المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
الجمعية السعودية لهوات العملات تقيم معرضها الرابع بجدة.
حامد محمد الطلحي الهذلي
بواسطة : حامد محمد الطلحي الهذلي 26-01-2023 03:09 صباحاً 11.9K
المصدر - الفريق الاعلامي التطوعي السعودي  
image



أقامت الجمعية السعودية لهوات العملات في المملكة معرضها الرابع في الصيرفي مول بجدة حيث برز الكثير من الهوات بعرض العملات النادرة والمسكوكات التاريخية لكل العصور وحتى العهد السعودي المجيد حيث لاقى إقبالا للمهتمين والزوار واطلعوا على تلك المعروضات بمشاركة مشاركين من دول الخليج العربي والمهتمين بجمع العملات الخليجية والسعودية على وجه الخصوص
حيث اطلع الزوار على شروحات المشاركين والتقطوا الصور التذكارية معهم.
والحقيقة لا تقتصر أهمية مسيرة هواة جمع وإقتناء العملات في جمع العملات على المجموعة الهائلة التي يمتلكونها والتي لا تقدر بثمن فحسب.
بل إنها تمتد إلى إمكانياته المعرفية وأدواته البحثية ومكانته العلمية وخبرته التي لا تضاهى في هذا الميدان حتى أن العديد من أهم المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية التي تعنى بالعملات باتت تستعين بهذه الخبرة الفريدة من نوعها التي راكمها المشاركون على مدار عقود من الزمن.
أصحابها الذين بذلوا كل ما يملك من دراية ومعرفة وجهد ومال في سبيل الحصول على قطعة نقدية.
في الواقع وقفنا على كنز حقيقي وهائل من العملات والمسكوكات التي عرضت في المعرض بل ومن المعلومات والتجارب الواسعة باتساع عدد كبير من الهواة جامعي الموروثات النقدية وليس شخصاً بمفرده حيث كونوا رابطة من خلال جمعية هواة العُملات.

image


معرض العملات السعودية
كانت البلاد قبل دخول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طيب الله ثراه مدينة الرياض سنة 1319هـ (1902م) تعيش حالة من الفوضى السياسية، فالبلاد عبارة عن أشلاء متناثرة ومتناحرة في الوقت نفسه، والروابط واللحمة الواحدة تنعدم فيما بينها. فكل إقليم يمثل كياناً مستقلاً في جميع شؤونه، ناهيك عن أنه لم يكن لأي منها شيء من كينونة الدولة السياسية بمعناها الحالي.
وقد انعكس ذلك بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية التي كانت تعاني انهياراً في معظم مقوماتها، مما أدى إلى تحويل معظم مجتمعاتها إلى قبائل رحل تعتمد في إتمام عملياتها التجارية بشكل كبير على نظام المقايضة، ويكاد هذا الوضع ينطبق وبشكل كبير على الأجزاء الداخلية من البلاد.
لقد أدى هذا التدهور السياسي والانهيار الاقتصادي إلى تعطيل عدد من الأنشطة الاقتصادية التي كانت تمثل أهم مورد لبعض الكيانات السياسية والقبلية، مما أدى إلى إفلاس السواد الأعظم من السكان وعجزهم عن دفع الضرائب التي كانت تمثل أهم مورد من موارد الدخل للدولة العثمانية في الجزيرة العربية آنذاك، وممثليها في حكم أقاليم البلاد. وبذلك بات سكان هذه الأقاليم ينتظرون الفرصة والخلاص من هذا الحكم الجائر الذي أرهق كاهلهم بدفع الضرائب، وأعادهم بل ودفع بهم سنين طويلة إلى التخلف والجهل.
استمر هذا الوضع قائماً إلى أن دخل الملك عبد العزيز مدينة الرياض، فكانت بداية القرن العشرين بداية انطلاقة الدور الثالث من الحكم السعودي المبارك، الذي وضع حجر الأساس لحياة جديدة في جزيرة العرب، وأعاد بناء الحياة السياسية، والحكم المستقر، والأمن الدائم إلى ربوعها، ليعم سائر أقاليمها التي صارت بفضل الله ثم بجهود هذا الملك الفذ حاضرةً للتجارة العربية والإسلامية في العصر الحديث. وكياناً بارزاً يضطلع بدور مهم في مسار الاقتصاد العالمي.
فمنذ ذلك العام الذي فتح فيه الملك عبد العزيز مدينة الرياض، وانطلق منها لتوحيد أجزاء البلاد المتناثرة تحت راية التوحيد، والى إن تم له ذلك بعون الله وتوفيقه، وسيرته تبهر الناس بجلالها، وتثير الدهشة والإعجاب عند كل من يسبر غورها. فها هو الملك عبد العزيز في ظل الظروف القاهرة وشح الموارد، والحرب التي كانت تعصف بالعالم آنذاك. استطاع أن يبني دولة مترامية الأطراف، وأن يضع لها الأنظمة والقوانين التي تكفل حمايتها واستمراريتها، معتمداً في ذلك على الشريعة الإسلامية أولاً، وعلى بعد نظره ومصلحة أمته ثانياً. ولعل خير دليل على ذلك ما شهده النظام النقدي من تطور خلال عهده رحمه الله. فقد كان النظام النقدي في معظم أقاليم الجزيرة العربية بصفة عامة، وأقاليم البلاد بشكل خاص، يعاني فوضىً وتدهوراً لم يشهدهما من قبل. فمعظم النقود الأجنبية من ذهبية وفضية وبرونزية ونحاسية جرى التعامل بها في هذه البلاد بغض النظرعما إذا كانت تلك النقود تنتمي إلى دولة قائمة آنذاك، أو إلى دولة زال حكمها منذ زمن.
في ظل هذه الفوضى النقدية لم يكن أمام الملك عبد العزيز في بداية الأمرـ أي بعد دخوله مدينة الرياض وسيطرته على معظم إقليم نجد ـ سوى أن يقبل ولو بشكل مؤقت بهذا الوضع، حيث أبقى على التعامل بالنقود المتوفرة بالأسواق آنذاك، إلا أن إيجاد نقد موحد يتم تداوله في مناطق نفوذه آنذاك، كان هاجساً يراوده كثيراً، لإدراكه التام بأن النقود تعد أهم مظهر من مظاهر سيادة الدولة، وإحدى شارات الملك الثلاث.
ولهذا نجد أن الملك عبد العزيز وخلال تلك الفترة المبكرة من مسيرة التوحيد كان يحاول جاهداً إصدار عملة نحاسية خاصة بسلطنة نجد آنذاك، رغبة منه في ضبط الأوضاع النقدية في أسواقها إبان تلك الفترة.
بعد هذه الخطوة الجريئة، وفي ظل سيادة العملات الأجنبية، لم يكن أمام الملك عبد العزيز سوى إقرار التعامل في محيط نفوذه السياسي بالنقود المتداولة آنذاك. وهي النقود التي جرى تداول معظمها إبان عهد الدولة السعودية الثانية، والفترة التي سبقت دخوله مدينة الرياض. ولعل أهم تلك العملات على الإطلاق التالر النمساوي، أو ما يعرف بـ "دولار ماريا تريزا" والمعروف محلياً باسم "الريال الفرانسي" وهو الاسم الذي أصبح مجازاً اسماً رسمياَ لهذا النقد في معظم أقاليم الجزيرة العربية، بل وبعض الأقطار العربية.
أما بالنسبة لهذا النقد فهو عبارة عن قطعة نقدية فضية كبيرة الحجم يبلغ وزنها أوقية واحدة، ولدقة وزنه أصبح فيما بعد وحتى الآن وحدة وزن في الأسواق الشعبية. وقد بلغ هذا النقد – كما مربنا من قبل – شهرة كبيرة، وتعلق به الناس، ووثقوا به كنقد رئيس في معاملاتهم التجارية خاصة سكان الجزيرة العربية التي كان بعض أقاليمها يخضع لسيطرة الدولة العثمانية. بل إنهم كانوا يرفضون التعامل بغيره، حتى النقود العثمانية نفسها، الأمر الذي أضطر بعض ولاة الدولة العثمانية على تلك الأقاليم إلى الطلب من الآستانة توفير كميات كبيرة من الريال الفرانسي تفي بمتطلبات ولاياتهم.
فإلى جنب الريال الفرانسي تم تداول أنواع مختلفة من النقود العثمانية الذهبية والفضية والنحاسية. وان كانت النقود الفضية والنحاسية ومثلها النقود (الكوبر نيكل) هي الأكثر انتشاراً وسيادة في التداول بين الناس، ذلك لأن هذه العملات تمتاز عن غيرها بفئاتها المتعددة التي جعلت منها نقوداً رائجة في المعاملات التجارية.
وقد اشتهر من تلك النقود ما عرف بالريال المجيدي نسبة إلى السلطان العثماني عبدالمجيد خان، كذلك البارات- جمع بارة – وهي نقود من (الكوبر نيكل) وتمثل في حقيقتها أجزاء للريال المجيدي. وتتميز هذه النقود بصفة عامة بأنها تحمل على وجهها توقيع السلطان المشتمل على اسمه كاملاً نقش بالخط الطغرائي، وعدد سنوات جلوس السلطان على العرش، أما الظهر فيشتمل على مكان وتاريخ السك، وتاريخ تولية السلطان.
وإلى جانب تلك النقود جرى تداول الجنيه الإنجليزي الذي لا يقل شهرة عن الريال الفرانسي، وقد عرف بين سكان البلاد بأسماء محلية منها: جنيه جورج، نسبة إلى الإمبراطور جورج الخامس الذي سك هذا النقد في عهده، كذلك عرف باسم محلي آخر هو جنيه أبو خيال. لوجود صورة رجل يمتطي صهوة جواد على ظهر القطعة.
حول معرض العملات والمسكوكات السعودية الرابع في جدة، قال الدكتور محمد نتو رئيس الجمعية ان المعرض يعد المعرض الرابع وبالرغم من صغر المكان إلا أنه كبير بما فيه من مقتنيات استطعنا أن نغطي جميع العملات الدولة السعودية منذ نشأتها
كما وذكر ضمن حديثه حول المراحل الرئيسية لتطور العملات في المملكة
أنه جرى طرح أول نقد سعودي حمل الاسم الجديد للدولة بعد توحيدها في العام الميلادي 1935، وكان ذلك على الريال الفضي الجديد وأجزائه من فئة نصف الريال، وفئة ربع الريال.

image

image

image

image

image


كما وأن أول تداول النقد الورقي حيث صدر الامر أنداك بموجب نظام النقد الصادر بالمرسوم الملكي رقم (6) الصادر في غرة رجب سنة 1379هـ، تم طرح أول إصدار نقدي ورقي رسمي، في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه بخمس فئات، هي: فئة المئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، والريال الواحد، بتاريخ 1381/1/1هـ الموافق 1961/6/14م
أيضا طرح الإصدار الثاني من النقود الورقية في التداول، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بفئاته الخمس: المئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، والريال الواحد، بتاريخ 13 مارس 1963.
تلاه طرح الإصدار الثالث من النقود الورقية في التداول، في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بفئاته الخمس: المئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، والريال الواحد، بتاريخ 9 سبتمبر 1976م.
وأيضاً طرح الإصدار الرابع من النقود الورقية في التداول، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في 4 يناير 1984م، وانفرد هذا الإصدار بإضافة فئة الخمس مئة ريال، لأول مرة إلى فئات النقد السعودي، استجابة للتوسع في التعاملات النقدية، بسبب التطور الاقتصادي الذي كانت تعيشه البلاد، بالإضافة إلى فئات المئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، والريال الواحد.
طرح الإصدار الخامس من العملات الورقية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حيث تم البدء بطرح المئة ريال، وفئة الخمسين ريالاً يوم الاثنين 21 مايو 2008 وطرح فئة 10 ريالات وفئة 5 ريالات يوم الاثنين 16 يوليو 2007، وطرح فئة 500 ريال يوم الاثنين 17 سبتمبر2007م وطرح فئة الريال الواحد يوم الاثنين 31 ديسمبر 2007 ويتم تداول هذه الفئات جنباً إلى جنب مع الأوراق النقدية المتداولة حالياً بجميع فئاتها بصفتها عملة رسمية، وتتميز الأوراق النقدية الجديدة من هذا الإصدار بعديد من المواصفات الفنية والعلامات الأمنية التي أعدت وفق أحدث المواصفات في مجال طباعة العملة الورقية.
وفي عهد الملك سلمان حفظه الله طُرح الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تحت شعار "ثقة وأمان" بفئاته الورقية والمعدنية المتعددة التي صُممت وفق أحدث التقنيات والمقاييس والمعايير العالمية، مع انتقاء أفضل المواصفات الفنية والأمنية المتاحة التي تليق بمكانة عملة المملكة والمركز الرائد للبنك المركزي السعودي، وتعزز ترسيخ الثقة بمتانة وسلامة الريال السعودي. بدأ طرح هذا الإصدار يوم 27 ربيع الأول لعام 1438هـ، الموافق 26 ديسمبر لعام 2016م، للفئات الورقية الآتية: الخمس مئة ريال، والمئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، وللفئات المعدنية: الريالين، والريال الواحد، والخمسين هللة، والخمس والعشرين هللة، والعشر هللات، والخمس هللات، والهللة الواحدة.
وفي يوم الاثنين 1442/02/11هـ، الموافق 2020/09/28م، تم طرح فئة الخمسة ريالات المصنوعة من مادة البوليمر، بتصميم وألوانٍ مماثلة لتصميم وألوان الفئة المتداولة المصنوعة من القطن، مع مراعاة اختلاف تقنيات الصناعة والمواصفات الفنية، والعلامات الأمنية الخاصة بهذه الفئة. وفي يوم الاثنين 1442/05/20هـ، الموافق 2021/01/04م، تم طرح فئة المائتي ريال بمناسبة تخليد رؤية المملكة العربية السعودية 2030، باعتبارها فئة رئيسة من فئات الإصدار السادس وهو ما يتداوله الناس في الوقت الحاضر
ما رأيناه في المعرض من العملات المصاحبة الكثير نوجز منها ما علمناه خلال جولتنا ...
فبالإضافة للعملات من الأندلس غرباً حتى القارة الهندية شرقاً.
يضم المعرض أيضا دراهم ساسانية معربة ونقوداً للخلافة الأموية والخلافة العباسية والدولة الطولونية في مصر وبلاد الشام والدولة الإخشيدي في مصر وبلاد الشام والدولة الفاطمية.
قبل مرحلة الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستخدم في الجزيرة نوعان من النقود، النقد الفارسي الساساني (الدراهم) والدينار أو الديناريوس البيزنطي الذي كان يسك في بلاد الشام ويحمل صورة هرقل واثنين من أولاده وأربعة مدرجات تعلوها العصا المطرانية والصليب.
ولقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه العملات واستمر على نهجه أبوبكر الصديق وعندما جاء عمر بن الخطاب وتولى الخلافة وتم للمسلمين إسقاط دولة فارس أمر عمر بتعريب النقود بصورة جزئية بإضافة عبارة بسم الله والله أكبر على الدراهم الساسانية مع الإبقاء على العناصر الأخرى.
ثم جاء علي بن أبي طالب وأضاف عبارات إسلامية أخرى وكذلك فعل معاوية بن أبي سفيان الذي غير بدوره وحذف اسم كسرى ووضع اسمه مكانه (معاوية أمير المؤمنين) مع إضافة البسملة باللغة الفهلوية وكذلك فعل الثوار أو الخوارج، الذين سكوا عملات خاصة بهم أيضاً.
وبلا شك فإن المملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من الدولة الإسلامية وبالتالي فإنه من الطبيعي أن نبدأ في عملية رصد العملات من الخلافة الأموية ثم العباسية ثم عصر الدويلات سواء كانت خاضعة للخلافة العباسية أو مناوئة لها على غرار الدويلات التي نشأت في عمان مثل الدولة السماوية التي نشأت في فترة خلافة المعتضد عام ‬288 هجرية.
وامتدت حتى عام ‬316 هجرية ثم فترة حكم الدولة الوجيهية في عمان التي بدأت من عام ‬316 هجرية وانتهت عام ‬358 هجرية
قصة العملات
لكل عملة قصتها وتاريخها ورسائلهما بما فيها من معلومات وشعارات ورموز توضع لغايات واضحة تماماً، ويقول الباحثين بهذا الصدد إن الكثير من الناس يعتقدون ان العملات أو المسكوكات ما هي إلا مجرد وسيلة لتسهيل عملية البيع والشراء والعمليات التجارية، لكن في الواقع، فإن هذه العملات كانت بمثابة وسيلة إعلامية ممتازة توازي الصحيفة والتلفزيون والإذاعة في أيامنا هذه، فلقد كانت ترفع عليها أوامر ومراسيم واتخذت للدعاية وللنكاية وللإعلام والترويج وغير ذلك
الحديث يطول حول تلك ألمقتنيات قطعة قطعة التي تحمل في طياتها قصص وملاحم تاريخية أغلقها العهد السعودي بالحاضر المجيد الذي نفخربه جيلا بعد جيل في ضل حكومة آل سعود وتحت ضل ملوكها الذين غزو العالم بحضارتهم التي جمعت تحت لوائها حضارة الإسلام ورفعة راياته في كل أنحاء العالم.


image