شهد اليوم الثاني من الملتقى الخليجي الثالث لتنمية الموارد البشرية، ورش عمل تدريبية تخصصية في مجال (إدارة الإبداع)، إذ صرّح في هذا الشأن الأمين العام للملتقى د. فهد إبراهيم الشهابي؛ أن "جرت العادة على تخصيص يوماً في برنامج الملتقى لتقديم ورش عمل تدريبية واحترافية في موضوعه، وذلك من أجل إضفاء مزيد من الفائدة واكتساب معرفة نوعية إضافية بما يسهم في تنمية الموارد البشرية في الخليج العربي ورفع مستوى الكفاءة والإنتاجية والإحترافية في العمل"، واستطرد؛ أنه "من أجل تحقيق هذا الهدف فقد تضمن برنامج الملتقى لهذا العام ورشتي عمل، جاءت الأولى لتنمية مهارات اكتشاف الذات وتعزيزها وإلى تحفيز الإبداعات الكامنة، وهي تحت عنوان (اكتشف ذاتك وأطلق إبداعاتك) تقدمها أ. نورة الشعبان – سفيرة الإبداع والرئيس التنفيذي لملتقيات إبداع في المملكة العربية السعودية.* أما الورشة الثانية فقدمتها الأستاذة سميرة بابا – الرئيس التنفيذي للمبادرات – مبادرة للاستشارات، إذ عنونتها بـ(الإبداع في إدارة الموارد).
وقد حظت ورشة عمل (اكتشف ذاتك وأطلق إبداعاتك) بنسبة مشاركة عالية، تلقت عدداً من الاختبارات في تحليل الشخصية وتصنيفاتها، واكتشاف المهارات الظاهرة والكامنة، فضلاً عن الوقوف على تحليل الشخصيات من خلال علم الفراسة أو قراءة الوجوه والذي أبهرت به مقدمة الورشة الحضور.* كما تضمنت جملة من المهارات والمفاهيم المبتكرة في مجال تحديد الأهداف وفهم الذات من أجل صناعتها وبناءها وتقييمها، مستعينة بعدد من الاختبارات العلمية والنظريات النفسية نحو "نافذة جو هاري" والتي بينت من خلالها المناطق الأربع في الشخصية؛ المنطقة المفتوحة، المنطقة العمياء، منطقة القناع، والمنطقة المجهولة.* ألحقتها بعرض تفصيلي لمقاييس الكفاءة القيادية وسبل تعزيز المهارات الإبتكارية وصناعة النجاح.* اختتمت الورشة بالتعرض لمفاهيم التخطيط وأدواته وسبل التنفيذ وتقويمه، مؤكدة على مجموعة من النصائح الهامة والثمينة وتتجاوز العشرين، لعل أبرزها؛ "أن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون"، وأن "المستقبل ينتمي للكفء، المغامرين، وليس لطالبي الراحة"، و "لا تجالس السطحيين التافهين لأنهم يتمنون أن يسحبوك للقاع المظلم".
أما ورشة العمل الثانية والتي تناولت الإبداع في إدارة الموارد، موضوعاً، فقد ركزت على خمس موارد أساسية في تنمية الموارد البشرية؛ "التوظيف، التحفيز، التقييم، الدمج، التدريب".* واستخدمت من أجل تقديم تلك المواد أسلوب التدريب المسرحي، خلافاً لما جرت عليه العادة من أدوات وأساليب تقليدية، إذ لجأت لممثلين محترفين من "مسرح جلجامش"، لضمان مستوى أعلى من التفاعلية، الأمر الذي تحققه بطبيعة الحال العروض الحية، وهو ما اعتبرته الأستاذة سميرة بابا أسلوباً تفاعلياً أفضل بكثير من عروض مقاطع فيديو ومناقشتها، لما يحققه من تفاعل أكبر وتأثير.* وقد تمخض عن هذا الأسلوب إضفاء مزيد من المرح والمتعة على الفائدة المأمولة من الورشة.* كما ركزت الورشة على أن هناك طرقاً مختلفة يمكن من خلالها ضمان استمرارية التدريب في المؤسسات بتكلفة أقل بكثير مما كان ينفق في السابق، مع التأكيد على أهمية التدريب كأحد أهم العوامل التي من شأنها تنمية الموارد البشرية في كافة القطاعات.