المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
الوجه الآخر للمضادات الحيوية ومسكنات الألم
بواسطة : 29-12-2022 09:40 مساءً 12.0K
المصدر -  
*قالت الدكتورة: عزة المط أخصائية علاج الجذور *بمستشفيات الحمادي بالرياض**أنها تواجه كثيرا العديد من الأسئلة من قبل المرضى ومنها : لماذا لم يصف لي الطبيب مضاداً حيوياً؟ لماذا لم يصف لي بعض المسكنات؟ لماذا يمنون علينا بالعلاج؟ لماذا لم يكرر العلاج في الجلسة القادمة؟
وأضافت كثير من الأسئلة التي تدور في أذهان المرضى في بعض الأحيان وهم في غالب الظن يظنّون أن الشفاء والفاعلية القصوى للعلاج لن يكون إلا بكثرة المضادات الحيوية وتكرارها وأن الصحيح أن تسكِّن الآلام بمجرد ظهورها !!!
ونحن هنا أمام توضيحين هامّين للغاية وخاصّة في العصر ما بعد الكوفيد :
التوضيح الأول: أنَّ الله عز وجل الشافي وحده خلق جهاز المناعة البشري وهو جهاز حسّاس لأبعد الدرجات قائم على التوازن والتكامل والتام فيما بين مكوناته وتقوم كلّ مكوناته بتدريج محبوك ومتقن(صنْع الله الذي أتقن كلّ شيء)،ولا يُستَفزّ عنصرٌُ من عناصر مكوّنات الجهاز المناعي إلا بتحريض من مكوِّن قبله ثم استفزازه وأشبه ما نشبّه هذا التناغم الطبيعي الرائع بسلسلة تفاعلية أوّلها مرتبط بآخرها، بحيث يضمن هذا التسلسل المترابط حفظ توازن الجسم البشري وما كان به من مجموعات جرثومية متعايشة والتي تُسمّى الفلورا، مع المحيط البيئي الخارجي وهو ما يسمّى بالإيكوسيسم.

الحفرة الفموية لديها فلورا فموية طبيعية(مكونات جرثومية متوازنة فيما بينها متواجدة بشكل طبيعي عند الإنسان)،والمعدة كذلك لديها فلورا معوية تساعد الإنسان على القيام بعمله اليومي بنشاط ودون تعب وأضف على ذلك فإنّ أي اختلال في المجموعات الجرثومية الطبيعية الموجودة في جسم الإنسان يُورِث الإنسان الإنهاك والتعب وقد يؤدي إلى مهاجمة المجموعات الجرثومية المرضية الغير طبيعية للجسم البشري وينتج عن ذلك ما يسمى بالمرض الجهازي.
وأكدت أن المضاد الحيوي ليس بالسحر أو العرّاف الذي يميز بين المجموعات الصديقة والمجموعات المعادية، بل هو سلاح يفتك بالصالح والطالح، وقد لا ينتج عنه بسبب ذلك إلا تفاقم الحالة المرضية أو إصلاح شيء في الجسم على حساب عطب شيء آخر؟
فما هو الحل:
الحل يكمن في تقنين استخدام المضادات الحيوية من قبل المنشآت الصحية وعدم صرفها إلا للضرورة القصوى وحسب التقدير الطبي بناء على المعطيات السريرية.
وقالت : عليك أيّها الإنسان أن توطّد علاقة الإيمان بالله الشافي، الذي ما أنزل من داء إلا وجعل معه دواء، والدواء قد يكون بإعادة النظر في الحمية الغذائية المتناولة وتقليل المحتوى السكري فيها أو بزيادة النشاط الحركي اليومي وتنشيط التدفق الدموي للمعدة مما يخلّصها من سمومها ويرفع من نشاطك اليومي، قد يكون في زيادة تناول البرتقال الطبيعي لتلخيص الكبد من السمّيات المحيطة ورفع فاعلية تصنيعه للأنزيمات المحلّلة للجراثيم المؤذية.
وزادت إن المضاد الحيوي قد لا يكون هو دوماً الدواء، وهذا يجرّنا إلى التوضيح الثاني وهو عصر الكوفيد الذي نعيشه حالياً، نحن أمام مجموعات بشرية باختلاف أعراقها تعرضت لفيروس شرس جداً في كل أنحاء العالم فيروس لم توقفه الأدوية المتاحة ولم تسع تجاربه أضخم المخابر العلميّة في العالم نحن في عصر يحتم علينا أن نرفع من جاهزية الجهاز المناعي بشكل ذاتي وليس بشكل انفعالي علينا أن لا نجعل الجهاز المناعي كسولاً منفعلاً بما يلقيه المريض في المعدة من أدوية، علينا أن نثق بالمناعة الاصطفائية وأن نعطيها وقتها لتشكيل الأجسام المضادة النوعية التي تضرب العامل المرضي دون ضرب مجموعاته الصديقة.

أما مسكنات الألم فلديها الكثير الكثير من الأعراض الجانبية بدءاً من الإجهاض وتقرّحات المعدة وقفل عتبة الأم ورفع الفرص لحدوث الاكتئاب إلى تغفيل الوعي ووقف التركيز العقلي إلى تثبيط الهضم المعدي، ومما لا يمكن حصره من المصائب، وأكتفي بذكر حادثة حدثت في البعيد القريب عندما اَضْرَب عمّال لمصنع أدوية مسكِّنة للألم معروف جداً جداً ومتداول جداً وبعد أشهر بالإحصائيات انخفضت نسبة الوفيات من الفشل الكلوي!!
عليك أن تصبر على آلامك، عليك أن تثق بما حباك الله به من مناعة وقدرات بفضله، والقيام بتنشيطها بما هو طبيعي وميسِّر من حولك قبل اللجوء إلى العقاقير الكيمياوية (فاسلكي سبل ربِّك ذللاً، يخرج من بطونها شرابُُ مختلف ألوانه فيه شفاء للناس).