المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
البحرين: فوز طبيب العيون النيبالي سندوك رويت بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية
فوز العواد
بواسطة : فوز العواد 18-01-2023 10:17 مساءً 4.9K
المصدر -  فاز طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة 2021-2022 بمملكة البحرين، من أصل مئة وخمسة وأربعين مترشحاً من مختلف بلدان العالم.

وأعلن الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي عبدالله خليفة عن هذا الفوز خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مركز عيسى الثقافي صباح الثلاثاء الماضي في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لملك البحرين، رئيس مجلس أمناء الجائزة، والشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وقال خليفة إنه «تمت المفاضلة بينهم حسب اشتراطات الجائزة إلى 139 مترشحاً، تم عرض أعمالهم المكتملة الأهلية على هيئة تحكيم من ذوي الاختصاص، يمثل أعضاؤها قارات العالم».

وأضاف: «من بعد العديد من المداولات، حددت لجنة التحكيم قائمة قصيرة من خمسة فائزين محتملين، وكلف مجلس الأمناء الموقر فريق بحث ميداني بالسفر إلى مواقع هؤلاء الفائزين المحتملين للتحقق من أعمالهم، والتأكد من مطابقتها معايير الفوز المعتمدة».

وزاد: «وفي ضوء نتائج الأبحاث الميدانية قرر مجلس الأمناء منح الجائزة في دورتها الخامسة إلى طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، الذي اشتهر عالمياً بابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون».

وأردف: «كما استطاع أن يطور عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين، يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق، يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء من دون غُـرَز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة الكلفة».

وواصل خليفة: «ولقد تمكن من علاج أكثر من 120,000 مريض مصاب بالعمى، الذي يمكن تفاديه مجاناً من دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي».

وأردف: «يسرني أن أقدم لكم شرحاً مفصلاً عن العمل الإنساني النبيل الذي استحق من أجله الدكتور رويت الجائزة، فقد بدأت مهمة فريق البحث الميداني بزيارة معهد طب العيون في العاصمة كتامندو، وزيارة مستشفى هيتودا المجتمعي للعيون خارج العاصمة».

وأكمل: «وكذلك معاينة المستشفيات الميدانية المتنقلة واللقاء المباشر مع الدكتور رويت والفريق العامل معه، من أطباء وممرضين وفنيين، والحضور الميداني لمسارح عمليات زرع العدسات في المستشفيات الثابتة والمتنقلة بمختلف القرى والأنحاء الجبلية، والالتقاء الشخصي بالمرضى في ساحات الانتظار الخارجية، والتحدث إليهم مباشرة، لاستكشاف طبيعة الحالات والتعرف على ردود الأفعال المباشرة».

وأبان: «ولقد كان من مهام فريق البحث الميداني التعرف على كيفية تصنيع العدسة، التي توصل الدكتور رويت إلى اكتشاف مادتها الخام لتضاهي بفاعليتها العدسات غالية الثمن، ومن ثم تصنيعها محلياً، فكان للفريق زيارة للمعهد الطبي المحاذي المستشفى، والموصل ببنك القرنيات وبمركز لتدريب الكفاءات المحلية».

وقال: «وقد تأكد لفريق البحث الميداني أن المؤسسة التي يرأسها الدكتور سندوك رويت مؤسسة خيرية مستقلة، غير ربحية، وليس للحكومة النيبالية أي مشاركة أو تأثير عليها».

وزاد خليفة: «كما أن المعهد الطبي الذي أنشأه الدكتور رويت فريد من نوعه في بلدان العالم الثالث، من حيث مرافق التصنيع المتعددة واستخدام المعدات والقيام بمهام التدريب».

وتابع: «إن عنصر الابتكار في عمل الدكتور رويت الإنساني والطبي المتعدد الجوانب هو اكتشاف عدسة تصنّع من مواد اقتصادية تؤدي الدور نفسه الذي تقوم به العدسة المستخدمة للغرض ذاته عالمياً، إلى جانب ابتداع أسلوب جراحي طبي متميز يقلل من المضاعفات الجانبية، ويختصر الوقت، إلى جانب خفض كلفة المواد المستخدمة، ويعطي نفس نتائج العدسة المتعارف عليها طبياً في العالم».

وأبان: «أسس الدكتور رويت مصنعاً محلياً لإنتاج العدسات الرخيصة الثمن، ينجز هذا المصنع إنتاج أكثر من 350 ألف عدسة كل عام لمرضى عتامة العيون. وفي حين يبلغ تصنيع العدسة الواحدة مئة دولار أمريكي فإنها في مصنع الدكتور رويت تبلغ كلفتها ثلاثة دولارات فقط».

وواصل: «كما أن العدسة التي يتم تصنيعها بمعهد الدكتور رويت تمتاز بالجودة المضاهية لمثيلاتها غالية الثمن في دول العالم المتقدم، وذلك وفقاً لدراسات علمية محكمة تمت معاينتها والاطلاع عليها، هذا إلى جانب كلفتها المنخفضة الثمن نتيجة لتطوير آليات وأساليب التصنيع على مدى أكثر من ثلاثين عاماً».

وتابع خليفة: «خلال ثلاثين عاماً من العمل الميداني الدؤوب، أجرى أكثر من خمسين ألف عملية جراحية للعين، كعمل خيري غير ربحي، أفاد به قطاعاً غير قادر على تحمل أية كلفة مالية».

وأضاف: «بجهود الدكتور رويت استطاع المعهد الذي أسسه أن يضم ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً ميدانياً منتشرة في المدن والقرى النائية بالنيبال».

وقال خليفة: «ينجز المعهد بكفاءة عالية تدريب العديد من أطباء العيون من مختلف دول العالم، وجد فريق البحث الميداني بينهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا».

وأردف: «كما تطوع الدكتور رويت خلال السنوات الماضية بتنظيم زيارات لعدد من دول آسيا وأفريقيا لإجراء عمليات للعيون لأعداد كبيرة من المحتاجين، إضافة إلى تقديم التدريب العملي لأطباء العيون للقيام بمثل هذا النوع المبتكر من العمليات».

وقال: «يتم تحقيق الاستدامة المالية لعمل المعهد من خلال نظام دعم للمرضى بثلاثة مستويات، يتلقاه الفقراء وغير القادرين على العلاج من دون أية كلفة مالية، فيما يتم دعم جزء من كلفة العمليات للمحتاجين بحسب مستوى دخلهم، واحتساب التكلفة المالية للعمليات كاملة على المقتدرين، ما سهل التغطية الكاملة لمصاريف المعهد وأجور الأعداد الكبيرة من المساعدين والعاملين».

وأوضح خليفة أنه «الدكتور رويت أسهم، خلال عمله في الثلاثين سنة الماضية بأسلوبه الجراحي المبتكر، في خفض نسبة العمى القابل للعلاج لحوالي النصف في النيبال، كما قام بتدريب أكثر من 650 طبيباً من جميع أنحاء العالم ليشاركوه الدرب نفسه، ولينقل إليهم خبرته في معركته ضد العمى الذي يمكن تجنبه في بلدان العالم، فكان مجموع ما أجراه هؤلاء الأطباء من عمليات ناجحة قد تجاوز 35 مليون عملية جراحية حول العالم».

وأشار إلى أن مركز الدكتور رويت يضم حالياً ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً تنتشر في أرجاء النيبال، بمن فيهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا ومختلف دول آسيا وغيرها، كما يجري المركز نحو ستة آلاف عملية ناجحة سنوياً. ولقد أدى نجاح المستشفيات المتنقلة إلى نقل التجربة إلى بوتان وتايلاند وميانمار ومنغوليا وباكستان وكوريا الشمالية وإثيوبيا وبنغلادش والصين والهند.

وتابع الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية: «بناءً على كل ما سبق، فقد تداول مجلس الأمناء الموقر ما أفادت به جولات فريق البحث الميداني، وقد تأكدت له جدارة أعمال الدكتور سندوك رويت لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة، وذلك لتمايز هذه الأعمال وتحقيقها الأكثر قرباً من روح المعايير المحددة لمنح الجائزة قياساً بالأعمال الجليلة الأخرى لبقية المحتملين للفوز في الكشف المختصر».