المصدر - إن تعاطي المخدرات والإدمان عليها هو سلوك اجتماعي فردي يتم اكتسابه بالتدريج وأن الوقوع ضحية للمخدرات لا يأتي فجأة بل هو عملية مستمرة تبدأ من انحراف أو خطا بسيط بتقبل تجريب المخدرات بدافع حب الاستطلاع أو بضغط من رفاق السوء . لكن دورة التعاطي هذه تستمر وتأخذ ضريبتها من سلوك المتعاطي وعلاقاته الاجتماعية ووضعه الصحي .
ونذكر في ما يلي مجموعة من السمات أوالخصائص التي يمكن أن تكون مفتاحاً للتعرف على شخص يتعاطى المخدرات أو يقع تحت ضغط رفاق السوء وسلوكهم المشين .
- احتقان العينين وزوغان البصر .
- الضعف والخمول وشحوب الوجه .
- الانطواء والعزلة .
- الإكتئاب .
- السلوك العدواني .
- التعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود بدني .
- العلاقات السيئة مع الاصدقاء .
- كثرة التغيب عن المؤسسة التعليمية .
- السرقة .
- كثرة التغيب عن البيت .
- النوم أثناء الدروس والمحاضرات
- الخداع والكذب .
التحليل
اذا عرف الشباب انهم اذا استعملوا المخدرات يمكن اكتشافها بسهولة بتحليل عينة من البول أيام عديدة بعد استعمالها أو حتى تجربتها لاول مرة فسوف يمتنع معظمهم عن تجربتها أو استعمالها .
الهدف :
- حماية الأطفال والشباب من خطر إدمان المخدرات باستخدام أسلوب جديد بعيداًَ عن العنف والإجراءات البوليسية.
- الاقلال من نسبة حوادث السيارات وغيرها الناتجة عن تعاطي المخدرات .
- إشراف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على العاملين بها بانتشار أجهزة التحاليل في المدارس والمصانع والمعاهد والمجتمعات والتحليل العشوائي لأفراد المجتمع يمكن ان نقضي على المخدرات لسهولة أخذ العينات عن طريق البول وإستمرار وجود المواد المخدرة من أيام لأسابيع بعد تعاطيها .
الجهات :
الأسرة : فعلى كل رب اسره مراقبة أفراد اسرته وملاحظة اثار التعاطي أو الإدمان على أي فرد في الأسرة فإذا إشتبه في أحدهم يقوم بعمل التحليل اللازم .
الشرطة : يجب أن يفوض للشرطة حق إجراء تحليل المخدرات لمن تشتبه فيهم وخاصة رجال المرور فتؤخذ عينات بصور عشوائية على الكمائن في الطرق السريعة خاصة لسيارات النقل والأجرة حيث أن معظم الحوادث الجسيمة لهذه المركبات نتيجة لتعاطي السائقين لأنواع المخدرات المختلفة . والتحليل يكون بعينة بول وليست عينه دم ومن ثم يمكن لاي شخص أخذ العينة بسهولة .
المؤسسات الحكومية وغير الحكومية :
وتقوم المؤسسات سواء شركات أو مصانع أو أندية أو مدارس أو جامعات وخلافة بعمل تحليل عشوائي بهدف الردع .
أنواع السموم التي يتم الكشف عنها بالتحاليل :
توجد أنواع كثيرة من المواد المخدرة والمتعارف عليها ومن أشهر هذه الانواع خمس مجموعات :
5- مجموعة (OPIATES) وتشمل هيروين / مروفين / كودايين .
6- مجموعة (AMPHETAMINS) المواد المنشطة .
7- مجموعة (BARBITURATES) المواد المنومة .
8- مجموعة (BENZODIAZEPIN) المواد المهدئة .
5- CANNABINOID مجموعة الحشيش / البنجو / مارجوانا.
مدة بقاء المادة الفعالة داخل الجسم وبالتالي ظهورها في البول.
تعتمد مدة بقاء المادة الفعالة للمخدر داخل الجسم على عدة عوامل اهمها الحالة الصحية العامة للشخص وسنه وخاصة حالة الكبد والكلى نوع المخدر وهل المتعاطي مدمن أو يتعاطى لأول مرة أو يستعمل المخدر بصورة غير مستمرة على سبيل المثال .
الحشيش والبانجو والماريجوانا
تستمر المادة الفعالة في جسم المتعاطي لاول مرة من يومين إلى ثلاثة ايام ( يمكن ظهورها ايضاً بعد خمسة ايام ) أما في حالة المتعاطي اليومي والمعتاد فتستمر عادة لمدة اسبوعين ولكن يمكن احياناً ظهوره بعد مدة اطول تصل إلى ستة اسابيع مع بعض الاجهزة الحساسة.
الافيون
تستمر المادة الفعالة في جسم الانسان في حالة التعاطي أول مرة من يوم إلى يومين أما في حالة الإدمان فتستمر لمدة اسبوع .
الوقاية
إن الوقاية وبناء الحصانه الذاتية والمجتمعية هي أفضل إستراتيجية لمواجهة المخدرات على المستوى بعيد المدى ووضعنا الوقاية في نهاية المطاف ، إستشعاراً لأهميتها وتنبيها على ضرورة أن تكون في صدارة الاهتمام . إبراز معلومات حقيقية ومتوازنه حول المخدرات ، فيها ترهيب من الاستخدام والتعريف بمضار المخدرات ، وكذلك ترغيب بالأمتناع والمقاومه وعدم الخضوع لقوى الضلال وهنا نشير إلى منحنى إصلاحي تعزيزي مع الشباب يقوم على بناء وتعزيز قدرات الشباب الفكرية والاجتماعية والسلوكية ، وتنمية ثقتهم بأنفسهم وتبصيرهم بدورهم الاجتماعي العام ، وتسهيل سبل الإنجاز والإسهام لهم . ينبغي أن تزداد ثقتنا بالشباب والأطفال ، وأن نساعدهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم . لابد من الإسهام في تنشئة جيل قوي واثق من نفسه ، يسعى أكثر نحو تحقيق إنجازات إيجابية ، وليس مرهوباً أو مسكوناً بالخوف ، من إرتكاب أخطاء أو التعرض لمخاطر أو الوقوع فريسة أو ضحية لآخرين . فبدلا من أن يرى الشباب الحياة مجموعة من المصائد والمكائد أو المخاطر والمآزق يراها منظومة من الفرص والتحديات والعتبات التي يتجوزها ويكتسب في كل خطوة قوة أكثر واعتزازا أكثر وأندفاعا أسرع نحو آفاق أعلى من الانجاز.
هنا نشير إلى عدد من المقترحات ، المعززة لعناصر المناعة لدى الشباب قد تبين لنا أن ضعاف الشخصية والذين لا يعرفون أن يقولوا لا ، أو يرفضوا اغواء اصدقائهم ، أو اللذين هم في مأزق ومشاكل اجتماعية أو تعليمية ولا يمتلكون مهارات التعامل معها ، أو حلها مثل هؤلاء هم أكثر عرضة للوقوع فريسة للمخدرات من غيرهم من الناس .
تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم
إن من أفضل الأشياء التي يمكن عملها لتعزيز قدرات الشباب وجعلهم يتخذون قرارات ذكية تجاه المخدرات بما فيها التدخين . هي تمكينهم واحترامهم ، وتعزيز فرصهم في المشاركة والاسهام الايجابي في خدمة انفسهم ، وأسرتهم ومجتمعهم
العمل مع الاسرة
في منظومة المكافحة الشاملة للمخدرات ينبغى أن يكون للأسرة دور فاعل ومعتبر. فالأسرة تمثل خط الدفاع والحصانة الاجتماعية الأولى والأبرز . لهذا تكون جهود المقومة والمكافحة ناقصة وعرضة للفشل إن لم تكن الأسرة واحدة من أركان هذه الجهود ونشير هنا بإيجاز إلى ما يجب عمله مع أسر المتعاطين وما يجب أن تعمله هذه الاسر.
ابتداء نقول إن طبيعة السلوك داخل الأسر وخاصة سلوك الوالدين لها تأثيرات كبيرة على بقية أفراد الأسره . وأول ما ينبغي تأكيده هنا هو القدوة والمثال الذي يمثله الوالدان لابد أن يكونا القدوة في السلوك قولا أو فعلاً . إن دراسات التعاطي تبين أن الاطفال الذين يعيشون في أسر يوجد فيها متعاط خاصة أحد الوالدين تكون أحتمالية التعاطي اكبر. فأول حصن للوقاية هو القدوة الحسنة من قبل الوالدين وبقية أفراد الاسرة.
يتضح من عدد الدراسات والبحوث العلمية حول السلوك المنحرف أن لطبيعة ممارسات الوالدين أثرها على ذلك السلوك . فقد لا يحسن الوالدين تربية الأبناء ، أو يتصف أسلوب معاملاتهم بالقسوة أو العنف أو التسيب أو التدليل . أو قد يتسم جو الاسرة بالشحناء والتباغض والقول السيئ .إن الإيذاء اللفظي بالسب أو اللعن أو الإهانة أو وصف الأطفال بصفات مكروهة في هذا قتل لنفسياتهم وشخصياتهم . وما ينبغى الإشارة إليه هنا هو أهمية توعية الوالدين وتبصرهم وتدريبهم على مهارات الابوة والامومة ، وحسن التعامل مع آبائهم ، خاصة مع الأطفال في سن النماء والتنشئة والتغيرات الجسدية والعاطفية ما تسمى مرحلة المراهقة حيث إن سوء معاملة الأسرة قد يدفع الأبناء إلى مصادر التوجيه والاهتمام خارج الاسرة ، حيث رفاق السوء وقناصو الانحراف .
ينبغي أيضاً في الجهات المهتمة والمسئؤولة أن تساعد الأسر التي فيها متعاط ، حيث إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية السلبية قد تكون عبئا ثقيلاً على هذه الاسر فلا تسمح لها بتقديم الرعاية المناسبة لأطفالها . فلا نتوقع أن تؤدي الأسرة دورها ، وهي في ضائقة مالية ، أو في ورطة أجتماعية ، فلابد من حل هذه الأسر أو مساعدتها في حل مشكلاتها ، وإكسابها أساليب أفضل للتعامل والتواصل . وكذلك إكسابها قدرات ومهارات تساعدها في تحسن اقتصادياتها وارتباطها بالمجتمع.
وبإجمال ينبغي رفع الكفاءة الاجتماعية للأسرة من حيث توثيق ترابطها مع المجتمع المحلي ، ومؤسساته وموارده ، وتحسين علاقتها بالجوار ، وجعل الجوار منظومة متساندة متعاضدة فهي تعمل جميعها في سبل تحقيق مصالحها كلها ، ومواجهة ما يعترضها من مصاعب .
وأمر هام ينبغي الالتفاف إليه وهو أن يكون التركيز في العمل الأسري على كامل الأسرة ، وليس على الفرد المتعاطي . فالتركيز على المتعاطي فيه استحياء للمشكلة وجعلها في دائرة الضوء باستمرار وبالتالي جعل المتعاطي هو المشكلة المستمرة . لكن التركيز على الأسرة يجعل الاهتمام أوسع ، ويجعله منهجيا نحو تحقيق تغييرات إيجابية إصلاحية في بناء الأسرة . وما يجعل إصلاح المتعاطي نتيجة طبيعية لهذه الجهود ، ومنها إشعار له بطبيعتها وليس بإشكاليته وسوء صنعه . أي ينبغي أن يتم بناء وصناعة بيئة صالحة مقاومة للأنحراف ، وفي الوقت نفسه مساندة للمخطيئن ليقلعوا عن خطئهم طوعا وبالتدريج .
العلاج الطبي :
عند الحديث عن علاج الإدمان ، لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا ، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبي المباشر ، وفي مكان صالح لذلك ، كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان ... حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذي أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه .
فيما يلي بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل :
تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً .
تحقيق الاستقرار النفسي لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي .
تحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة
تدابير العلاج
1- وتتضمن هذه عادة ما يلي :
مواجهة آثار الجرعات الزائدة .
مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان .
الحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة .
تعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل
مساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية.
2- وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد ، فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق :
- برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم أو تدريب مهني .
- مشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات .
- تشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة .
الهدف المباشر للعلاج
يتمثل الهدف المباشر للعلاج في الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات .
العوامل التى تؤثر على محصلة العلاج :
أن جهودا مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هي أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع في العلاج أو يستمر فيه .
يعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء ، لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل .
وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر ، وقبوله بسهولة إذا ارتد المخدرارات في برنامج التأهيل . إن أتباع أسلوب الوعظ والإرشاد في إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير .
إذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد ، فإنها ستكون في وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياه الطبيعية .
ربط العلاج بالتأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
إن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات في الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازا . والعلاج في هذا الإطار ، هو خطوة مبكرة في عملية أطول ، وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية تلك التدابير الأوسع نطاقاً والتي تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحة . وإذا وضع هذا الاعتبار في وضع السياسات ، فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
طرق بديلة للحياة
يكمن جانب من برامج التأهيل في تعليم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات . وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة . وسيختلف هذا من شخص لآخر ... فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة ، أو ينهمكوا في الرياضة والأنشطة التي تتم في الخلاء ، وقد يجد آخرون متعة في الموسيقى أو الفن .
وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعي أكبر بالذات . ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين .وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحي الدينية ودروس العلم ... وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية
دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها
أن الجوانب الطبية في العلاج لا يجب أن تغني عن النهج الأخرى التي يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته ، وإدراكه للآخرين ولسلوكه . فعلى سبيل المثال ، ينبغي النظر لإزالة التسمم ، كمقدمة لهذه النهج الأخرى.
الطرق الطبية للعلاج
إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير . سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة ، أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء . وعلاج الإدمان له مراحل متتالية ، لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ، أو تطبيق بعضه دون بعض ، لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي ، لأنه حل مؤقت ولا يجوز الإكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه . ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التي تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.
وكما أن العلاج وحدة واحدة ، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه ، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة ، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج ، ويحتاج الأمر أيضاً إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه .ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك ، بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهي الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ستة أشهر في الحالات الجديدة ، أو سنة أو سنتين في الحالات التي سبق لها أن عانت من نكسات متكررة .
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد في معايير الشفاء حتى في الحالات التي يصحبها اضطراب جسيم في الشخصية أوالتي وقعت في السلوك الإجرامي مهما كان محدداً ، وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية
4- مرحلة التخلص من السموم :
وهي مرحلة طبية في الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان في الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم ؛ ولذلك فإن العلاج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهي العلاج النفسي والاجتماعي ؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي .
5- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي
إذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة ، فهي تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن ، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها ، بغرض القضاء على أسباب الإدمان . وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم – على سبيل المثال – علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفائته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .
6- مرحلة التأهيل والرعاية الاحقة :
وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها :
أ – مرحلة التأهيل العملي :
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله ، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلى العمل ، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل اخر متاح ، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي
ب – التأهيل الاجتماعي :
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى ( بظاهرة الخلع ) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين ( المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى ) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منها للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية .
ج – الوقاية من النكسات :
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة ، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها .
*استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض
ونذكر في ما يلي مجموعة من السمات أوالخصائص التي يمكن أن تكون مفتاحاً للتعرف على شخص يتعاطى المخدرات أو يقع تحت ضغط رفاق السوء وسلوكهم المشين .
- احتقان العينين وزوغان البصر .
- الضعف والخمول وشحوب الوجه .
- الانطواء والعزلة .
- الإكتئاب .
- السلوك العدواني .
- التعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود بدني .
- العلاقات السيئة مع الاصدقاء .
- كثرة التغيب عن المؤسسة التعليمية .
- السرقة .
- كثرة التغيب عن البيت .
- النوم أثناء الدروس والمحاضرات
- الخداع والكذب .
التحليل
اذا عرف الشباب انهم اذا استعملوا المخدرات يمكن اكتشافها بسهولة بتحليل عينة من البول أيام عديدة بعد استعمالها أو حتى تجربتها لاول مرة فسوف يمتنع معظمهم عن تجربتها أو استعمالها .
الهدف :
- حماية الأطفال والشباب من خطر إدمان المخدرات باستخدام أسلوب جديد بعيداًَ عن العنف والإجراءات البوليسية.
- الاقلال من نسبة حوادث السيارات وغيرها الناتجة عن تعاطي المخدرات .
- إشراف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على العاملين بها بانتشار أجهزة التحاليل في المدارس والمصانع والمعاهد والمجتمعات والتحليل العشوائي لأفراد المجتمع يمكن ان نقضي على المخدرات لسهولة أخذ العينات عن طريق البول وإستمرار وجود المواد المخدرة من أيام لأسابيع بعد تعاطيها .
الجهات :
الأسرة : فعلى كل رب اسره مراقبة أفراد اسرته وملاحظة اثار التعاطي أو الإدمان على أي فرد في الأسرة فإذا إشتبه في أحدهم يقوم بعمل التحليل اللازم .
الشرطة : يجب أن يفوض للشرطة حق إجراء تحليل المخدرات لمن تشتبه فيهم وخاصة رجال المرور فتؤخذ عينات بصور عشوائية على الكمائن في الطرق السريعة خاصة لسيارات النقل والأجرة حيث أن معظم الحوادث الجسيمة لهذه المركبات نتيجة لتعاطي السائقين لأنواع المخدرات المختلفة . والتحليل يكون بعينة بول وليست عينه دم ومن ثم يمكن لاي شخص أخذ العينة بسهولة .
المؤسسات الحكومية وغير الحكومية :
وتقوم المؤسسات سواء شركات أو مصانع أو أندية أو مدارس أو جامعات وخلافة بعمل تحليل عشوائي بهدف الردع .
أنواع السموم التي يتم الكشف عنها بالتحاليل :
توجد أنواع كثيرة من المواد المخدرة والمتعارف عليها ومن أشهر هذه الانواع خمس مجموعات :
5- مجموعة (OPIATES) وتشمل هيروين / مروفين / كودايين .
6- مجموعة (AMPHETAMINS) المواد المنشطة .
7- مجموعة (BARBITURATES) المواد المنومة .
8- مجموعة (BENZODIAZEPIN) المواد المهدئة .
5- CANNABINOID مجموعة الحشيش / البنجو / مارجوانا.
مدة بقاء المادة الفعالة داخل الجسم وبالتالي ظهورها في البول.
تعتمد مدة بقاء المادة الفعالة للمخدر داخل الجسم على عدة عوامل اهمها الحالة الصحية العامة للشخص وسنه وخاصة حالة الكبد والكلى نوع المخدر وهل المتعاطي مدمن أو يتعاطى لأول مرة أو يستعمل المخدر بصورة غير مستمرة على سبيل المثال .
الحشيش والبانجو والماريجوانا
تستمر المادة الفعالة في جسم المتعاطي لاول مرة من يومين إلى ثلاثة ايام ( يمكن ظهورها ايضاً بعد خمسة ايام ) أما في حالة المتعاطي اليومي والمعتاد فتستمر عادة لمدة اسبوعين ولكن يمكن احياناً ظهوره بعد مدة اطول تصل إلى ستة اسابيع مع بعض الاجهزة الحساسة.
الافيون
تستمر المادة الفعالة في جسم الانسان في حالة التعاطي أول مرة من يوم إلى يومين أما في حالة الإدمان فتستمر لمدة اسبوع .
الوقاية
إن الوقاية وبناء الحصانه الذاتية والمجتمعية هي أفضل إستراتيجية لمواجهة المخدرات على المستوى بعيد المدى ووضعنا الوقاية في نهاية المطاف ، إستشعاراً لأهميتها وتنبيها على ضرورة أن تكون في صدارة الاهتمام . إبراز معلومات حقيقية ومتوازنه حول المخدرات ، فيها ترهيب من الاستخدام والتعريف بمضار المخدرات ، وكذلك ترغيب بالأمتناع والمقاومه وعدم الخضوع لقوى الضلال وهنا نشير إلى منحنى إصلاحي تعزيزي مع الشباب يقوم على بناء وتعزيز قدرات الشباب الفكرية والاجتماعية والسلوكية ، وتنمية ثقتهم بأنفسهم وتبصيرهم بدورهم الاجتماعي العام ، وتسهيل سبل الإنجاز والإسهام لهم . ينبغي أن تزداد ثقتنا بالشباب والأطفال ، وأن نساعدهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم . لابد من الإسهام في تنشئة جيل قوي واثق من نفسه ، يسعى أكثر نحو تحقيق إنجازات إيجابية ، وليس مرهوباً أو مسكوناً بالخوف ، من إرتكاب أخطاء أو التعرض لمخاطر أو الوقوع فريسة أو ضحية لآخرين . فبدلا من أن يرى الشباب الحياة مجموعة من المصائد والمكائد أو المخاطر والمآزق يراها منظومة من الفرص والتحديات والعتبات التي يتجوزها ويكتسب في كل خطوة قوة أكثر واعتزازا أكثر وأندفاعا أسرع نحو آفاق أعلى من الانجاز.
هنا نشير إلى عدد من المقترحات ، المعززة لعناصر المناعة لدى الشباب قد تبين لنا أن ضعاف الشخصية والذين لا يعرفون أن يقولوا لا ، أو يرفضوا اغواء اصدقائهم ، أو اللذين هم في مأزق ومشاكل اجتماعية أو تعليمية ولا يمتلكون مهارات التعامل معها ، أو حلها مثل هؤلاء هم أكثر عرضة للوقوع فريسة للمخدرات من غيرهم من الناس .
تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم
إن من أفضل الأشياء التي يمكن عملها لتعزيز قدرات الشباب وجعلهم يتخذون قرارات ذكية تجاه المخدرات بما فيها التدخين . هي تمكينهم واحترامهم ، وتعزيز فرصهم في المشاركة والاسهام الايجابي في خدمة انفسهم ، وأسرتهم ومجتمعهم
العمل مع الاسرة
في منظومة المكافحة الشاملة للمخدرات ينبغى أن يكون للأسرة دور فاعل ومعتبر. فالأسرة تمثل خط الدفاع والحصانة الاجتماعية الأولى والأبرز . لهذا تكون جهود المقومة والمكافحة ناقصة وعرضة للفشل إن لم تكن الأسرة واحدة من أركان هذه الجهود ونشير هنا بإيجاز إلى ما يجب عمله مع أسر المتعاطين وما يجب أن تعمله هذه الاسر.
ابتداء نقول إن طبيعة السلوك داخل الأسر وخاصة سلوك الوالدين لها تأثيرات كبيرة على بقية أفراد الأسره . وأول ما ينبغي تأكيده هنا هو القدوة والمثال الذي يمثله الوالدان لابد أن يكونا القدوة في السلوك قولا أو فعلاً . إن دراسات التعاطي تبين أن الاطفال الذين يعيشون في أسر يوجد فيها متعاط خاصة أحد الوالدين تكون أحتمالية التعاطي اكبر. فأول حصن للوقاية هو القدوة الحسنة من قبل الوالدين وبقية أفراد الاسرة.
يتضح من عدد الدراسات والبحوث العلمية حول السلوك المنحرف أن لطبيعة ممارسات الوالدين أثرها على ذلك السلوك . فقد لا يحسن الوالدين تربية الأبناء ، أو يتصف أسلوب معاملاتهم بالقسوة أو العنف أو التسيب أو التدليل . أو قد يتسم جو الاسرة بالشحناء والتباغض والقول السيئ .إن الإيذاء اللفظي بالسب أو اللعن أو الإهانة أو وصف الأطفال بصفات مكروهة في هذا قتل لنفسياتهم وشخصياتهم . وما ينبغى الإشارة إليه هنا هو أهمية توعية الوالدين وتبصرهم وتدريبهم على مهارات الابوة والامومة ، وحسن التعامل مع آبائهم ، خاصة مع الأطفال في سن النماء والتنشئة والتغيرات الجسدية والعاطفية ما تسمى مرحلة المراهقة حيث إن سوء معاملة الأسرة قد يدفع الأبناء إلى مصادر التوجيه والاهتمام خارج الاسرة ، حيث رفاق السوء وقناصو الانحراف .
ينبغي أيضاً في الجهات المهتمة والمسئؤولة أن تساعد الأسر التي فيها متعاط ، حيث إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية السلبية قد تكون عبئا ثقيلاً على هذه الاسر فلا تسمح لها بتقديم الرعاية المناسبة لأطفالها . فلا نتوقع أن تؤدي الأسرة دورها ، وهي في ضائقة مالية ، أو في ورطة أجتماعية ، فلابد من حل هذه الأسر أو مساعدتها في حل مشكلاتها ، وإكسابها أساليب أفضل للتعامل والتواصل . وكذلك إكسابها قدرات ومهارات تساعدها في تحسن اقتصادياتها وارتباطها بالمجتمع.
وبإجمال ينبغي رفع الكفاءة الاجتماعية للأسرة من حيث توثيق ترابطها مع المجتمع المحلي ، ومؤسساته وموارده ، وتحسين علاقتها بالجوار ، وجعل الجوار منظومة متساندة متعاضدة فهي تعمل جميعها في سبل تحقيق مصالحها كلها ، ومواجهة ما يعترضها من مصاعب .
وأمر هام ينبغي الالتفاف إليه وهو أن يكون التركيز في العمل الأسري على كامل الأسرة ، وليس على الفرد المتعاطي . فالتركيز على المتعاطي فيه استحياء للمشكلة وجعلها في دائرة الضوء باستمرار وبالتالي جعل المتعاطي هو المشكلة المستمرة . لكن التركيز على الأسرة يجعل الاهتمام أوسع ، ويجعله منهجيا نحو تحقيق تغييرات إيجابية إصلاحية في بناء الأسرة . وما يجعل إصلاح المتعاطي نتيجة طبيعية لهذه الجهود ، ومنها إشعار له بطبيعتها وليس بإشكاليته وسوء صنعه . أي ينبغي أن يتم بناء وصناعة بيئة صالحة مقاومة للأنحراف ، وفي الوقت نفسه مساندة للمخطيئن ليقلعوا عن خطئهم طوعا وبالتدريج .
العلاج الطبي :
عند الحديث عن علاج الإدمان ، لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا ، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبي المباشر ، وفي مكان صالح لذلك ، كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان ... حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذي أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه .
فيما يلي بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل :
تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً .
تحقيق الاستقرار النفسي لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي .
تحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة
تدابير العلاج
1- وتتضمن هذه عادة ما يلي :
مواجهة آثار الجرعات الزائدة .
مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان .
الحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة .
تعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل
مساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية.
2- وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد ، فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق :
- برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم أو تدريب مهني .
- مشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات .
- تشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة .
الهدف المباشر للعلاج
يتمثل الهدف المباشر للعلاج في الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات .
العوامل التى تؤثر على محصلة العلاج :
أن جهودا مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هي أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع في العلاج أو يستمر فيه .
يعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء ، لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل .
وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر ، وقبوله بسهولة إذا ارتد المخدرارات في برنامج التأهيل . إن أتباع أسلوب الوعظ والإرشاد في إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير .
إذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد ، فإنها ستكون في وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياه الطبيعية .
ربط العلاج بالتأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
إن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات في الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازا . والعلاج في هذا الإطار ، هو خطوة مبكرة في عملية أطول ، وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية تلك التدابير الأوسع نطاقاً والتي تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحة . وإذا وضع هذا الاعتبار في وضع السياسات ، فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
طرق بديلة للحياة
يكمن جانب من برامج التأهيل في تعليم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات . وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة . وسيختلف هذا من شخص لآخر ... فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة ، أو ينهمكوا في الرياضة والأنشطة التي تتم في الخلاء ، وقد يجد آخرون متعة في الموسيقى أو الفن .
وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعي أكبر بالذات . ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين .وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحي الدينية ودروس العلم ... وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية
دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها
أن الجوانب الطبية في العلاج لا يجب أن تغني عن النهج الأخرى التي يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته ، وإدراكه للآخرين ولسلوكه . فعلى سبيل المثال ، ينبغي النظر لإزالة التسمم ، كمقدمة لهذه النهج الأخرى.
الطرق الطبية للعلاج
إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير . سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة ، أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء . وعلاج الإدمان له مراحل متتالية ، لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ، أو تطبيق بعضه دون بعض ، لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي ، لأنه حل مؤقت ولا يجوز الإكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه . ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التي تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.
وكما أن العلاج وحدة واحدة ، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه ، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة ، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج ، ويحتاج الأمر أيضاً إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه .ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك ، بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهي الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ستة أشهر في الحالات الجديدة ، أو سنة أو سنتين في الحالات التي سبق لها أن عانت من نكسات متكررة .
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد في معايير الشفاء حتى في الحالات التي يصحبها اضطراب جسيم في الشخصية أوالتي وقعت في السلوك الإجرامي مهما كان محدداً ، وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية
4- مرحلة التخلص من السموم :
وهي مرحلة طبية في الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان في الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم ؛ ولذلك فإن العلاج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهي العلاج النفسي والاجتماعي ؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي .
5- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي
إذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة ، فهي تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن ، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها ، بغرض القضاء على أسباب الإدمان . وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم – على سبيل المثال – علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفائته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .
6- مرحلة التأهيل والرعاية الاحقة :
وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها :
أ – مرحلة التأهيل العملي :
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله ، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلى العمل ، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل اخر متاح ، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي
ب – التأهيل الاجتماعي :
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى ( بظاهرة الخلع ) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين ( المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى ) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منها للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية .
ج – الوقاية من النكسات :
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة ، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها .
*استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض