المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ملتقى البحرين ينشد السلام بمبادئ «الأخوة الإنسانية»
فوز العواد
بواسطة : فوز العواد 05-11-2022 03:10 مساءً 4.8K
المصدر - المنامة -وكالات  اختتم ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، أمس، بالدعوة إلى الاستلهام من وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بأبوظبي، وإعلان البحرين للتعايش السلمي، لنشر قيم التسامح وتعزيز الحوار في العالم كطريق لخلاص البشرية من مآسي العنف والحروب والكراهية.

وفي الجلسة الختامية، هنأ العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، المشاركين على نجاح الملتقى، وقال: لقد تابعنا جميعاً، وبكل اهتمام، مداولات الملتقى ونقاشاته، وإننا لننظر إلى مخرجاته وتوصياته القيمة، بعين التفاؤل وبكثير من الأمل، كخير دليل لتقوية مسيرة الأخوة الإنسانية، التي هي بحاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، لإحياء سبل التقارب والتفاهم بين جميع أهل الأديان والمعتقدات كمدخل أساسي لإحلال التوافق محل الخلاف، وإرساء الوحدة محل الفرقة.

وتطرق الملك حمد بن عيسى في كلمته إلى الأوضاع الراهنة على الصعيد الدولي، داعياً إلى «العمل يداً بيد، لتحقيق أمل المستقبل المزدهر، والتوافق على رأي واحد لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء».

تجربة الإمارات

وأكد د. محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أهمية منظومة القيم الإنسانية المشتركة في مواجهة التحديات العالمية. وتناول في كلمة خلال مشاركته في ملتقى البحرين للحوار في المنامة عدداً من المحاور التي تساهم في ترسيخ مفاهيم التقارب بين الديانات والثقافات، مستعرضاً تجربة دولة الإمارات في هذا المجال منذ نشأتها وحرص قيادتها الرشيدة على رعاية وتبني المبادرات الداعمة للتسامح والسلام، والتنمية والأمان بين المجتمعات العالمية.

وقال: إن مملكة البحرين الشقيقة التي اشتهرت بأرخبيلها المتنوع، وشواطئها الجميلة، ومدنها الحضارية، ومهرجاناتها الثقافية، وقلاعها التاريخية، وتراثها العالمي، وحضاراتها المتعاقبة، تمد في هذا الملتقى جسور الحوار، لترسيخ مفاهيم التقارب بين الديانات والثقافات، والتسامح والسلام، والتنمية والأمان بين المجتمعات العالمية، انطلاقاً من الوثيقة التاريخية، التي تضمنها إعلان مملكة البحرين عام 2017 الذي يستند لتراث عريق من قيم التسامح الروحي والثقافي.

واستعرض تجربة دولة الإمارات في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، التي يرى البعيد والقريب آثارها، ويتفيأ ظلالها. واقترح الدكتور الكعبي على المؤتمر تقديم المبادرات من القادة الدينيين في مجال تكوين القيم الإنسانية المشتركة وجهودها في ترسيخها لدى مجتمعاتها؛ ليصار إلى الاستفادة منها في تطوير منظومة القيم العالمية.

الثقافة بدل السياسة

وألقى فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمة عبر فيها عن أسفه للصراع الذي تعيشه الإنسانية في الشرق والغَرب.

وانتقد النظريات الفلسفية التي تغذي السياساتِ التي تنتج عنها المآسي مثل نظرية صِراع الحضارات، وأوضح أن السياسة الغربية لم تعد مجدية في معالجةِ الأزمات العالمية، واقترحَ شيخ الأزهر أن تحل «الثقافة» محل السياسة، في العلاقات الدولية، لما للثقافة من قدرة على فهم الإنسان، واستيعاب أبعاده المتعدّدة: جَسَداً وروحاً وعَقلاً ووجداناً.

وأشار إلى أن هذه القيم جسدتها وثيقة «الأخوة الإنسانية»، تلك التي أحدثت حِراكاً ملموساً - في الشَّرقِ والغرب - وقدمت أنموذجاً متميـزاً لما ينبغي أن يكون عليه حوار الأديان والحضارات من احترامٍ متبادل وتأثير فعلي في علاقاتِ الشّعُوبِ المبنية على التعارُفِ والتعاون والأخوة والسلام، وسلطت الضوء على أهمية العلاقة بين الشرق والغرب، وكيف أن لكل منهما أن يستفيدَ من الآخَر، كما أشار إلى أهمية «إعلانَ مملكة البحرين للتعايش السلمي» خطوة مهمة لتعزيز المواطنة وإعلاء قيم التسامح والتفاهم بين الناس.

وضم فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، صوته إلى «صوتِ محبِّي الخير ممن يدعون إلى السَّلام ووقف الحرب الروسية الأوكرانية، وحقن دماء الأبرياء مِمَّن لا ناقةَ لهم ولا جَمَل في هذه المأساة، ورفع راية السَّلام بدلًا من راية الانتصار، والجلوس إلى دائرة الحوار والمفاوضات».

بحر الصراعات

كما ألقى قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية كلمة قال فيها إنه بعد حربين عالميتين مروعتين، وبعد حرب باردة ظل العالم فيها حابساً أنفاسه، مدة عشرات السنين، ما زلنا نجد أنفسنا على حافة الهاوية في توازن هش، ولا نريد أن نغرق.

ودعا قداسة البابا في بحر الصراعات العاصف، «أن نضع أمام أعيننا وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، ففيه أمل للقاء مثمر بين الغرب والشرق، مفيد لشفاء الأمراض فيهما». وحدد البابا فرانسيس ثلاثة تحديات نابعة من وثيقة الأخوة الإنسانية وإعلان مملكة البحرين، هي الصلاة والتربية والعمل، مشيراً إلى وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تم توقيعها بأبوظبي والتي شددت على «وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها».

«الإمارات للإفتاء»

شارك مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في «ملتقى البحرين للحوار»، ومثّل المجلس فضيلة الدكتور إبراهيم عبيد آل علي وفضيلة الدكتورة شمة يوسف الظاهري عضوا مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.

وسلم الوفد رسالة من العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إلى الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، ثمّن فيها جهود مملكة البحرين في تعزيز قيم السلام والتسامح بالدعوة لهذا المحفل المهم.