وسيلة الحلبي _*الرياض
اختتمت في الرياض*فعاليات**منتدى «الإعلام والاقتصاد .. تكامل الأدوار في خدمة التنمية»، بمشاركة 30 متخصصاً ومتخصصة في الإعلام من مختلف دول العالم، حيث ناقشت الجلسات العملية الثمان للمنتدى، والتي حضرها نخبة من المهتمين في الإعلام والاقتصاد، ناقشت مجموعة من المحاور المتعلقة بالإعلام والاقتصاد والعلاقة بينهما وتكامل أدوارهما في تحقيق التنمية الاقتصادية من جهة، والبحث في التحديات التي تواجههما والحلول المقترحة لهذه التحديات من جهة أخرى.وأعلن منتدى**«الإعلام والاقتصاد .. تكامل الأدوار في خدمة التنمية» في آخر جلساته يوم أمس، عن جملة من التوصيات العلمية، التي اشتملت على**الرفع ببرقية شكر**لصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض على رعايته للمنتدى وتشريفه حفل الافتتاح، كما تضمنت التوصيات الرفع ببرقية شكر**لمعالي مدير جامعة الملك سعود على استضافة الجامعة لفعاليات المنتدى.وأوصى المنتدى بأهمية مواكبة المؤسسات الإعلامية للاهتمام المتزايد بالاقتصاد، والارتقاء في أدائها إلى مستوى طموحات برنامج التحول الوطني، كما أوصى المنتدى بالتأكيد على أهمية إشراك وإدماج المؤسسات الإعلامية في البناء والتخطيط للمشاريع الاقتصادية الوطنية الكبيرة.كما أوصى المنتدى في الوقت ذاتة بأهمية حث وسائل الإعلام التقليدي والجديد على الاهتمام بإدخال اللغات غير العربية، مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية ضمن أولويات اهتمامهم في مجال النشر الإعلامي عن اقتصاد المملكة العربية السعودية، كما شملت التوصيات التأكيد على إعطاء الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي اهتمام أكبر، والعناية بها، لتكون جسر تحول نحو المستقبل، ولتسهم في إيصال صوت المملكة بشكل أكبر في الداخل والخارج.وأوصى المنتدى بأهمية تنمية وتوسيع مجالات التعاون الإعلامي بين المؤسسات الإعلامية والقطاعات الاقتصادية الكبرى في العالم العربي، كما أن المنتدى شدد في توصياته على أهمية تشجيع الإعلاميين والعاملين في البرامج والملاحق الصحفية والنشرات الاقتصادية المتخصصة، برفع كفاءتهم في المجالات الاقتصادية والنفطية.
كما أوصى المنتدى بضرورة اهتمام مؤسسات تعليم الإعلام الجامعية ومعاهد التدريب المتخصصة، بالتعاون مع المؤسسات الاقتصادية ومؤسسات المال والأعمال، في مراحل إعداد الكوادر الإعلامية المتخصصة في المجالات الاقتصادية.وفي الإطار ذاته، أوصى المنتدى بضرورة حث مؤسسات تعليم الإعلام الجامعية ومعاهد التدريب الإعلامي المتخصصة على تقديم دورات وورش عمل متخصصة لخريجي علوم الاقتصاد والمال والأعمال المهتمين بالإعلام.وتأتي التوصيات العلمية، بعد أن استكملت فعاليات منتدى «الإعلام والاقتصاد .. تكامل الأدوار في خدمة التنمية» يومها الثاني والأخير، إذ ناقشت الجلسة الرابعة في المنتدى التي ترأسها الدكتور محمد الأحمد ، واقع الإعلام الجديد والاقتصاد حيث قدم يحيى تقي الدين باحث دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال دراسة بعنوان "الجهود التواصلية للنخب الاقتصادية عبر شبكات التواصل الاجتماعي أثناء الأزمات الاقتصادية "، مؤكدا أن شبكات التواصل الاجتماعي نزعت "سلطوية المثقف" وأنهت حالة التلقي السلبي من طرف واحد في هذه الشبكات، ما خلق وعيا اجتماعيا جديدا بسبب الشعور بقوة دور الفرد أيا كان وبقدرته على التأثير في الأفكار.من جهة أخرى بينت الدكتورة ليندة ضيف من جامعة العربي بن مهيد في الجزائر، أن المواضيع العامة من أكثر المواضيع الاقتصادية بروزا على الصفحات الاقتصادية عبر الفيسبوك حيث قدرت نسبتها بـــــ 37.66%، و تأتي في المرتبة الثانية المواضيع الخاصة بأسعار العملات و التي قدرت نسبتها بـــــ22.07% ، ثم المواضيع التجارية بنسبة 14.28%، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الخصائص التي تتميز بها مواقع التواصل الاجتماعي تفرض على القائمين على المؤسسات الاقتصادية توظيفها من أجل إعطاء الفرصة للحدث الاقتصادي للبروز أكثر، ولنشر الثقافة الاقتصادية التي تفيد الفرد في حياته، و تجعله يدرك بعض الخلفيات المرتبطة بالأحداث الاقتصادية، من خلال نشر بعض المعلومات و الحقائق، و العمل على تبسيط بعض المفاهيم و المصطلحات.في حين ركزت الدكتورة نوال أبو مشطة من خلال ورقة عمل حملت عنوان "الحدث الاقتصادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي" على الاهتمام أكثر بالإعلام الاقتصادي الالكتروني وبخاصة الإعلام النفطي، لما له من أهمية جوهرية في توجيه الرأي العام ومساعدة صناع القرار في اتخاذ مواقفهم تجاه الأحداث الاقتصادية، منوهة إلى أن الحدث الاقتصادي البارز في هذه الفترة هو انخفاض أسعار البترول، وهو الحدث الذي شُكلت حوله العديد من الآراء وأثارت النقاشات في مواقع التواصل وخاصة على الفيسبوك.من جانبه قال ساعد ساعد**أستاذ مساعد قسم الإعلام والاتصال في جامعة الملك خالد عبر ورقة حملت عنوان " الأثر التكنولوجي في البيئة الاقتصادية للإعلام الجديد" أن من أهم مؤثرات التكنولوجيا على الصحف هو قلة التكلفة من خلال التراجع الشبه التام في استخدام الأوراق والأحبار وتكاليف الطباعة التي كانت سببا في غلق العديد من الصحف سابقا وحاليا، موضحا أن انخفاض التكلفة شمل أنماط الاتصال الداخلي والخارجي في المؤسسة، بما في ذلك العملية التحريرية، فأضحى الصحفي هو من ينقل المعلومة و يكتبها وهو من يحررها ويصححها بفعل البرامج ذات الصلة**التي تمكن تصحيح المواد نحويا ، حتى إخراجها.وفي الجلسة الخامسة التي حملت عنوان "الإعلام واقتصاد المعرفة "وترأسها الدكتور عبدالله العساف تحدث الدكتور علي ضميان العنزي أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود في الرياض، عن معدل الإنفاق على التسوق الالكتروني، مبينا انه سيزيد بحلول 2019 ليصل الى 103 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 13% مقارنة بـ86 مليار ريال ستنفق للتسويق عبر التلفاز ، مؤكدا ان نسبة قضاء الوقت على الهواتف المحمولة ستزيد إلى 70% بحلول العام نفسه.فيما قال محمد سيد سلطان باحث متخصص في تكنولوجيا المعلومات مدير عام مؤسسة تقارب العلمية في دولة مصر، إن الاندماج في اقتصاد المعرفة**يتطلب من الدول العربية تهيئة البنية التحتية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال والاستثمار في المعرفة من أجل تمكين نمو الاقتصاد المعرفي في الدول العربية, بالإضافة إلى إنشاء بيئة مناسبة للابتكار من خلال تعزيز الروابط بين المتطلبات الاقتصادية وجانب التعليم والبحث والتطوير, لضمان خلق بيئة اقتصادية تمكينية قادرة على إدارة عملية الابتكار وخلق المعرفة وتبادل واستخدام رأس المال المعرفي.
وفي ذات الوقت لفت الدكتور عمر بوسعدة**أستاذ مشارك في قسم الإعلام كلية العلوم الإنسانية في جامعة الملك خالد، غالى أهمية**الاستثمار في**الميادين المرتبطة بإنتاج المعلومة و المعرفة الاقتصادية**التي اعتبرها الأساس الذي من شانه إن يدفع بعجلة التطور و تحقيق التنمية المستدامة.واختتمت الجلسة الدكتورة مريم العجمي أستاذ مساعد في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالحديث عن ما يسمى**بالإعلام العلمي الذي يعد أحد الوسائل المهمة لنشر الثقافة العلمية، منوهة أن دور الإعلام لا يقتصر على نشر المعلومات عن المبتكرات والاختراعات ومنجزات التقدم العلمي والتقني، أو مخاطر وسلبيات استخدامها الردي، بل يتجاوز هذا إلى التأثير في الرأي العام وبناء إدراك الجمهور وتحديد سلوكياته.
*
*