المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 04-11-2022 08:34 مساءً 14.9K
المصدر -  احتلت "العشّة"، مكاناً بارزاً في بيوت أهالي منطقة جازان فاشتهرت كنمط عمراني فريد منذ مئات السنين، وعُرفت كبيتٍ تهامي ظلّ صامداً على مرّ السنين، وأصبح الآن تراثاً حضارياً يبوح بجهدٍ إنساني، ويقدم دلالاتٍ لمعالم التراث العمراني في المنطقة.
"العُشّة" بناء هندسي بموارد الطبيعة
استفاد أهالي جازان من موارد الطبيعة، كمواد أساسية لبناء العُشة، منها أشجار الأراك والأثل والمض والمرخ والحلفاء والثمام، فأبدعت أيادٍ ماهرة؛ البناء بطرازٍ هندسي مخروطي الشكل، يوائم مناخ المنطقة الحار والرطب فيسمح بدخول أكبر قدر من الهواء، ويمنحها صموداً أمام مختلف العوامل والظروف المناخية ويتحمل الأمطار الغزيرة ولا يسمح بتجمع المياه.
ومثّل بناء العُشَّة شراكة مجتمعية؛ لبناء ذلك النمط المخروطي من المنازل الشعبية، ويردد البناؤون ألواناً من الأهازيج الشعبية أثناء عملهم الذي يتفاوت وقته وفقاً لمساحته وحجمه في وقتٍ أبدعوا فيه هندسةَ البناء الذي وقاهم الحرّ والبرد والأمطار والرياح، حيث امتازت العُشة بجوها اللطيف.

النساء تشارك في تزيين "العُشَّة"
وشاركت النساء في جازان، بتزيين العُشَّة من الداخل بالنقوش والرسوم الملونة، وتعليق الأواني والأطباق التي تُصدر أصواتَ رنينٍ مع هبوب نسمات الهواء عليها، شكّلت أنغاماً اعتادت الأُذن سماعها قديماً.
واشتملت "العُشَّة" على العديد من الملحقات منها "العَرسة"، وهي أرضية البيت من الداخل، و"الطُّراحة" من الخارج التي تُصنع من الطين، وكذلك "المُركّب" وهو موقد صغير لصنع القهوة داخل العُشَّة، و"المِردام" ويُبنى أمام الباب لمنع دخول مياه الأمطار.