المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
بواسطة : 24-03-2016 05:52 صباحاً 7.9K
المصدر -  

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله مساء اليوم الاربعاء23 (مارس الجاري) الحفل السنوي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية الذي نظمته بقاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفصلية لتوزيع جائزة الملك فيصل العالمية للعام 1437هـ/ 2016م. وتوج الملك سلمان ثمان شخصيات سعودية وعربية وعالمية من العلماء نظير إنجازاتهم الفكرية والعلمية لقاء فوزهم بفروع الجائزة الخمسة :خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية ، اللغة العربية وآدابها ، العلوم، الطب، وسلمهم براءات الفوز وميداليات التقدير واستحقاقات التميز. وفور وصوله حفظه الله مقر الحفل عند الساعة الثامنة والنصف عزف السلام الملكي. وبدأ الحفل الخطابي بتلاوة من القرآن الكريم. ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشرفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس هيئة الجائزة كلمة قال فيها: التهنئة للفائزين، والشكر للحاضرين، ولله في خلقه شؤون، فقد فضل الذين يعلمون على الذين لايعلمون،عندهم علما من الكتاب أفضل من عفريت سليمان، وجعل الذين وجعل الذين عن وجعلنا في بلاد أشرق منها نور الإسلام، وبعث فيها رسول المحبة والسلام، ولعل أول ما قام به عبد العزيز الملك الملهم والمدهش، هو توحيد البادية، وأرسل لكل هجرة وبادية معلماً وداعية، يعلمون الناس لبناء هذا الكيان العظيم، ليكون السباق والكريم فأهنأ ياملك الحزم والعزم بهذا الوطن الأشم، وأبلغ به رأس القمم. عقب ذلك قدم أمين عام الجائزة الدكتور عبد العزيز السبيل العلماء الفائزين مستعرضاً أسمائهم والمبررات التي استندت عليها لجنة اختيار الفائزين بالجائزة

ابتهاج وتبرع بقيمة الجائزة لمشروع خيري

وقبل أن يلقي الفائز بفرع الجائزة “لخدمة الإسلام” شاهد الحضور فيلم قصير”استغرق عرضه دقيقة ونصف الدقيقة” تناول جوانب ولمحات مصورة من حياته الشخصية والعملية و مراحل الطفولة والدراسة و الفترات التي يتجلى فيها لاستعراض أفكاره وأولوياته في الحياة وأهم المشاريع التي أنجزها في تاريخه والأخرى التي لم يسعفه الوقت لتحقيقها. بعد(الفيلم) القى معالي الدكتور الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد الفائز بالجائزة كلمة عبر من خلاها عن ابتهاجه بالفوز قائلاً: في مثـل هـذا الموقف الذي يسوده الابتهاج والاستبشار، يأبى الإنسان إلا أن يقـول: إن النفس لتجيش، وان الصدر ليضيق عن التعبير عن المشاعر، ومكنونات الضمير، فلا يسع المسلم إلا أن يقول: اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيراً مما يظنون، ولا تؤاخذني بما يقولون. وأضاف:إن ما تحمله هذه الجائزة من هذا الاسم العظيم، واللقب الشريف (خدمة الإسلام)، إنـه اسم عظيم، ومسؤولية أعظم، فمن ذا الذي يدَّعي أنـه يخدم هذا الدين العظيم خدمة تصل إلى أن ينال بها الجوائز؟؟ سبحانك هذا شيء عظيم! ولكن، أمام هذا التكريم والاختيار الذي لم يكن في الحسبان، ولم تستشرف له النفس، لا يسع المسلم كـذلك إلا أن يستحضر التـوجيـه النبـوي الكـريم، كما في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب رضي الله عنـه العطاء، فيقول عمر: أعطه يا رسول الله من هو أفقر إليه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتموله أو تصدق به، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك» أخرجه مسلم. ومضى بن حميد قائلاً:ولو حاول المحاول أن يلتمس توجيهاً لهذا كله فلعله فيما تكرمت بـه لجنة اختيار الجائزة من الانتساب لخدمة هذا الصرح الشامخ المحفوظ عبر تطاول الأزمان أولِ بيت وضع للناس مباركاً وهدًى للعالمين المسجد الحرام، حين يكرم الله عبداً من عباده ليكون فيه إماماً وخطيباً ومدرساً، ويكفي إشـارة أن ولي أمر هذه البلاد رأى أن أشرف لقب يرتديه لقبُ خادم الحرمين الشريفين، فهو لقب لا يعادله أي لقب من ألـقـاب التفخيم والإجلال التي يستحقها، وهو أهل لها، رعاه الله. أسأل الله العلي القدير المنـان الكـريم أن يستعملنا في طاعته، وأن يعيننا على خدمـة دينـه، وتقديم الخير حيث كان، والنفعِ أينما كان، وأن يعفو عن زللنا، وأن يستر عيوبنا وتقصيرنا، وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنّا، وما أسرفنا، وما هو سبحانه أعلم به منا. وأضاف قوله:إن الجوائز تشرف وتسمو حينما تكون مقاصدها وأهدافـها فيما يجمع القلوب ويوحد الجهود الخيرة من أجـل ما ينفع الناس كل الناس، ومن أجل ما تـريـد أن تسجلـه هذه الجائزة العـالميـة في ميادين التقـدم الحضاري في شتى فنون المعرفة ومجـالاتهـا النظرية والتطبيقية، وأحسب أن جائزه الملك فيصل العالمية بفروعها كافة من الصدارة في القصد إلى تكريم الإنجازات الفكرية، بل إنها تحافظ على ضبط المسار في حياديتها وعدالتها، كيف لا، وهي تحمل اسم هذا الـرجلِ العـظيم الشهيـدِ الملكِ فيصل بن عبدالعزيز رائدِ التـضامن الإسلامي، كيف لا، وهي تنبع من هذا البلد المبارك مهبطِ الوحي، ومتـنزل الرسالـة، ومبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وحافظِ مقدسات المسلمين، ورافعِ راية الشرع المطهر، تقوم عليه قيادةٌ، تاريخها وضاء في خدمة هذا الدين، ورفع رايـة الاعتـزاز بـه، والدفاع عنه، وخدمة أهله في كل مكان، بل العزةُ، والحزم، والعزم هو منهجها، فلله الحمد والمنــة. ثم أعلن معالي الدكتور الشيخ صالح بن حميد عن تبرعه بقيمة الجائزة لمجمع الشيـخ عبدا لله بن محمد بن حميـد التعليـمي الخيـري في مكـة المكرمـة، الـذي تـأسس منـذ عشـرين عـاماً. وهو يحتضن طـلاباً وطالبات من الجالية الأفريقيـة بفقـرائـها وغر بائها، بـدولـها وكل مكونـاتـها، إسهـاماً في رسالتـه التعليمية والتربويـة، وإعانـة لمنسوبيه في مهماتـهم، بارك الله فيهم وفي جهودهم، وأحسن إليهم جزاء ما يقدمون من تعليم لأبناء المسلمين وبـناتـهم. وفي ختام كلمته سأل بن حميد الله الكريم رب العرش العظيم أن يزيد الجائزة توفيقاً وإحساناً وسداداً، وأن يبارك للقائمين عليها هؤلاء الأنجال الأوفيـاء البررة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، فقد فكروا، ثم أنجزوا، وبنوا فأحسنوا البناء.

وقار الملك وجلال العلم

عقب ذلك شاهد الحضور فيلم قصير عن الفائز بجائزة الدراسات الإسلامية معالي الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم والقى كلمة قال فيها: يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم اليوم هذا الموقف، المحاط بوقار الملك وجلال العلم، وأن أتقدم بالشكر الوافر لكل الجهات والمؤسسات الأكاديمية والعلمية التي رشحتني للحصول على هذه الجائزة، ولكل من أسهم في تشكيل مسيرتي العلمية حتى بلغت هذا التكريم العظيم. كما أتقدم إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة الجائزة، وإلى جميع أعضاء الهيئة بخالص الشكر والعرفان، لهذا التكريم المميز الذي أعتز به كثيراً. وأضاف:ويزداد شرفي بحصولي على جائزة الملك فيصل العالمية، لما لهذه الجائزة من مكانة مرموقة بين الجوائز العالمية، بما اكتسبته من مصداقية وحيادية، وتركيز على جعل الاستحقاق والتميز معيارين أساسيين في اختيار الفائزين بها دون اعتبار لجنس أو لون أو عرق. واستذكر بالشكر بعض المواقف والمحطات التي حظي بها قائلاً: ولقد كان للمملكة العربية السعودية – أدام الله عزها – نصيبٌ وافر مما وفقني الله إليه من المعرفة والعلم، وأذكر في هذا المقام أستاذي وشيخي حمد الجاسر رحمه الله، الذي تتلمذت على يديه، وأفدت من علمه الكثير فيما يتعلق بجغرافية الجزيرة العربية. لقد تعلمت منه أن الدراسة الميدانية هي السبيل الأمثل للتثبت من المعارف المتداولة في الكتب. وأذكر أيضاً ما قدمته لي جامعة الملك سعود قبل أربعين عاماً من عون كبير في تيسير دراستي الميدانية التي طوّفت فيها بمعظم أرجاء المملكة، خلال فترة إعدادي لأطروحة الدكتوراه، وهو الأمر الذي مكنني من تحقيق الأشكال الأرضية، الواردة في كتب الأقدمين، وتجميع المرادفات المحلية للمصطلحات الجيمورفولوجية. وكان لذلك أثره في إنجازي عدداً من الدراسات المنهجية الخاصة بالمصطلحات العربية لأشكال سطح الأرض؛ مصادِرِها ووسائلِ استنباطها، وفي تقديم المصطلح الأنسب للظواهر الجغرافية في الدراسات المعاصرة. مضى على القول:لقد حاولت أن أضع إطاراً فكريّاً وعلميّاً في دراسة آثار الجغرافيين العرب وتوثيق الإضافات العربية في هذا المجال، فقدمت في كتابي “بحوث ومطالعات في التراث الجغرافي العربي” نماذج يحتذى بها، وبذلت جهداً كبيراً في تحقيق النصوص الجغرافية العربية، والتعريف بمخطوطات ذلك التراث. وما زلت أشعر أن ما قدمته هو جهد المقل. وتأتي هذه الجائزة لتكون دافعاً جديداً نحو مزيد من العطاء المأمول؛ إحياء لتراثنا العربي والإسلامي، وتوثيقاً لمسيرته الزاهرة. وخاطب الحضور والملك قائلاَ:خادم الحرمين الشريفين: إنه لمن دواعي الشرف والسرور أن يكون هذا هو ثالث تكريم لي أناله تحت رعايتكم الكريمة، وفي هذا دليل على ما عُرفتم به من اهتمام بالعلم وتقدير للعلماء، رعاكم الله وأسبغ عليكم موفور الصحة والعافية، داعياً الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية في ظلكم من كل مكروه، وأن يبقيها دوماً دار عز وأمان، ومركزاً شامخاً لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الإنسانية جمعاء.

غمرتني سعادة روحية لأن الجائزة جاءتني من الأراضي المقدسة

 

عقب ذلك شاهد الحضور فيلم قصير عن الفائز المشترك بجائزة ( اللغة العربية والأدب) الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب الفائز”المشترك” ثم القى كلمة قال فيها: إن فوزي بجائزة الملك فيصل العالمية (في تحليل النص الشعري العربي) أشعرني بأنني قد حُمِّلْتُ تكليفاً بأن أواصل مسيرتي في خدمة الثقافة العربية عامة, وتحليل الشعر بخاصة. واضاف و مع هذا الفوز انفتحت الذاكرة على أمور, ألخصها فيما يأتي: أولاً:غمرتني سعادة روحية لأن الجائزة جاءتني من الأراضي المقدسة. ثانياً :أن الجائزة تحمل اسم علم عظيم من خدام الحرمين الشريفين, هو الملك فيصل،رحمه الله. ثالثاً : أن هذه الجائزة تقول للعالم كله: إن الإسلام دين حضارة وثقافة, إذ ينالها السعودي وغير السعودي, والعربي وغير العربي, والمسلم وغير المسلم. رابعاً: أن هذه الجائزة جاءتني في التخصص الذي أخلصت له, وهو تحليل الشعر العربي, وتزداد أهمية هذا التخصص عندما نلحظ أن مولد هذا الشعر كان في هذه الأرض المقدسة, ومنها أخذ سبيله إلى كل أنحاء العالم العربي والإسلامي والإنساني, إذ كان هو (ديوان العرب)؛ أي الذاكرة التي حفظت لأمة العرب حضارتهم وثقافتهم, بل كان هو (فن العربية الأول), وقد علل ابن رشيق لذلك في كتابه (العمدة) بقوله: “إن العرب احتاجت إلى الغناء بمكارم أخلاقها, وطيب أعراقها, وذكر أيامها الصالحة, وأوطانها النازحة, وفرسانها الأنجاد, وسمحائها الأجياد, لتهز أنفسها إلى الكرم, وتدل أبناءها على حسن الشيم, فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام, فلما تم لهم وزنه سموه شعراً “. وهذه الوظيفة الحضارية للشعر العربي حاصرتها بعض مستجدات الحضارة الحديثة, واستحوذت على بعض وظائفها, لكنها لم تتمكن من إزاحة الشعر عن مكانته التي حافظ عليها في مسيرته الطويلة, ذلك أنه يحمل الأداة التعبيرية التي عبرت الزمان والمكان, (اللغة العربية), التي صاحبته في مسيرته . فشكراً لمن رشحوني لنيل هذه الجائزة, وشكراً للمحكمين الذين رأوا في تحليلاتي للشعر العربي ما يؤهلها للفوز بالجائزة, والشكر العميق للقائمين على إدارة الجائزة, أما الشكر الأعظم فهو للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. كَمُسْتَبْضع تَمراً إلى أَهْلِ خَيْبَر عقب ذلك شاهد الحضور فيلم قصير عن الفائز المشترك الآخرلفرع الجائزة (اللغة العربية والأدب ) الأستاذ الدكتور محمد مفتاح والقى كلمة عبر من خلالها عن شكره الجزيل لجائزة الملك فيصل العالمية التي أتاحت له هذه الفرصة للمثول خادم الحرمين الشفين واضاف: هذه الجائزة التي رعاها ويرعاها ملوكٌ غُرٌّ ميامين حقَّ رعايتها، خلفاً عن سلف، مادياً ومعنوياً. ويسعدني أن أشكر لجامعة المجمعة ترشيحها إيَّايَ، وهو ترشيح ينطوي على دلالات عميقة تدركها القلوب السليمة والعقول الحصيفة. كما يسعدني أن أشكر لبلدي المغرب الظروف المواتية التي أتاحت لي ولغيري الاجتهاد المسؤول والبحث الأصيل الذي يسهم في بناء الحاضر والمستقبل ويُعيد الحياة إلى الماضي. إن عملي ليس إلا كعمل مستبضع التمر إلى هجر وكما يقول الشاعر: فإنك، واستبضَاعَكَ الشِّعْرَ نحونَا …. كَمُسْتَبْضع تَمراً إلى أَهْلِ خَيْبَرا ذلك أن شعراء وعلماء ومثقفي المملكة العربية السعودية يحتلون المقامات الأولى بالعالم العربي والإسلامي في هذا الميدان وغيره.

أحسستموني أنا جميعاً مواطنون في عالم واحد

بعد ذلك شاهد الحضور فيلم قصير واستمعوا لكلمة الفائز المشترك بجائزة الملك فيصل العالمية للطب الأستاذ الدكتور هنري جريت برونر استهلها بشكر مؤسسة الملك فيصل الخيرية لمنحه جائزة الملك فيصل العالمية للطب لعام 2016م، وشكر فريق العمل والذي عمل معه لسنوات عدة في مركز نايميغان الطبي بجامعة رادباود للانتقال بسلسلة الجيل القادم للجينوم من مجرد أداة بحثية إلى اختبار تشخيصي طبي قوي. واضاف: لقد أصبح اختبار سلسلة الجيل القادم للجينوم هو الاختبار الأساس الذي يتم تطبيقه على المصابين بأمراض نادرة ومعقدة، واستطاع ذلك الاختبار – في غضون خمس سنوات فقط – أن يحتل مكاناً بارزاً في الطب العيادي. وهذا أمر لافت للنظر. إن التعرف على الأمراض النادرة يُمكِّن المرضىمن معرفة مصدر المرض وسماته، والوصول إلى عوائل وأفراد آخرين مصابين بنفس العلة، ويزيد من عزمهم على البحث عن نصائح تنفعهم في المستقبل، وتعينهم في تنظيم الأسرة وأحياناً إيجاد علاج مفيد. كما تُساعد الأطباء على وصف العلاج والرعاية السليمة. إن علم الجينوم من العلوم المشتركة بين كافة الدول. فنحن جميعاً لدينا نفس الأمراض حتى وإن تباينت نسبتها من مكان لآخر. إن امتلاكنا لمورثات جيدة لا يحمي أطفالنا من الإصابة بمرض وراثي جديد وأحياناً شديد الحدّة. وهذا درس في التواضع لمن يفخرون بامتلاكهم مورثات ممتازة. لهذه الأسباب، لا بد من تبادل المعرفة، فالمرضى في كل مكان، ولكن المعرفة بالأمراض النادرة قليلة ومتفرقة. وهذا من أهم أسباب المتعة التي وجدتها وزميلي يورس فلتمان في عملنا؛فمن حسن حظنا أننا عملنا كفريق مترابط من الرجال والنساء،والشباب وكبار السن،من سبع وعشرين دولة مختلفة عبر العالم، وقبلنا بكل واحد منهم كعضو ضروري ومساوٍ لنا. إن ما أدركته اليوم جعلني أشعر أكثر من أي وقت مضى بأننا جميعاً مواطنون في عالم واحد.

الجائزة المتميزة تزيد من حماستي

ثم شاهد الحضور فيلم قصير واستمعوا لكلمة الفائز المشترك بجائزة الملك فيصل العالمية للطب الأستاذ الدكتور يورس أندريه فولتمان قال فيها: إنه لشرف عظيم أن أنال جائزة الملك فيصل العالمية للطب لعام 2016م بالاشتراك مع زميلي الأستاذ الدكتور هنري برونر. ويسرني أن أشكر مؤسسة الملك فيصل الخيرية ولجنة الاختيار للجائزة لتقديرهم لجهودنا في الانتقال بعلم الجينوم إلى العيادة الطبية، كما أشكر كافة زملائنا الذين أسهموا معنا في هذا الجهد. واضاف:إن هذا هو أكثر الأوقات إثارة بالنسبة لعلماء الوراثة البشرية. فقد سمحت لنا تقانات الجينوم لأول مرة بدراسة كامل الجينوم الخاص بأي شخص بطريقة غير مكلفة ويمكن الاعتماد عليها، مما أدى إلى تنامي المعرفة سريعاً حول العوامل البيولوجية المتعلقة بالصحة والمرض، كما سمح لنا أولاً -وقبل كل شيء -بتطبيق تقانات الجينوم في العيادات الطبية بالنسبة للأمراض، ذات المُكوِّن الوراثي القوي. وأصبح بإمكاننا الآن تقديم معلومات صحيحة عن المُسببات الوراثية للمرض سواء للمريض نفسه، أو لأفراد أسرته مما يسمح لهم بمعرفة التكهنات الطبية لسير المرض، والخيارات الممكنة لعلاجه، وأفراد الأسرة الأكثر احتمالاً للإصابة بالمرض، والخيارات المتاحة لتنظيم الأسرة. غير أنه على الرغم من هذا التقدُّم، فإن معرفتنا بالجينوم الخاص بكل واحد منا ما زالت محدودة جداً. إننا ما زلنا نعيش في عصور الظلام بالنسبة لعلوم الجينوم، وقد بدأنا فقط في التعرف على قراءة الجينوم وفهم لغاته. ولا شك أن تبادل المعلومات على مستوى العالم حول الجينوم وكل ما يتعلق به من بيانات طبية بطريقة مسؤولة ومحترمة أمر ضروري لكي نتعلم أكثر من المعلومات المخزونة في أحماضنا النووية، وإدراك الفائدة العظيمة التي يمكن تحقيقها من خلال معلومات الطب الشخصي لمنفعة البشرية جمعاء. إنني فخور وسعيد بالمشاركة في رحلة الجينوم مع أصدقائي وزملائي حول العالم، إذ يمكننا معاً تحقيق اكتشافات مهمة عديدة وتطوير تطبيقات نافعة. إن تسلمي هذه الجائزة المتميزة يزيد من حماستي لمشاركة أكثر وصولاً إلى مستقبل مشرق لطب الجينوم

يُثلج صدري أن ابتكر عقار يُساعد في تحسين حياة مرضى السرطان

ثم شاهد الحضور فيلم قصير واستمعوا لكلمة الفائز المشترك بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم الأستاذ الدكتور ستيفن جاكسون قال فيها إنه لشرف عظيم أن أفوز بالاشتراك بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 2016 م. وأود بداية أن أشكر الموهوبين من زملائي الذين عملوا معي، والذين قادتني مقدرتهم العلمية الفائقة لنيل هذه الجائزة، كما أعبر عن عظيم امتناني لمن استضافوني لكرمهم وجعلهم هذا الأسبوع مناسبة لا تُنسى في حياتي. إن الهدف الرئيس لأبحاثي هو فهم الكيفية التي تكشف بها خلايانا عن وجود خلل في الحمض النووي والإشارة إليه وإصلاحه. وكما هو شائع في العمل العلمي فقد انبنى عملي على ملاحظة حدثت مصادفة، فكانت بمثابة “لحظة يوريكا” بالنسبة لي. فقد اكتشفت في عام 1993م أن أشد أنواع الضرر في الحمض النووي “دنا” هو انفصال الشريط المزدوج للحمض، مما يؤدي إلى تنشيط إنزيم حركي يعتمد في عمله على الحمض النووي. وقد شكلت تلك الملاحظة أساس عملي في تحديد النظام المسؤول عن إصلاح معظم الانفصالات التي تحدث في الأشرطة المزدوجة للحمض النووي في جميع الكائنات الحية معقدة التركيب، بالإضافة إلى تصميم نموذج لنظم الكشف عن أنواع الخلل الأخرىوالتنبيه لوجودهاوالتي قام فريق عملي بدراستها. كما أدركت من خلال البحث أن بالإمكان تطوير عقاقير تمنع بعض الآليات المتعلقة بإصلاح الحمض النووي، وبالتالي تقتل بعض أنواع الخلايا السرطانية بطريقة اختيارية. وتمكنت من خلال تأسيس شركة KuDOSللأدوية من انتاج عدة عقاقير يتم حالياً تقييمها سريرياً. وأكثر تلك العقاقير تطوراً عقار أولاباريب(OLAPARIB) الذي يمثل أسلوباً جديداً في علاج السرطان. فمن خلال إبطال مفعول إنزيم بارب (PARP) المسؤول عن إصلاح الحمض النووي يتمكن عقار أولاباريب من إحداث تلف في الحمض النووي وبينما تستطيع الخلايا السليمة إصلاح ذلك التلف، إلا أنه شديد السميّة لبعض أنواع الخلايا السرطانية العاجزة عن إصلاح الحمض النووي. وقد تمت الموافقة على استخدام ذلك العقار في حوالي 40 دولة لعلاج سرطانات المبايض الناتجة عن الطفرات المسمّاة BRCA) ) كما يجري حالياً تقييم فعاليته بالنسبة لأنواع أخرى من السرطانات. إن ما يثلج صدري ويخجل تواضعي أن تقود بحوثي الأكاديمية الأساسية إلىتطوير عقار يُساعد في تحسين حياة مرضى السرطان. وأعظم أمنياتي أن تتيح أبحاثي المستقبلية المزيد من الفرص لتحسين صحة الإنسان وعافيته.

إضافة اسمي إلى قائمة الفائزين السابقين بالجائزة يُخجل تواضعي

ثم شاهد الحضور فيلم قصير واستمعوا لكلمة الفائز المشترك بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم الأستاذ الدكتور فامسي كريشنا موثا قال فيها: يشرفني جداً أن أنال جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 2016م، فإضافة اسمي إلى قائمة الفائزين السابقين بها يُخجل تواضعي. وأود أن أشكر لجنة الاختيار وأسرة الملك فيصل لإنعامهم عليَّ بهذه الجائزة الرائعة. كما أشكر أسرتي – وخاصة والديَّ– على محبتهم الدائمة ودعمهم لي، وأشكر أيضاً جميع أساتذتي الذين تعلمت منهم طرائق العمل العلمي. ومن المهم التأكيد بأنني أتقبل هذه الجائزة نيابة عن جميع العاملين الحاليين والسابقين في مختبري الذين أسهموا من خلال موهبتهم وإخلاصهم ومحبتهم في العمل الذي يتم تقديرهاليوم. إن فريقي البحثي يُركز على الميتوكوندريا، وهي جسيمات دقيقة توجد داخل كل خلية في أجسامنا وتُمثل المُنتج الرئيس للطاقة بالخلية، فضلاً عن أهميتها العظيمة لصحة الإنسان. وما زلت أذكر بإعجاب تجربتي الأولى مع مصانع الطاقة هذه، وأنا أدرس بكلية الطب، عندما شاهدت صورة الميتوكوندريا لأول مرة فأسرني شكلها الدقيق وخواصها الكيميائية وأصلها البكتيري. ومع استمرار دراستي للميتوكوندريا اتضح لي مدى النقص الكبير في فهمنا لهذه الجسيمات ذات الأهمية القصوى للحياة، ومدى حاجتناإلى معرفة التركيب الجزيئي لها. وباستخدام تقانات الجينوم – وهو التخصص الذي كان رائده سيدني برينر الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية عام 1992م–تمكَّنا في مختبري من التعرُّف على مكوِّنات الميتوكوندريا، ودراسة كيفية تنسيقها لإنتاج الطاقة. وقد أسهم عملنا في إلقاء الضوء على دور الخلل في وظائف الميتوكوندريا بالنسبة لعدد من أمراض الإنسان، تراوحت ما بين العيوب الولادية النادرة،إلى بعض الأمراض الشائعة، مثل: داء السكري والسرطان. لقد صُمِّمت جائزة الملك فيصل العالمية تقديراًللإنجازات النافعة للبشرية. وجائزة بهذه المكانة العالمية تغرس فينا مزيداً من الرغبة في الانطلاق نحو رؤية مستقبلية بعيدة المدى لتطوير فئة جديدة من العقاقير تستهدف تحولات الطاقة كأساس للمرض. عقب ذلك أعلن عن تكريم الأستاذ الدكتورعبد الله العثيمين الأمين السابق لجائزة الملك فيصل العالمية وشاهد الحضور فيلم قصير عن تجربته وخبراته وخدمته في الأمانة العامة للجائزة بحسب صحيفة المواطن.