نجلاء الحجازي -غرب*
"متحف"، الاسم الذي سيصادفك، وأنت تتنقل بين زوايا فعاليات المدينة المنورة التراثية "طيبة وأهلها"، والمقام تحديداً في حديقة الملك فهد المركزية، ويستمر حتى الـ*19*من سبتمبر الجاري.*
رغم صغر مساحة "المتحف" الذي ربما لا يتجاوز الـ*12*متر مربع، إلا أنه يحوي الكثير من تفاصيل حقب زمنية متوالية، جرت ضمن مسار الاسترجاع* التاريخي والثقافي والاجتماعي والمهني للمدينة المنورة في عهودها السابقة.
زوار الفعاليات لا يملون أو يكلون في الدخول "للمتحف"، وربما يأتون لزيارته في اليوم الواحد أكثر من مرة، وحالهم كحال من "جمع له التاريخ في جعبة واحدة". أحدهم كان يتفحص بدقة شديدة، *لإحدى الأدوات المستخدمة القديمة في مزارع طيبة، ولم يكتفِ بذلك، بل كان يشرح مهامه لأبناءه الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم العشر سنوات، سر استخدامات تلك الآلة الزراعية، وكان إنصات أطفالهم بمثابة "سيد الموقف".
هنا يمكنك أن تجد ملامح مختلفة من الحياة المدينية التراثية، التي سادت في الحقب الزمنية الماضية، من الأدوات المنزلية المختلفة، التي اتخذت حيزاً كبيراً من خارطة "انتيكات المتحف".
توثيق ذاكرة المكان، كانت ملمح مهم، حيث تنشط هواتف النقال الذكية في أخذ اللقطات التصويرية المختلفة في رصد تلك "الانتيكات القديمة"، إلا أن الأطفال كانوا أكثر إصراراً على والديهم في أخذ لقطات تذكارية لهم بين زوايا ذلك المتحف، ربما للالهام الذي وجدوه بين تفاصيله رغم غياب معرفة التاريخ عن سنهم الصغير.
القائمون على "المتحف المصغر"، يؤكدون أنهم استطاعوا أن يلخصوا الحياة الاجتماعية والثقافية لطيبة، فكل من ولج عتبة بابهم، شعروا بالفرح والسعادة، في إقبال جميع شرائح المجتمع لهم.