المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
هجر القرآن أضاع الإسلام وأفسد العقيدة..  أطروحة للمفكر العربي على محمد  الشرفاء الحمادي
منال عبد السلام - مصر
بواسطة : منال عبد السلام - مصر 14-06-2023 12:25 صباحاً 4.3K
المصدر -  
قال المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن المسلمين هجروا (القرآن الكريم) لصالح روايات مكتظة بالخرافات والإسرائيليات، فتفرقوا واختلفوا وتقاتلوا، وأصبحوا فرقا ومذاهب مختلفة ومتصارعة ومتناحرة، وكانت النتائج المباشرة لكل هذا فساد العقيدة وضياع الدين، لأنهم صدقوا تلك الروايات التي تخالف القرآن وقدسوها، رغم أن الله عز وجل حذرهم من ذلك في قوله (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)، إن هجر القرآن* أخل برسالة الإسلام.. إلى تفاصيل المقال..

هجر القرآن والفرقة

لقد علم الله سبحانه وتعالى بعلمه الأزلي بأن عباده من المسلمين سوف يهجرون القرآن، وسيؤدي ابتعادهم عن كتاب الله إلى تفرقهم وتشرذمهم، بل حدوث التصادم بين الفرق المختلفة التي اتبعت كل فرقة منهم مذهبا أو عقيدة صاغها مفهوم بشري ونقلها رواة من قصص لا تتوافق في كثير من الأحيان مع القرآن الكريم، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا وظلما.

التشريع حق الله
فلم يمنح الله الأنبياء في مختلف العصور أو الرسل حق التشريع، ولو حدث ذلك فسوف يحدث تصادم بين تشريع الخالق رب السماوات والأرض العليم الخبير وبين الرسل والأنبياء الذين هم بعض من خلقه لا يملكون حق التشريع، إنما أمرهم سبحانه بحمل رسالته للناس كما هي دون إضافة أو حذف أو تعديل.
كما أمرنا الله عز وجل بالاعتصام وعدم التفرق والإيمان بالقرآن وما جاء فيه وترك ما يخالفه، وعدم هجر القرآن وحرية الاعتقاد، وذلك واضح في النقاط التالية:
الاعتصام بالله
1 – أمرنا الله سبحانه وتعالى بقوله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، وحبل الله هو القرآن، وهو يعلم سبحانه بأنه بعدم اتباع القرآن ستحل الفرقة بين المسلمين، ولذلك حذر سبحانه عباده بالالتزام والتقيد بالقرآن الكريم حتى تمنع أسباب الفرقة.
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ
2 – لقد جاء في سورة (الجاثية الآية 6) (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) إنه تحذير واضح وتحد بعدم اتباع أية روايات أو أحاديث أو مفاهيم بشرية تخالف كلام الله، وتم إضفاء القدسية على تلك الروايات وما فيها من تناقض صادم في بعض الأحيان لآيات الله، فالله يريد لعباده التمسك بما جاء في كتابه العزيز ليحميهم من الوقوع في الصراع والتقاتل، ويريد لهم الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وأن تكون لهم مرجعية واحدة وهي القرآن فقط.
اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
3 – لقد جاء في سورة (الفرقان الآية 30) (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) لتؤكد هذه الآية الكريمة أن رسول الله سوف يشتكي المسلمين إلى الله بأنهم هجروا القرآن، منبها ومحذرا بخطورة الابتعاد عن التقيد بأوامر الله وتشريعاته فيما نص عليه القرآن الكريم دستورا من الله لعباده ليضيء لهم طريق الحياة ويعينهم على تحقيق السعادة في الدنيا ويؤمن لهم حياة طيبة في الآخرة ويسكنهم جنات النعيم.

مصالح دنيوية

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي لله أمة الإسلام بأنهم هجروا القرآن تحذيرا للمسلمين بعدم تصديق أو اتباع أية روايات تواترت على مر السنين تدعي على لسان رسول الله افتراء وكذبا ما لم يقله بغية تحقيق مصالح دنيوية تدعم السلطان وتهدم مرجعية القرآن من قبل أعداء الله وأعداء المسلمين.
لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ
4 – لقد وضع الله سبحانه وتعالى تشريعا لخلقه مبنيا على حرية الاعتقاد والعدالة بأعظم صفاتها، حيث يقول سبحانه (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وآية أخرى في سورة يونس (99) يخاطب نبيه (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ويؤكد في آية (22) من سورة الغاشية (لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) ويوضح صلاحيات الرسول صلى الله عليه وسلم (لست عليهم بحفيظ) و(لست عليهم بوكيل)، فمن أعطى لأي مخلوق حقا أن يكون قاضيا في حق الله يكفر من يكره ويزكي بالتقوى من يحب؟ كيف غابت تلك الآيات الكريمة عن الذين نصبوا أنفسهم قضاة على العباد يقضون فيما لا يحق لهم ويحكمون ظلما على الناس ويمارسون القتل لمن يكفرونه؟
عميت الأبصار
كيف عميت أبصارهم عن كلام الله الذي لا يقبل التأويل أو التفسير؟، أحكامه واضحة جلية حدد فيها المولى عز وجل مسؤولية الأنبياء ومسئولية خلقه من خلال استقبال الرسالة وتبليغ الأنبياء لهم بأن يختاروا الدين الذي يريدون بمنتهى الحرية وأن حسابهم عند الله جميعا (كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ)، ولم يمنح الخالق سبحانه أي نبي أو رسول أن يشاركه في التشريع لخلقه فاحتفظ بحق التشريع لنفسه فقط وترك للأنبياء والرسل التبليغ والشرح والتوضيح لمراد الله في كل آية من كتابه الكريم. ومن هنا نرى في هذا العصر صورة واضحة للفرقة بين المسلمين حيث حذر سبحانه بعدم التفرق، وعدم هجر القرآن بل بالاعتصام به ليحمينا من شرور أنفسنا ويجمعنا على كلمة واحدة على بناء مجتمع العدل والمحبة والسلام والرحمة.