فرقة الترحيب بالزوار وعرج على المعارض المقامة وشهد ندوة المواقع التاريخية التي استضافت الدكتور فواز الدهاس والدكتور معراج مرزا على مسرح المهرجان.
ندوة المكاوية تدعو لإخراج المواقع التاريخية من بطون الكتب للواقع
أكدت ندوة المواقع التاريخية المقامة أمس على مسرح الحارة المكاوية أهمية إخراج المواقع التاريخية من بطون الكتب إلى أرض الواقع، التي قدمها أستاذ التاريخ والحضارة بأم القرى عضو مجلس تنمية المنطقة فواز الدهاس وخبير التراث الإسلامي عضو مبادرة معاد الدكتور سمير برقه بإدارة الإعلامي ماجد المفضلي وحضور القنصل التركي بالمملكة فكرت أنزور وصاحب فكرة الحارة المكاوية وداعمها الشيخ عادل أمين حافظ وعدد من وجهاء مكة والمطوفين.
عناية حكيمة
وأكد خبير التراث الإسلامي عضو مبادرة معاد الدكتور سمير برقه في مستهل الندوة أن جهود المملكة العربية السعودية في العناية بتاريخ مكة المكرمة وتوثيقه بدأت منذ دخول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – إلى مكة حيث أمر بالحفاظ على 3 مواقع تاريخية في مكة المكرمة ووثق ذلك في المحاكم الشرعية.
وبيّن برقه أن الأمر حمل أهمية المحافظة على موقع المولد النبوي مكتبة مكة المكرمة حاليا ووقع بيت أم المؤمنين خديجة ودار الأرقم، مضيفا ن ابناءه البررة من بعده ساروا على نهجه حتى يومنا هذا حيث أقر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إصدار المشروع الحضاري للمحافظة على التراث.
ودعا برقه المواطنين إلى أن لا ينظروا إلى مكة كخط طولي يمتد من مدخلها إلى الحرم وإنما ينظروا إلى امتدادها بكافة الجهات فبها جبال ومساجد وآبار ومعالم ومواقع ومتاحف تنطق بالتاريخ، معرجا على ذكر الجبال بمكة وعراقتها مركزا على جبل أبي قبيس اول جبل وضع على الأرض وما ارتبط به من أحداث، مبينا أن مبادرة معاد تحلم بإعادة إحياء مسجد الراية.
متحف طبيعي
وأبان أستاذ التاريخ والحضارة بأم القرى عضو مجلس تنمية المنطقة فواز الدهاس أن مكة أنعم المولى عليها بمتحف طبيعي حيثما تجول الناظر يرى أوديتها وسهولها وشعابها المرتبطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم .
وعرّج الدهاس على أودية مكة بدء بوادي إبراهيم عليه السلام الذي يبدأ من الشرائع مخترقا مكة حتى يصل إلأى ساحل الشعيبة، مضيفا أن مقر المهرجان وادي فخ يتفرع عن وادي إبراهيم ويأتي من شارع الحج ويمر بالزاهر حتى يخرج من مكة.
وذكر الدهاس فخره بمساهمته في تحديد معالم الحدود الشرعية لمكة المكرمة متتبعين علاماتها على رؤوس الجبال، مبينا في سياق حديثه عن موقع الحديبية موقف الإسلام من المرأة حيث شهدت مشورة أم المؤمنين أم سلمة التي تعلمنا أخذ المشورة من أمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا.
فعاليات مستمرة
وشهد مسرح المهرجان مشاركة الشاعر المكي مصلح محمد الشيخ عن تاريخ الزَّجَلِ في مكة والكلمة الحجازية وروادها، ومسرحية (ما راحوا الطيبين) التي قدمتها فرقة (امرح معنا) بقيادة التوأمين: أحمد التمبكتي وحسن التمبكتي وفقرة شعرية مع الشاعر زياد سلامة ومشاركة عمدة الحارة صالح الشريف.