كشف المشاركون في فعاليات اليوم الثاني للملتقى والمعرض الوطني للأسر المنتجة *اليوم ـ الثلاثاء ـ عن 15 مبادرة جديدة وانشاء عدد من الجمعيات الخيرية بهدف تعزيز قدرات أكثر من 50 ألف أسرة سعودية تعمل في الانتاج من منزلها أو عبر مشاريع صغيرة تعد أحد روافد الأقتصاد الوطني، يستفيد منها أكثر من 400 ألف شخص، وطالبوا بضرورة تفاعل القطاع الخاص بشكل أكبر من أجل تمكين هذه الشريحة والمساعدة في تسويق منتجاتها في ظل وجود 29 جهة سعودية تدعم الأسر المنتجة ورواد الأعمال لتنمية أعمالهم
وكشف بدر السحاقي مساعد مدير عام فرع وزارة الشئون الاجتماعية ومدير مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة جدة في الجلسة الأولى أمس عن وجود 15 مبادرة أطلقتها وزارة الشئون الاجتماعية لدعم وتعزيز قدرات الأسر المنتجة، وعلى رأسها مبادرة "انتاجي" التي تهدف إلى التحول من الرعوية إلى التنموية من خلال تشجيع الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة على تنمية أعمالهم، والاندماج بشكل أكبر في الاقتصاد الوطني، ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم، لافتاً إلى وجود شراكات بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني.. حيث لتوفير فرص تدريبية ووظيفية وتقديم قروض ومنح ومساعدات لهذه الشريحة الكبيرة، حيث أثمر التعاون مع بنك ساب على تقديم 51 قرض للأسر المنتجة.
وأكد السحاقي خلال الجلسة التي ترأسها المهندس إحسان طيب تحت عنوان (بناء الشراكات مع الجهات الرسمية ونشاطات الصناعات اليدوية) إلى وجود عدد من الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر المنتجة بينها بصمة وأصايل، ويجري العمل الآن على إنشاء عدد من الجمعيات الخيرية، بينها واحدة في غرفة جدة تبنتها مجموعة من الأسر المنتجة وسيجري الاعلان عنها في الفترة المقبلة.
*واستعرض الدكتور جاسر الحربش التسهيلات التي يقدمها برنامج (بارع) الذي يرفع شعار من الضمان للأمان، ودعا القطاع الخاص الى المشاركة في تنمية الصناعات اليدوية، مؤكدا أن الهدف الأساسي الذين يسعون إليه هو تقليل عدد من يتركون الضمان الاجتماعي ويتجهون لقطاع الاعمال، لافتاً إلى مقولة صاحب السمو المكي الامير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي أكد فيها أن (النجاح الحقيقي هو خروج البعض من الضمان الاجتماعي وليس الدخول إليه).
وتحدثت الدكتورة حنان جمبي عميدة كلية الاقتصاد المنزلي في جامعة الملك عبدالعزيز عن الشراكة مع مؤسسات التعليم وجامعة الملك عبدالعزيز التي تشجيع الطالبات على العمل من المنزل،مع تقديم الدعم والاستشارات للاسر المنتجة والمنتجين بشكل عام، واشارات إلى أن كلية الاقتصاد المنزلي التي انشات قبل ٣٤ عاما تقدم عمل كبير لتدريب وتجهيز الفتيات على العمل في البيت عبر عدد كبير من الاقسام، وتسعى للشراكة مع الأسر المنتجة عبر اجراء البحوث للتعرف على احتياجات الاسر وتقديم الاستشارات وقد نقوم بانشاء مركز للاسر المنتجة.
وقدم ردة العسافي مدير برنامج الاسر المنتجة في البنك الاهلي عرض كامل عن البرامج والتسهيلات التي تقدم للأسر المنتجة والتعاون القائم مع اللجنة العليا التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة.
الخسائر.. مليار ونصف
ودعا المهندس محمد الخالد مدير ريادة الاعمال بجدة رواد الأعمال الجدد إلى الاستفادة من برنامج (ريادة) الذي يتبناه معهد ريادة الأعمال السعودي، مشيراً خلال ورقة عمل قدمها في الجلسة الثانية التي أدراتها الدكتورة حنان جمبي، إلى وجود 39 فرعاً على مستوى جميع مناطق ومدن المملكة، حيث يقدم قرضاً يصل إلى 300 الف ريال، ويجري التقدم للإلتحاق به الكترونيا، ويتم متابعة نجاح المشروع لمدة عامين، حيث يقدم آلية تقديم بسيطة وغير معقدة، هناك 15868 متقدم من منطقة مكة المكرمة فقط، التمويل وصل إلى أكثر من 77 مليون ريال في مدينة جدة وحدها خلال السنوات الخمس الماضية، ووصل اجمالي التمويل من البنك التسليف الحكومي بدون فوائد إلى 1.9 مليار ريال سعودي.
وأكد الدكتور فيصل عوض مدير مركز المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة أن الأسر المنتجة السعودية قادرة على توفير 1.5 مليار ريال سعودي، تمثل فاتورة الاستيراد السنوي لمنتجات يمكن أن توفرها الأسر المنتجة، واشار إلى أن الاحصاءات تؤكد أن 63% من المشاركين في المعارض يستفيدون من تسويق أعمالهم في المعارض، وسط طموكات كبيرة بأن يكون انتاج الأسرالمنتجة سعودي بنسبة 100%
وأوصى مدير مركز المسؤولية الاجتماعية في ورقة عمل التي قدمها بعنوان (الشراكة مع قطاعات بين الجملة) بضرورة اضافة القيمة للمواد الخام، وانشاء شركات مساهمة متخصصة في المواد الخام لدعم الانتاج الأسري وهو ما بدأته غرفة جدة، دعم الأسر ببطاقات خصم ومواقع خاصة لاحتياجاتهن من المواد الخام وانشاء جمعيات خيرية والاستفادة من خبرات المتطوعين في المجالات المتخصصة من موادر بشرية ومالية وتقنية لمأسسة وتطوير الانتاج الأسري، لافتاً إلى أن كل الدراسات أكدت أن ارتفاع اسعار المواد الخام تعد أهم عائق يواجه هذه الأسر، علاوة على صعوبة تسويق منتجاتهم وتحديات اخرى حانبية.
وتحدثت الدكتورة أماني عقيل عن دور حاضنات الأعمال في تحقيق الجودة والارتقاء بالإنتاج من المنزل، من خلال التركيز على أهمية حاضنات الاعمال في تحقيق معايير الجودة والتي تسهم في الارتقاء بالإنتاج من المنزل ونمو ونجاح المشروعات الريادية، وقدم الدكتور عماد جوهر صورة واقعية عن تأسيس شركات التدريب وتأمين العمالة الماهرة الوطنية، مرتكزاً على تحقيق تنمية العمالة الوطنية الماهرة، وانشاء مراكز تدريب متخصصة، اضافة إلى تنمية المهارات ودعم الكفاءات المطلوبة والتدريب المستمر ورفع الكفاءة.
*
بيع وتسويق مباشر
واختتمت جلسات الملتقى أمس بعرض اليات التسويق والبيع المباشر للعاملين من المنزل عبر الجلسة التي أدارها المهندس حلمي نتو، وتحدثت الدكتورة مها الدباغ عن ايجابيات البيع المباشر للعاملين من المنزل عبر الاحتكاك المباشر بالعميل وتحديد احتياجاته وتسجيل ملاحظاته، وتسعير المنتج وقياس رضا العملاء والاطلاع على منتجات المنافسين في الأسواق، وتحديد نوعية العملاء وشرائحهم العمرية وتوزيعهم الجغرافي.
وعرضت دينا قطان أفضل الممارسات للعرض والترويج، سواء المعارض التي تهدف إلى تعريف المستهلكين بالمنتجات والمنتجين، وفتح أسواق جددة أو التوسع في أسواق قائمة رغبة في تحسين أدائها التسويقي، والتغييرات التي طرأت على عادات التسوق مع اختلاف متطلبات حياة الناس في المدن الكبرى، في حين تحدث الدكتور رضا بهي الدين عن الأسواق المتنقلة والأشكال والمساحات المختلفة للأسواق المتنقلة، وأهمية الأسواق المتنقلة في تسويق وترويج منتجات الأسر المنتجة، وفاعلية الاسواق المتنقلة في إقامة المهرجانات والاحتفالات المصاحبة لمعارض الأسر المنتجة، وركز رياض العريم في ورقة العمل التي قدمها على الممارسات التسويقية الخاصة بالعمل من المنزل.
قصص نجاح
وأشار الشريك المنظم للملتقى والمعرض والمدير التنفيذي للشركة التعاونية والوطنية للأسر المنتجة القابضة فيصل عبد الله باطويل إلى أهمية ورش العمل التي تقام على هامش الملتقى مجاناً في جميع التخصصات، وقال أن اليوم الأخير سيزخر بالفعاليات والجلسات المهمة، حيث يشهد استعراض 4 قصص نجاح خلال الجلسة الأخيرة التي يديرها، وتروي خلالها حنين القحطاني ومريم موصلي وسلوى المولد وسوزان صوراني تجربتهن ومشاريعهن التي استطعت من خلالها التحول من الهواية إلى الاحتراف.
واضاف: تناقش الجلسة الاولى اليوم التي تديرها الدكتورة عائشة نتو بناء الشراكات مع قطاعات الصناعة وبيع الجملة وبيع التجزئة، وتبدأ عن العاشرة صباحاُ حيث يتحدث نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي، والمستشار رياض العريم عن الشراكة في القطاعات الصناعية من خلال العمل* على توفير بيئة الصناعية تربط بمفهوم الإنتاج من المنزل وتوفر الوظائف للجيل الجديد وتوفر المواد الخام والأولية بشكل جيد يحفز الأسر على تطوير الإنتاج من المنزل، وبناء الشراكة في توفير الخامات الأولية والمنتجات النصف مصنعة، والمشاركة في الحلول الإنتاجية وتقديم الدعم الفني للمنتجين من المنزل، في حين يتحدث سالم باسمح عن الشراكة مع قطاعات بيع الجملة، ويتناول ربط منتجات الأسر المنتجة بمنظومة التجارة المتنوعة وعالمية الطابع بالمملكة، ودمج نشاطات الأسر المنتجة ضمن مصالح تجارية واقتصادية واسعة النطاق التي تتمتع بها السعودية، ويناقش محمد الشهري الشراكة مع قطاعات التصدير متناولاً العمل على مشاركة منتجات الأسر المنتجة في التصدير، كقطاع فاعل ومتنامي، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب، وجذب المزيد من الأسر للإنتاج من المنزل مع إيجاد حلول لتحسين تنافسية الصادرات السعودية من الإنتاج المنزلي، ويختتم عبد الله الحقبي الجلسة بتناول محور الشراكة مع قطاعات التجزئة، حيث يناقش اتفاقيات قطاع تجارة البيع بالتجزئة للمنتجات والسلع الاستهلاكية على مختلف أنواعها (مواد غذائية، ملبوسات، إكسسوارات، وغيرها ) لإعطاء الفرصة لتسويق منتجات الأسر المنتجة.
ولفت إلى أن الجلسة الثانية التي يديرها مدير مركز المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة الدكتور فيصل عوض ستناقش بناء الشراكات مع القطاعات الخدمية والمتعهدين والمؤسسات الخيرية، حيث يتحدث الدكتور رياض العريم عن الشراكة مع القطاع الخدمي، عبر دمج الأسر المنتجة والتي تقدم الخدمات المتميزة من خلال الهدايا المتميزة والكوشات والتفاسير، والمسئولية الاجتماعية كأحد الوسائل التي ترضي ضمير مقدم الخدمة وتجعله يشعر بالاعتزاز بما يقدمه مقابل مايتقاضاه من تقدير المجتمع، وتستعرض فاطمة العيدروس الشراكة مع المتعهدين من خلال تناول أنشطتهم وحجم الاستثمارات ومجالات التعاون مع الأسر المنتجة، بينما يتناول عبد العزيز العتيق من بنك التسليف محور الشراكة مع البنوك، من خلال تأسيس شراكات لتنمية الصناعات اليدوية ودعم الأسر المنتجة، وتفعيل منشآت الصناعات اليدوية لزيادة كفاءتها وفعاليتها، والعمل على تحقيق أهدافها واستراتيجياتها وبرامجها ضمن إطار شراكة مع البنوك لتحسين مردوديته التي تؤدي إلى تنمية الاقتصاد الوطني، ويقدم الدكتور وليد باحمدان ورقة عمل عن الشراكة مع المؤسسات الخيرية، يتناول خلالها العمل الخيري في العالم الإسلامي وتفعيل المشاركة المجتمعية ومساهمة القطاع الأهلي والخاص في برامج ونشاطات التنمية، وإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية والتي تعمل بدورها على تحويل أفراد المجتمع من متلقين للإعانات إلى منتجين، وكذلك تأهيل وتطوير قدرات الشباب من الجنسين على اكتساب مهارات حرفية لمساعدتهم على الانخراط في سوق العمل.