المصدر -
غالباً ماتكون اضطرابات النوم عند الأطفال هي المرآة التي تعكس المشاكل أو الإضطرابات النفسية لدى هؤلاء الأطفال والتي ربما تكون نتيجة لصراعات نفسية أو مشاكل إجتماعية أو أسرية أو دراسية وما إلى ذلك من هذه الضغوط،والتي قد تظهر في صورة إضطرابات النوم النفسية مثل:التبول اللاإرادي، والمشي أثناء النوم،والكلام أثناء النوم،وطحن الأسنان، الكوابيس الليلية أو نوبات الفزع الليلي.
وسألقي الضوء على بعض التوضيحات المبسطة لتلك المشكلات،وفق التالي:*
أولاً-التبول اللاإرادي أثناء النوم (مشكلة تبلل الفراش):
*من الطبيعي أنه مع الوقت والنمو يتحكم معظم الأطفال في عملية التبول أثناء النوم إبتداء من سن الثالثة وحتى الخامسة وقد يبدأ أحيانا مبكراً بعض الشيء أوحتى يتأخر أيضاً بعض الوقت ربما حتى سن سبع سنوات ولكن إذا ظل الطفل يتبول على نفسه أثناء النوم حتى ما بعد السابعة فإن ذلك غير طبيعي وغالباً ما يحتاج للعلاج النفسي لأن هذه المشكلة يكمن خلفها متاعب نفسية لدى الاطفال،أوربما يتصف هؤلاء الأطفال بالنوم الثقيل حيث يصعب عليهم الإستيقاظ إذا إمتلأت المثانة أثناء النوم،وبالتالي تقوم بإفراغ ما بها من بول على الفراش حيث يحدث التبول اللاإرادي وغالباً ما يكون في الثلث الأول من الليل،وقد يلجأ الأهل لأسلوب العقاب البدني كالضرب أوالعقاب النفسي كالتوبيخ والتأنيب وبالطبع هذه الأمور تزيد الوضع تعقيداً وغالباً ما تصيب الطفل بالإحباط والإكتئاب أكثر ولكن أسلوب التشجيع وتحفيز الطفل والوقوف بجانبه وإيجاد الحلول المناسبة لأسباب صراعاته النفسية يساعد في العلاج مع عدم الإفراط في تناول السوائل فترة ما قبل النوم غالباً ما تفيد في السيطرة على الوضع وبالطبع كل ذلك يتحقق من خلال الإرشاد النفسي والسلوكي مع بعض الأدوية النفسية البسيطة المسموحة للأطفال والتي تؤدي للتخلص نهائياً من هذه المشكلة خلال بضعة شهور.*
ثانياً-المشي أثناء النوم (وخطورته على الطفل):
من الأمور الشاذة التي تصيب الآباء بالقلق والخوف أن ينهض الطفل من فراشه بعد أن ينام ويقوم بالمشي أثناء النوم حيث يكون شاخص العينين يمشي بخطوات بطيئة يتجول داخل غرفته أوداخل المنزل بين الحجرات أوفي المطبخ أو قد يفتح باب المنزل ويخرج للشارع ثم يعود بعد فترة من الوقت قد تطول أو تقصر ثم يعود لفراشه مرة أخرى ويخلد للنوم ثانية وربما يقوم بأفعال بسيطة أثناء المشي كأن يشرب أو يأكل ونادرا ما يقوم بعمل معقد أوصعب وإذا شاهده أحد من الأهل أثناء هذه الحالة فيصفه بأنه كان نائماً بالفعل أثناء المشي ولكنه يتفادي الأشياء التي في طريقة حيث يمشي بحذر شديد ولو حاول الأهل إيقاظه فإنه يستيقظ كما يستيقظ النائم في فراشه تماماً وبعد ما يستيقظ لايتذكر شيئاً مما حدث له أثناء هذه النوبة.
إن هذه المشكلة تمثل نسبة غير قليلة لدى الأطفال قد تصل إلى 12%وبالطبع هذه المشكلة تصيب الأهل بالقلق والخوف نظراً لغرابة مايحدث للطفل، وكذلك للخطورة التي قد تصيب الطفل بالأذى من جراء مشيه وهو في حالة النوم هذه دون وعي كامل والتي قد تكون خطراً على صحته وحياته،وقد ترتبط هذه المشكلة بعوامل وراثية في الأسرة وغالباً ما تزداد هذه النوبات في فترات الضغوط والصراعات النفسية لدى الطفل مثل ضغوط المدرسة أوالمشاكل الأسرية. غالباً ما تختفي هذه الحالة تلقائياً بمرور الوقت ولكن أحياناً قد تظل مع الطفل حتى بعد سن البلوغ ولذا يوصي بعرض مثل هذه الحالات على طبيب الأمراض النفسية والعصبية لمعرفة أسباب هذه الحالة وتشخيصها بدقة حتى يتسنى العلاج السليم وبالتالي يتم الشفاء من هذه الحالة.
ثالثاً-الكلام أثناء النوم (إزعاج للاخوة):
تماماً مثل حالة المشي أثناء النوم تحدث لدى كثير من الأطفال ولكنها أقل خطورة على الطفل ولكنها أيضاً تسبب إزعاجاً للأهل أومن ينام بجانب الطفل في الحجرة من الأخوة حيث تتكرر نوبات الكلام والصياح بصوت عالي أثناء نوم الطفل وغالباً ما يكون الكلام غير مفهوم أوغير واضح، وأحيانا يمكن فهم ما يقوله الطفل أثناء نوبات الكلام خلال نومه مما يقلق من ينام معه من الأخوه وغالباً ماتزداد أوتكثر نوبات الكلام أثناء النوم في فترات الأزمات النفسية أو الصراعات والمعاناة التي تواجه الطفل في حياته العامة والخاصة وهذه الحالة غالباً ما تختفي عند البلوغ من تلقاء نفسها ولكن يفضل عدم الإنتظار سنوات طويلة حتى يبلغ الطفل بل يجب عرض الأمور على الطبيب النفسي لمساعدة الطفل وكذلك الأهل حتى يستريح الجميع من هذه المشكلة.
رابعاً-طحن الأسنان(آلام للطفل وقلق للأهل):
من المشاكل التي تطرأ على نوم الطفل مثل المشي أو الكلام أثناء النوم قد يحدث أيضاً أن يقوم الطفل بالضغط بقوة على أسنانه وتحريك الفكين فوق بعضها مما يحدث صوتاً مزعجاً نتيجة احتكاك الأسنان ببعضها مما يتسبب في تآكل الأسنان وربما تكسيرها مع ألم شديد بالفكين بعد الإستيقاظ،وقد تستمر هذه الحالة بعد البلوغ ولهذا يفضل استشارة الطبيب النفسي حتى يتم علاج الطفل على الوجه الأكمل.*
خامساً-الكوابيس الليلية* (تخيف الطفل ويجب العمل على تداركها):*
قد يتعرض أي شخص لكابوس أثناء النوم في أي وقت في حياته ولأن الإنسان لابد أن يحلم أثناء النوم ولكن قد توجد أحلام مزعجة تسبب الخوف والفزع أثناء النوم وهي ما يطلق عليها أحلام سيئة أو كوابيس،والكوابيس غالباً ما تصاحب الشخص الذي يعاني* من حالة اكتئاب أوقلق نفسي ولذا فالطفل الذي تنتابه الكوابيس الليلية المتكررة غالباً مايعاني من ضغوط نفسية أو لديه مشاكل أسرية أومدرسية تجعله عرضة للكوابيس أثناء النوم مماتجعله يستيقظ من نومه وهو في حالة خوف وبكاء من منظر الكابوس الذي تعرض له ولكن عندما تطمئنه الأم وتهديء من روعه وتمنحه السكينة فإنه يعود للنوم مرة أخرى دون مشاكل وحينما يصبح وتسأله عما حدث له أو عما رآه في المنام فإنه يتذكر الكابوس جيداً ويصف لك ماحدث له أثناء الكابوس وما بعد الإستيقاظ أيضاً،هؤلاء الأطفال الذين يعانون من كوابيس ليلية متكررة يفضل لهم عدم مشاهدة أفلام العنف والدم والجريمة أوقراءة القصص المخيفة أوسماع الحكايات التي تثير الخوف لديهم وذلك في فترة ماقبل النوم كما لايفضل عقاب أو ضرب الطفل قبل النوم مباشرة بل الإنتظار حتى صباح اليوم التالي كما يوصى أيضاً بمحاولة حل مشاكل الطفل سواء في المنزل أوفي المدرسة أوحتى في الشارع وإذا لم تتحسن حالة الطفل وتكررت الكوابيس يفضل عرض الطفل على الطبيب النفسي للعلاج.
سادساً-الفـزع الليلـي* واحتمالات زيادة كهرباء المخ (صرع كامن):
هي نوبات من الرعب والفزع والهلع الشديد والحاد يتكرر في نوبات أثناء النوم أيضاً مثل الكوابيس ولكنه أكثر وطأة حيث يصحو الطفل من النوم في حالة صراخ وبكاء شديد وهو في حالة دهشة وغير مستجيب لأي محاولات لتهدئته مهما حاول الأهل معه وتأخذ وقتها الكافي من البكاء والصراخ والنظرات الخائفة والرجفة بالجسم مع اصفرار الوجه وأخيراً ينام الطفل تلقائياً دون أن يتنبه أويستيقظ وعندما يصحو في الصباح لا يتذكر أي شئ مما حدث لـه على الإطلاق،إن نوبات الفزع الليلي تختلف عن الكوابيس حيث تحدث في آخر النوم أي في منتصف الليل الأخير كما أنها تعتبر بمثابة نوات تشنج عصبي(صرع) أثناء النوم نتيجة بؤرة نشاط كهربائي زائد بالمخ وبالتالي يجب على الأهل في مثل هذه الحالات عدم السكوت وعرض الطفل على الطبيب النفسي بصورة ملحة حتى يتم التشخيص السليم وذلك من خلال عمل تخطيط لكهرباء المخ (رسم تخطيطي لكهرباء المخ) وذلك حتى يتسنى العلاج الصحيح.*
خلاصة القول:
*تعتبر إضطرابات النوم لدى الأطفال هي المرآه التي تعكس الحالة النفسية للطفل فإذا كان هناك ضغوط وصراعات نفسية أوإحباطات لدى الطفل فإن هذا يجعله يصاب بالإكتئاب النفسي ولأن الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته مثل الشخص البالغ، لذا فإن الحالة النفسية المضطربة تنعكس عليه أثناء النوم فيصاب بأي نوع من إضطرابات النوم السابقة الذكر وربما أكثر من نوع في آن واحد،لذا يجب الإهتمام بالجانب النفسي للطفل وعدم إهمال تلك الأمور إذا حدثت لا قدر الله للطفل واللجوء للعلاج النفسي حتى ينعم أطفالنا بالراحة والإستقرار النفسي لأنهم فلذات اكبادنا التي تمشى على الأرض وراحتهم من راحتنا وسعادتهم هي سعادتنا.
* _____
*استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض
_____
غالباً ماتكون اضطرابات النوم عند الأطفال هي المرآة التي تعكس المشاكل أو الإضطرابات النفسية لدى هؤلاء الأطفال والتي ربما تكون نتيجة لصراعات نفسية أو مشاكل إجتماعية أو أسرية أو دراسية وما إلى ذلك من هذه الضغوط،والتي قد تظهر في صورة إضطرابات النوم النفسية مثل:التبول اللاإرادي، والمشي أثناء النوم،والكلام أثناء النوم،وطحن الأسنان، الكوابيس الليلية أو نوبات الفزع الليلي.
وسألقي الضوء على بعض التوضيحات المبسطة لتلك المشكلات،وفق التالي:*
أولاً-التبول اللاإرادي أثناء النوم (مشكلة تبلل الفراش):
*من الطبيعي أنه مع الوقت والنمو يتحكم معظم الأطفال في عملية التبول أثناء النوم إبتداء من سن الثالثة وحتى الخامسة وقد يبدأ أحيانا مبكراً بعض الشيء أوحتى يتأخر أيضاً بعض الوقت ربما حتى سن سبع سنوات ولكن إذا ظل الطفل يتبول على نفسه أثناء النوم حتى ما بعد السابعة فإن ذلك غير طبيعي وغالباً ما يحتاج للعلاج النفسي لأن هذه المشكلة يكمن خلفها متاعب نفسية لدى الاطفال،أوربما يتصف هؤلاء الأطفال بالنوم الثقيل حيث يصعب عليهم الإستيقاظ إذا إمتلأت المثانة أثناء النوم،وبالتالي تقوم بإفراغ ما بها من بول على الفراش حيث يحدث التبول اللاإرادي وغالباً ما يكون في الثلث الأول من الليل،وقد يلجأ الأهل لأسلوب العقاب البدني كالضرب أوالعقاب النفسي كالتوبيخ والتأنيب وبالطبع هذه الأمور تزيد الوضع تعقيداً وغالباً ما تصيب الطفل بالإحباط والإكتئاب أكثر ولكن أسلوب التشجيع وتحفيز الطفل والوقوف بجانبه وإيجاد الحلول المناسبة لأسباب صراعاته النفسية يساعد في العلاج مع عدم الإفراط في تناول السوائل فترة ما قبل النوم غالباً ما تفيد في السيطرة على الوضع وبالطبع كل ذلك يتحقق من خلال الإرشاد النفسي والسلوكي مع بعض الأدوية النفسية البسيطة المسموحة للأطفال والتي تؤدي للتخلص نهائياً من هذه المشكلة خلال بضعة شهور.*
ثانياً-المشي أثناء النوم (وخطورته على الطفل):
من الأمور الشاذة التي تصيب الآباء بالقلق والخوف أن ينهض الطفل من فراشه بعد أن ينام ويقوم بالمشي أثناء النوم حيث يكون شاخص العينين يمشي بخطوات بطيئة يتجول داخل غرفته أوداخل المنزل بين الحجرات أوفي المطبخ أو قد يفتح باب المنزل ويخرج للشارع ثم يعود بعد فترة من الوقت قد تطول أو تقصر ثم يعود لفراشه مرة أخرى ويخلد للنوم ثانية وربما يقوم بأفعال بسيطة أثناء المشي كأن يشرب أو يأكل ونادرا ما يقوم بعمل معقد أوصعب وإذا شاهده أحد من الأهل أثناء هذه الحالة فيصفه بأنه كان نائماً بالفعل أثناء المشي ولكنه يتفادي الأشياء التي في طريقة حيث يمشي بحذر شديد ولو حاول الأهل إيقاظه فإنه يستيقظ كما يستيقظ النائم في فراشه تماماً وبعد ما يستيقظ لايتذكر شيئاً مما حدث له أثناء هذه النوبة.
إن هذه المشكلة تمثل نسبة غير قليلة لدى الأطفال قد تصل إلى 12%وبالطبع هذه المشكلة تصيب الأهل بالقلق والخوف نظراً لغرابة مايحدث للطفل، وكذلك للخطورة التي قد تصيب الطفل بالأذى من جراء مشيه وهو في حالة النوم هذه دون وعي كامل والتي قد تكون خطراً على صحته وحياته،وقد ترتبط هذه المشكلة بعوامل وراثية في الأسرة وغالباً ما تزداد هذه النوبات في فترات الضغوط والصراعات النفسية لدى الطفل مثل ضغوط المدرسة أوالمشاكل الأسرية. غالباً ما تختفي هذه الحالة تلقائياً بمرور الوقت ولكن أحياناً قد تظل مع الطفل حتى بعد سن البلوغ ولذا يوصي بعرض مثل هذه الحالات على طبيب الأمراض النفسية والعصبية لمعرفة أسباب هذه الحالة وتشخيصها بدقة حتى يتسنى العلاج السليم وبالتالي يتم الشفاء من هذه الحالة.
ثالثاً-الكلام أثناء النوم (إزعاج للاخوة):
تماماً مثل حالة المشي أثناء النوم تحدث لدى كثير من الأطفال ولكنها أقل خطورة على الطفل ولكنها أيضاً تسبب إزعاجاً للأهل أومن ينام بجانب الطفل في الحجرة من الأخوة حيث تتكرر نوبات الكلام والصياح بصوت عالي أثناء نوم الطفل وغالباً ما يكون الكلام غير مفهوم أوغير واضح، وأحيانا يمكن فهم ما يقوله الطفل أثناء نوبات الكلام خلال نومه مما يقلق من ينام معه من الأخوه وغالباً ماتزداد أوتكثر نوبات الكلام أثناء النوم في فترات الأزمات النفسية أو الصراعات والمعاناة التي تواجه الطفل في حياته العامة والخاصة وهذه الحالة غالباً ما تختفي عند البلوغ من تلقاء نفسها ولكن يفضل عدم الإنتظار سنوات طويلة حتى يبلغ الطفل بل يجب عرض الأمور على الطبيب النفسي لمساعدة الطفل وكذلك الأهل حتى يستريح الجميع من هذه المشكلة.
رابعاً-طحن الأسنان(آلام للطفل وقلق للأهل):
من المشاكل التي تطرأ على نوم الطفل مثل المشي أو الكلام أثناء النوم قد يحدث أيضاً أن يقوم الطفل بالضغط بقوة على أسنانه وتحريك الفكين فوق بعضها مما يحدث صوتاً مزعجاً نتيجة احتكاك الأسنان ببعضها مما يتسبب في تآكل الأسنان وربما تكسيرها مع ألم شديد بالفكين بعد الإستيقاظ،وقد تستمر هذه الحالة بعد البلوغ ولهذا يفضل استشارة الطبيب النفسي حتى يتم علاج الطفل على الوجه الأكمل.*
خامساً-الكوابيس الليلية* (تخيف الطفل ويجب العمل على تداركها):*
قد يتعرض أي شخص لكابوس أثناء النوم في أي وقت في حياته ولأن الإنسان لابد أن يحلم أثناء النوم ولكن قد توجد أحلام مزعجة تسبب الخوف والفزع أثناء النوم وهي ما يطلق عليها أحلام سيئة أو كوابيس،والكوابيس غالباً ما تصاحب الشخص الذي يعاني* من حالة اكتئاب أوقلق نفسي ولذا فالطفل الذي تنتابه الكوابيس الليلية المتكررة غالباً مايعاني من ضغوط نفسية أو لديه مشاكل أسرية أومدرسية تجعله عرضة للكوابيس أثناء النوم مماتجعله يستيقظ من نومه وهو في حالة خوف وبكاء من منظر الكابوس الذي تعرض له ولكن عندما تطمئنه الأم وتهديء من روعه وتمنحه السكينة فإنه يعود للنوم مرة أخرى دون مشاكل وحينما يصبح وتسأله عما حدث له أو عما رآه في المنام فإنه يتذكر الكابوس جيداً ويصف لك ماحدث له أثناء الكابوس وما بعد الإستيقاظ أيضاً،هؤلاء الأطفال الذين يعانون من كوابيس ليلية متكررة يفضل لهم عدم مشاهدة أفلام العنف والدم والجريمة أوقراءة القصص المخيفة أوسماع الحكايات التي تثير الخوف لديهم وذلك في فترة ماقبل النوم كما لايفضل عقاب أو ضرب الطفل قبل النوم مباشرة بل الإنتظار حتى صباح اليوم التالي كما يوصى أيضاً بمحاولة حل مشاكل الطفل سواء في المنزل أوفي المدرسة أوحتى في الشارع وإذا لم تتحسن حالة الطفل وتكررت الكوابيس يفضل عرض الطفل على الطبيب النفسي للعلاج.
سادساً-الفـزع الليلـي* واحتمالات زيادة كهرباء المخ (صرع كامن):
هي نوبات من الرعب والفزع والهلع الشديد والحاد يتكرر في نوبات أثناء النوم أيضاً مثل الكوابيس ولكنه أكثر وطأة حيث يصحو الطفل من النوم في حالة صراخ وبكاء شديد وهو في حالة دهشة وغير مستجيب لأي محاولات لتهدئته مهما حاول الأهل معه وتأخذ وقتها الكافي من البكاء والصراخ والنظرات الخائفة والرجفة بالجسم مع اصفرار الوجه وأخيراً ينام الطفل تلقائياً دون أن يتنبه أويستيقظ وعندما يصحو في الصباح لا يتذكر أي شئ مما حدث لـه على الإطلاق،إن نوبات الفزع الليلي تختلف عن الكوابيس حيث تحدث في آخر النوم أي في منتصف الليل الأخير كما أنها تعتبر بمثابة نوات تشنج عصبي(صرع) أثناء النوم نتيجة بؤرة نشاط كهربائي زائد بالمخ وبالتالي يجب على الأهل في مثل هذه الحالات عدم السكوت وعرض الطفل على الطبيب النفسي بصورة ملحة حتى يتم التشخيص السليم وذلك من خلال عمل تخطيط لكهرباء المخ (رسم تخطيطي لكهرباء المخ) وذلك حتى يتسنى العلاج الصحيح.*
خلاصة القول:
*تعتبر إضطرابات النوم لدى الأطفال هي المرآه التي تعكس الحالة النفسية للطفل فإذا كان هناك ضغوط وصراعات نفسية أوإحباطات لدى الطفل فإن هذا يجعله يصاب بالإكتئاب النفسي ولأن الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته مثل الشخص البالغ، لذا فإن الحالة النفسية المضطربة تنعكس عليه أثناء النوم فيصاب بأي نوع من إضطرابات النوم السابقة الذكر وربما أكثر من نوع في آن واحد،لذا يجب الإهتمام بالجانب النفسي للطفل وعدم إهمال تلك الأمور إذا حدثت لا قدر الله للطفل واللجوء للعلاج النفسي حتى ينعم أطفالنا بالراحة والإستقرار النفسي لأنهم فلذات اكبادنا التي تمشى على الأرض وراحتهم من راحتنا وسعادتهم هي سعادتنا.
* _____
*استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض
_____