المصدر -
استطاعت اللجنة التنفيذية لمهرجلن جدة التاريخية، أن تعيد للعبة رقصة المزمار الشعبية رونقها الفلكوري الذي امتازت بها خلال عقود طويلة في منطقة الحجاز، ومحاولة اظهارها للعلن ضمن مهرجان "عيدنا كدا" في نسخته الثالثة، والذي يستمر حتى الحادي عشر من شوال الجاري.
الملفت في هذه اللعبة الشعبية الحجازية، أنها تحظى باهتمام واعجاب منقطع النظير، وتمارس في المنطقة الغربية على نطاق واسع بين حواريها وأزقتها، وتحمل في مضامينها معاني الرجولة والشجاعة.
في مهرجان "عيدنا كدا 3"، تعتبر هذه اللعبة في قائمة أجنداتها، ويجرى استعراضها يومياً بعد صلاة العشاء، لما تمثله من ارتباط تاريخي بممارسة الاهالي للعبة، وبخاصة عند حلول عيد الفطر المبارك، وتعتبر من أكثر الألعاب شعبية استحضارا إلى جانب العاب "الخبيتي" و "الصهبة"، والتي كانت بمثابة إحدى دلالات الفرح على كافة سكان حواري جدة القديمة الأربع، وهي "المظلوم، والشام، والبحر، واليمن".
جذبت لعبة المزمار الشعبية زوار المهرجان، وكان تفاعلهم على أشده، كما لعبت عدسات هواتفهم النقالة دوراً حيوياً في توثيقها كصور ومقاطع فيديو، بل إن حساب المهرجان على "السناب شات"، قام بتنزيل العديد من المقاطع على حسابة الذي يصل عدد مشاهداته بعشرات الآلاف، مما أثار إعجابهم، وأضحى أحد وسائل الجذب الرئيسية لاستقطاب الزوار.
وفي سياق معرفي متصل، يمكن الإشارة إلى كتاب الباحث*
عبد الله أبكر، عضو لجنة التراث الشعبي بجمعية الثقافة والفنون بجدة، أن يضمن لعبة المزمار ضمن كتابه التوثيقي عن الفنون الشعبية، الذي حمل عنوان "الصهبة والموشحات الأندلسية في مكة المكرمة .. عرض وتحليل".
يشير القائمين على المهرجان، بأن هدفهم من استعراض لعبة المزمار يحمل في جوهره العام طابعاً "ثقافياً" و"تاريخياً" بهدف استعراض هذا البعد أمام أذهان الجيل الجديد من السعوديين، والعمق الدلالي الذي تحمله المنطقة على نفوس أهالي منطقة الحجاز عموماً، والجداويين على وجه الخصوص.
ليس هناك فترة تاريخية محددة لتوثيق هذه اللعبة، إن أكثر الروايات ذهبت بأنها ذات*أصول أفريقية. *وذلك بالنظر للإيقاعات المصاحبة وطبيعة اللعبة التي تشبه كثيراً رقصات الحرب الأفريقية. كما أن الكثير من “الزواميل” - الأهازيج التي ترددها الصفوف وقت اللعب- تردد بلغات أفريقية كلغة الهوسا.