المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 27-03-2023 05:42 صباحاً 10.9K
المصدر -  «كتابة المعاريض» المهنة الصامدة أمام تغيرات التاريخ والجغرافيا والعولمة، اتخذها محمد حسن مخشوش (80عاماً) وسيلة له لكسب العيش وإعالة أسرته .. لم تهتز مقدرته أو تتراجع أمام سطوة الكيبورد والماسح الضوئي والقص واللصق، إذ احتفظ بمهارته في الأداء منطلقاً من بسطته أمام مبنى الأحوال المدنية في صبيا.اليوم نتذكر هذا الرجل رحمه الله والذي سبق أن اجرينا معاه حوار قبل وفاته
يقول لـ«غرب»: «لم أجد غيرها لأكسب رزقي، لكني أتعايش معها بإخلاص لمساعدة من يأتون إلي بهمومهم، وأنثرها كلمات معبرة في المعروض بالأسلوب الذي يناسب كل جهة، أكتب أمنياتهم بخط يدي مقابل 10 ريالات، فضلا عن بعض النماذج التي تخص الأحوال، فليس كل القادمين يجيدون التعامل مع التقنية والكمبيوتر».
وقال عنه المهندس محمد يحي عجيبي

انت تذكرني بفترة الصبا
كنت أقف بجانبه وهو يحرر العريضة بخط الرقعة الجميل
واسمعه وهو يقرأ العريضة لصاحبها
وكنت استفيد من اسلوبه في التحرير



ويقول مخشوش أن دخله اليومي يصل إلى 70 ريالاً، أما الأهم من كل ذلك فهو حب الناس وصداقته مع زبائنه، ومساعدته للآخرين البسطاء، «يقبلون على مكتبي المتواضع، وينثرون احتياجاتهم أمامي، وأشاركهم الهم وأدعو لهم، لدي مقدرة على توصيف حالاتهم بلا حرج، وأقدم لهم استشارات مجانية بحكم الخبرة».
لكن مع تطور وسائل الاتصال قل الدخل كثيراً
ويؤكد أن مهنة كتابة المعاريض لن تندثر، رغم أن الإقبال عليها تراجع كثيراً، بفضل التقنية، لكنها مع ذلك لم تقض على استخدام القلم الذي أقسم به الله ليكون شريك الإنسان في تعليمه وحياته وارتباطاته ومراجعات الجهات الخدمية، وهذا رزق تكفل الله به لنا وخدمة نقدمها بسعر زهيد للمحتاجين.

ويرى «محمد» الذي أصر على تدوين فلسفته في الحياة أن الاحتياج دائماً هو الدافع لطلب الخدمة، وعليه أن يوفر الخدمة التي يستطيعها، وسيأتي المحتاج لها، والأرزاق يتكفل بها الله، ومع التوكل تهدم كل الحواجز
واليوم اختفت هذه المهنة مع ظهور وسائل الاتصال والنت والحاسب الالي لكن لاتزال الذكرى صامدة في اذهان الكثير ممن عاصرو تلك الفترة