-بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق/ رفيق الحريري
المصدر -
نظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان “رفيق الحريري ولبنان الغد”، بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق/ رفيق الحريري، شارك فيها السيد/ عمرو موسى كمتحدث رئيسي وألقى كلمة جاء فيها: “كم سعدت، كما يشرفني أن دعيت لأشارك هذا الجمع الموقر في احتفاء لبنان بالذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد رجل عظيم، ولبناني كبير وعربي متميز، ذلكم هو الشهيد رفيق الحريري. هذا الاحتفاء يعكس مشاعر الحزن العميق والمستمر لرحيله، وللأسف الممتد لتوقف عطائه. عطاؤه القيم في مختلف مجالات الحياة اللبنانية والعربية، ولكنه، أي الاحتفاء إنما يعكس أيضا تلك الروح الوطنية اللبنانية التي ترفض الانكسار السياسي والتراجع المجتمعي وتشرد الولاء، ولم يكن رفيق الحريري الا الرمز الرفيع لاحترام الذات والفخر بالهوية والولاء للوطن. وحماية سيادته ورخاء مواطنيه”.
أضاف: “ربطني شخصيا بالفقيد التاريخي للبنان علاقات احترام وتقدير. كم تحدثنا عن مصر ولبنان وعن العالم العربي وعن الجوار العربي، وعن مستقبل الاستقرار العربي، كم تحدثنا أيضا عن مستقبل الشرق الأوسط بمجمله، بل والشرق على اتساعه وعلاقاته بالغرب وتعقيداته. كانت آراؤه تعبر عن فهم دقيق لما كان قائماً واستشراف ذكي لما كان قادما ومع الأسف لم يكن يعطي اهتماما كافيا لسلامته الشخصية. كان لديه من الجرأة ما جعله لا يقبل بالنصائح التي أسديت من أعلى المراجع الدولية والإقليمية بالحذر الكامل. أو أن من خاف سلم .. نعم رفيق الحريري لم يخف ولم يحذر لانه كان يضع سلامة الوطن قبل سلامته الشخصية”.
وتابع: “ولكن إزالة رفيق الحريري الرمز البارز بين رموز الوطنية اللبنانية كان هدفا تاَمرت من أجل تحقيقه قوي الشر التي تعشش في أركان المنطقة وأزقتها . بل كانت تلك هي البداية… بداية مرحلة الفوضى المدمرة التي سادت المنطقة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين. أعود فأقول ان هذه الفوضى لم تكن تستهدف لبنان فقط وانما كنت تستهدف البناء العربي كله. وقد راينا جميعا مظاهر ذلك، وكذلك نتائجه الشيطانية والتي لا زلنا نعايشها في أكتر من قطر عربي ومنها مع الأسف: لبنان.” وقال: “يعيش الَان ما يسمى بالشرق الأوسط، والعالم العربي في القلب منه ، بل هو عنوانه ، مرحلة تحد تاريخي … أن يكون أو لا يكون …. أن يكون أو لا يكون شريكاً في صياغة مستقبل العلاقات الدولية وتفاعلات العولمة، وكذلك في صياغة السياسات الاقليمية ، وخاصه تلك المتعلقة بالأمن الاقليمي والتنمية الشاملة واطر التعاون في تحقيقها، ومناقشة أسسها وشروطها، إن العالم يمر بمرحلة انتقالية، يقبل فيها على حروب باردة وليس حربا باردة واحدة، بل هو دخل بالفعل مرحلة من الاهتزاز والترصد وعدم اليقين، مرحلة فيها تعبئة وضغوط واستراتيجيات متضادة بين الشرق: شرق الصين الجديدة والغرب:غرب أميركا الغاضبة والمستنفرة، وما بينهما روسيا المتحفزة وأوروبا المهددة وما حول كل ذلك ، اليابان العائدة والهند الصاعدة ، ثم ما نتج من تحالفات جديدة تعم اَسيا ، وقديمة تستعيد شبابها في أوروبا، إلى اخر هذه التطورات التى يتوقع معها أن تتعرض قواعد السياسه الدولية التي نعرفها الي صياغات جديدة وسلوكيات مختلفة ومن ثم تتعرض الدول الأضعف والاصغر لطلبات وضغوط قد تعجز جميعها او معظمها عن تلبيتها ، بل قد يكون لتلبيتها والخضوع لها ثمن هائل يمس استقرارها، كما قد يكون لرفضها ثمن لا يقل خطورة وضخامة” .
ورأى “ان دولة واحدة منا – وحدها، بمفردها سوف تعجز عن مواجهة الأمور المترتبة علي أي من الخيارين، ومن هنا تأتي المطالبة القائمة علي التحليل الدقيق، بأهمية العودة إلي ، والعمل علي تحقيق التجمع العربي وترشيد مسيرته بما يأخذ في الاعتبار الظروف المستجدة وعملية الاستقطاب بحدتهاغير المسبوقة ، وبما يحفظ المصالح والحقوق العربية من تنمية اقتصادية مستدامة، الى حركة ثقافية ذكية تساندها، مع تفاهمات سياسية وأمنية من خلال طرح استراتيجي رصين يطلق مفاوضات إقليمية سوف تكون مضنية ولكنها ضرورية بل حيوية”.
وتابع: “أقول كل ذلك في هذه المناسبة ، أيها السيدات والسادة ،لأنها موضوعات أشار الي إرهاصاتها الفقيد الكبير في احاديثه معي باعتباري وزير الخارجية المصرية ثم كأمين عام للجامعة العربية وذلك في السنوات الختامية للقرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحالي ..الحادي والعشرين . كم كان رفيق الحريري عميق النظرة في تحليله للواقع، ثاقب النظر في استشرافه للمستقبل..
وأضاف: لقد تحدثنا في القضية الفلسطينية وماَلها وكان رأيه الثابت هو انه مهما كانت خطورة التهديدات الموجهة لها من اعدائها فان التهديد الأخطر ينبع من داخلها ومن داخل صفوفها، وأنه من أجل أن نتحرك نحو تفاوض ذي معني ينتج سلاماً حقيقياً مفيداً فعلينا مساعدة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم وتوافق قياداتهم. اليس هذا هو ما نقوله اليوم؟”.
وتابع: “تحدثنا في الموقف في المنطقة على اتساعها وكان موقفه واضحاً في ان هناك مكانا يسع كافة دولها ومجتمعاتها ، وان التعاون من أجل التقدم والبناء ممكن ولكن تحقيقه يتطلب أرضية ثابتة من العدالة والتوازن وتحقيق الحقوق، والالتزامات المتقابلة، وخُلق واحترام المصالح المشتركة. اليس هذا هو ما نعمل اليوم لتحقيقه؟”. وقال: “تحدثنا ان عبارة ” لا ناقة لنا فيها ولا جمل” هي عبارة أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد لها علي أرض الواقع مكان، فكل ما يحدث من حولنا يؤثر فينا ونتأثر به، ونعاني من أثاره، وان لنا ناقة وجمل في كل ما يحدث في عالم اليوم ويجب أن نفهم ونعمل على ان يكون الأمر كذلك”.
وأعلن أن “هذا التحليل السليم يؤكد صحته ونجاعته ما نعايشه اليوم من تطورات قد تبعد عنا اَلاف الأميال جغرافيا ولكنها تؤثر في أمننا واستقرارنا بل تضر بهما بطريقة أكثر مباشرة مما كنا نعتقد أو نتصور”.
وقال: “تحدثنا في أن دور المتلقي يجب أن ننتهي منه، وأن الاطمئنان الى الوعود يجب أن يصبح اطمئناناً ذكياً لا ساذجاً، وإنه يجب علينا في عالمنا العربي أن نكون يقظين في مواجهة الخطوات والمبادرات السياسية التي تأتي من الخارج حتى تتبين الخطوط البيضاء التي تحمي مصالحنا من تلك السوداء التي تتعارض معها بل تهددها”. أضاف: “وتحدثنا عن أمن المنطقة وكيف أنه يقوم على سلام عادل وانفتاح اقتصادي وتكامل ثقافي تتفاعل جميعها سويا ويساند بعضها بعضاً، ولا يسبق بعضها البعض الاَخر. تحدثنا عن اهل المنطقة عرباً وفرساً، اتراكا واكرادا، مسلمين ومسحيين، بل وأيضا يهود، وباقي الهويات والأديان والمعتقدات.
كان رحمة الله يرى أن المنطقة تتسع لكل هؤلاء كي يتابعوا ويتكاملوا ويبدعوا، شريطة ألا يجور أحد على أحد وأن تصان الحقوق وتكون المكاسب للجميع”. – تحدثنا ونحن نتكلم في مطلع القرن الجديد بأن الوقت حان كي نصوغ –جميعا-نظاماً إقليما جديدا تنعم في ظله كل دول المنطقة وشعوبها بسلام وحرية وتنمية اقتصادية واجتماعية، وبآداب وفنون تتنافس على إمتاع الناس واسعادهم.
وكان شديد الثقة بأن لبنان سوف يكون منطلق بؤرة الفنون والآداب والثقافة في هذا المجتمع الجديد الذي كان يستشرف حدوثه”. وقال: “كان رفيق الحريري يحلم للبنان، كما كان يحلم بلبنان .. لبنان القرن الحادي والعشرين الذي يتخلص بسرعة من القيود التي صفّده بها اعداؤه وخوارجه،
كان يرى أن لبنان مليء بالمواطنين الطيبين الذي يريدون ان يحيوا حياة طيبة حلوة. كان يتحدث بثقة عن عبقرية الفرد اللبناني والمرأة اللبنانية والتي تمثلت في ما حققوه في المهاجر من نجاحات منقطعة النظير لأنفسهم ووطنهم والاوطان التي انتقلوا إليها، كما تمثلت في لبنان نفسه الذي كان قبلة العرب وسويسرا الشرق ومثال الاناقة ومهد الجمال. تحدث بحب بل بعشق عن بيروت وأحياء بيروت والبناء الجديد في بيروت” . وتابع: “لم يكن يدور في خلده انه سوف يُغدر به، وان لبنان ذاته سوف يُغدر به ، وان أحلامه سوف تتحول الي كوابيس يعاني منها اللبنانيون جميعا ،
وأن الكثيرين من ساسته سوف يظلون على ما دأبوا عليه من التخندق وراء طوائفهم ومصالحهم بصرف النظر عن الوطن وعن هويته ومصالحه العليا”. وختم: “وفي الختام دعوني أحيي هذه الذكرى وصاحبها ومن أقاموا الاحتفال بها ومن دعوني لأشارك فيها واسمحوا لي أن أكرر مقولته ” إن الولاء للوطن هو الوصفة الفاعلة والمنطلق السليم نحو تحقيق سلامة الشعوب ورخاء المجتمعات وسعادة الناس وعودة البسمة الي وجوههم. رحم الله رفيق الحريري ، وعاش لبنان وعاش الوطن العربي الكبير” .
التقى موسى أيضاً على هامش زيارته عدداً من السياسيين اللبنانيين من ضمنهم الرئيس/ نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء والرئيس/ نبيه بري رئيس مجلس النواب والرئيس/ أمين الجميل رئيس الجمهورية الأسبق والدكتور/ سمير جعجع والنائب/ وليد جنبلاط.
أضاف: “ربطني شخصيا بالفقيد التاريخي للبنان علاقات احترام وتقدير. كم تحدثنا عن مصر ولبنان وعن العالم العربي وعن الجوار العربي، وعن مستقبل الاستقرار العربي، كم تحدثنا أيضا عن مستقبل الشرق الأوسط بمجمله، بل والشرق على اتساعه وعلاقاته بالغرب وتعقيداته. كانت آراؤه تعبر عن فهم دقيق لما كان قائماً واستشراف ذكي لما كان قادما ومع الأسف لم يكن يعطي اهتماما كافيا لسلامته الشخصية. كان لديه من الجرأة ما جعله لا يقبل بالنصائح التي أسديت من أعلى المراجع الدولية والإقليمية بالحذر الكامل. أو أن من خاف سلم .. نعم رفيق الحريري لم يخف ولم يحذر لانه كان يضع سلامة الوطن قبل سلامته الشخصية”.
وتابع: “ولكن إزالة رفيق الحريري الرمز البارز بين رموز الوطنية اللبنانية كان هدفا تاَمرت من أجل تحقيقه قوي الشر التي تعشش في أركان المنطقة وأزقتها . بل كانت تلك هي البداية… بداية مرحلة الفوضى المدمرة التي سادت المنطقة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين. أعود فأقول ان هذه الفوضى لم تكن تستهدف لبنان فقط وانما كنت تستهدف البناء العربي كله. وقد راينا جميعا مظاهر ذلك، وكذلك نتائجه الشيطانية والتي لا زلنا نعايشها في أكتر من قطر عربي ومنها مع الأسف: لبنان.” وقال: “يعيش الَان ما يسمى بالشرق الأوسط، والعالم العربي في القلب منه ، بل هو عنوانه ، مرحلة تحد تاريخي … أن يكون أو لا يكون …. أن يكون أو لا يكون شريكاً في صياغة مستقبل العلاقات الدولية وتفاعلات العولمة، وكذلك في صياغة السياسات الاقليمية ، وخاصه تلك المتعلقة بالأمن الاقليمي والتنمية الشاملة واطر التعاون في تحقيقها، ومناقشة أسسها وشروطها، إن العالم يمر بمرحلة انتقالية، يقبل فيها على حروب باردة وليس حربا باردة واحدة، بل هو دخل بالفعل مرحلة من الاهتزاز والترصد وعدم اليقين، مرحلة فيها تعبئة وضغوط واستراتيجيات متضادة بين الشرق: شرق الصين الجديدة والغرب:غرب أميركا الغاضبة والمستنفرة، وما بينهما روسيا المتحفزة وأوروبا المهددة وما حول كل ذلك ، اليابان العائدة والهند الصاعدة ، ثم ما نتج من تحالفات جديدة تعم اَسيا ، وقديمة تستعيد شبابها في أوروبا، إلى اخر هذه التطورات التى يتوقع معها أن تتعرض قواعد السياسه الدولية التي نعرفها الي صياغات جديدة وسلوكيات مختلفة ومن ثم تتعرض الدول الأضعف والاصغر لطلبات وضغوط قد تعجز جميعها او معظمها عن تلبيتها ، بل قد يكون لتلبيتها والخضوع لها ثمن هائل يمس استقرارها، كما قد يكون لرفضها ثمن لا يقل خطورة وضخامة” .
ورأى “ان دولة واحدة منا – وحدها، بمفردها سوف تعجز عن مواجهة الأمور المترتبة علي أي من الخيارين، ومن هنا تأتي المطالبة القائمة علي التحليل الدقيق، بأهمية العودة إلي ، والعمل علي تحقيق التجمع العربي وترشيد مسيرته بما يأخذ في الاعتبار الظروف المستجدة وعملية الاستقطاب بحدتهاغير المسبوقة ، وبما يحفظ المصالح والحقوق العربية من تنمية اقتصادية مستدامة، الى حركة ثقافية ذكية تساندها، مع تفاهمات سياسية وأمنية من خلال طرح استراتيجي رصين يطلق مفاوضات إقليمية سوف تكون مضنية ولكنها ضرورية بل حيوية”.
وتابع: “أقول كل ذلك في هذه المناسبة ، أيها السيدات والسادة ،لأنها موضوعات أشار الي إرهاصاتها الفقيد الكبير في احاديثه معي باعتباري وزير الخارجية المصرية ثم كأمين عام للجامعة العربية وذلك في السنوات الختامية للقرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحالي ..الحادي والعشرين . كم كان رفيق الحريري عميق النظرة في تحليله للواقع، ثاقب النظر في استشرافه للمستقبل..
وأضاف: لقد تحدثنا في القضية الفلسطينية وماَلها وكان رأيه الثابت هو انه مهما كانت خطورة التهديدات الموجهة لها من اعدائها فان التهديد الأخطر ينبع من داخلها ومن داخل صفوفها، وأنه من أجل أن نتحرك نحو تفاوض ذي معني ينتج سلاماً حقيقياً مفيداً فعلينا مساعدة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم وتوافق قياداتهم. اليس هذا هو ما نقوله اليوم؟”.
وتابع: “تحدثنا في الموقف في المنطقة على اتساعها وكان موقفه واضحاً في ان هناك مكانا يسع كافة دولها ومجتمعاتها ، وان التعاون من أجل التقدم والبناء ممكن ولكن تحقيقه يتطلب أرضية ثابتة من العدالة والتوازن وتحقيق الحقوق، والالتزامات المتقابلة، وخُلق واحترام المصالح المشتركة. اليس هذا هو ما نعمل اليوم لتحقيقه؟”. وقال: “تحدثنا ان عبارة ” لا ناقة لنا فيها ولا جمل” هي عبارة أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد لها علي أرض الواقع مكان، فكل ما يحدث من حولنا يؤثر فينا ونتأثر به، ونعاني من أثاره، وان لنا ناقة وجمل في كل ما يحدث في عالم اليوم ويجب أن نفهم ونعمل على ان يكون الأمر كذلك”.
وأعلن أن “هذا التحليل السليم يؤكد صحته ونجاعته ما نعايشه اليوم من تطورات قد تبعد عنا اَلاف الأميال جغرافيا ولكنها تؤثر في أمننا واستقرارنا بل تضر بهما بطريقة أكثر مباشرة مما كنا نعتقد أو نتصور”.
وقال: “تحدثنا في أن دور المتلقي يجب أن ننتهي منه، وأن الاطمئنان الى الوعود يجب أن يصبح اطمئناناً ذكياً لا ساذجاً، وإنه يجب علينا في عالمنا العربي أن نكون يقظين في مواجهة الخطوات والمبادرات السياسية التي تأتي من الخارج حتى تتبين الخطوط البيضاء التي تحمي مصالحنا من تلك السوداء التي تتعارض معها بل تهددها”. أضاف: “وتحدثنا عن أمن المنطقة وكيف أنه يقوم على سلام عادل وانفتاح اقتصادي وتكامل ثقافي تتفاعل جميعها سويا ويساند بعضها بعضاً، ولا يسبق بعضها البعض الاَخر. تحدثنا عن اهل المنطقة عرباً وفرساً، اتراكا واكرادا، مسلمين ومسحيين، بل وأيضا يهود، وباقي الهويات والأديان والمعتقدات.
كان رحمة الله يرى أن المنطقة تتسع لكل هؤلاء كي يتابعوا ويتكاملوا ويبدعوا، شريطة ألا يجور أحد على أحد وأن تصان الحقوق وتكون المكاسب للجميع”. – تحدثنا ونحن نتكلم في مطلع القرن الجديد بأن الوقت حان كي نصوغ –جميعا-نظاماً إقليما جديدا تنعم في ظله كل دول المنطقة وشعوبها بسلام وحرية وتنمية اقتصادية واجتماعية، وبآداب وفنون تتنافس على إمتاع الناس واسعادهم.
وكان شديد الثقة بأن لبنان سوف يكون منطلق بؤرة الفنون والآداب والثقافة في هذا المجتمع الجديد الذي كان يستشرف حدوثه”. وقال: “كان رفيق الحريري يحلم للبنان، كما كان يحلم بلبنان .. لبنان القرن الحادي والعشرين الذي يتخلص بسرعة من القيود التي صفّده بها اعداؤه وخوارجه،
كان يرى أن لبنان مليء بالمواطنين الطيبين الذي يريدون ان يحيوا حياة طيبة حلوة. كان يتحدث بثقة عن عبقرية الفرد اللبناني والمرأة اللبنانية والتي تمثلت في ما حققوه في المهاجر من نجاحات منقطعة النظير لأنفسهم ووطنهم والاوطان التي انتقلوا إليها، كما تمثلت في لبنان نفسه الذي كان قبلة العرب وسويسرا الشرق ومثال الاناقة ومهد الجمال. تحدث بحب بل بعشق عن بيروت وأحياء بيروت والبناء الجديد في بيروت” . وتابع: “لم يكن يدور في خلده انه سوف يُغدر به، وان لبنان ذاته سوف يُغدر به ، وان أحلامه سوف تتحول الي كوابيس يعاني منها اللبنانيون جميعا ،
وأن الكثيرين من ساسته سوف يظلون على ما دأبوا عليه من التخندق وراء طوائفهم ومصالحهم بصرف النظر عن الوطن وعن هويته ومصالحه العليا”. وختم: “وفي الختام دعوني أحيي هذه الذكرى وصاحبها ومن أقاموا الاحتفال بها ومن دعوني لأشارك فيها واسمحوا لي أن أكرر مقولته ” إن الولاء للوطن هو الوصفة الفاعلة والمنطلق السليم نحو تحقيق سلامة الشعوب ورخاء المجتمعات وسعادة الناس وعودة البسمة الي وجوههم. رحم الله رفيق الحريري ، وعاش لبنان وعاش الوطن العربي الكبير” .
التقى موسى أيضاً على هامش زيارته عدداً من السياسيين اللبنانيين من ضمنهم الرئيس/ نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء والرئيس/ نبيه بري رئيس مجلس النواب والرئيس/ أمين الجميل رئيس الجمهورية الأسبق والدكتور/ سمير جعجع والنائب/ وليد جنبلاط.