ماذا عساني أجيب أولئك الذين أخبروني أنهم أصبحوا يفرون من أنفسهم إلى أماكن يصلون فيها بطريقة تجعلهم لا يتقنون مسايرة الروتين الذي كسر ظهر الجميع ...أين أضحى الكل يأكلون الحرام نفسه ويتنفسون الكفر نفسه وأوقات فراغهم يقتاتون فيها أعراض المسلمين ويقطعون أرزاقهم حسدا وغيظا .
كأنما أتاح الناس لأنفسهم الرقص على الأوتار المحرمة والنوم داخل الغرف الممنوعة ...
واستحلوا أكل حقوق بعضهم في الرد عن الأذية وإتيان الباطل ...
لم يتبق من الخطب إلا أمام يحدث نفسه ويبكيها ويعدها بالجنة ويذكرها بالنار والكل يتهامس ببيت الله وينظر يمنة ويسرة ويبحث عن المدين في بيت الله ويبحث عن شريكه بالقمار وغيره ...ولم يبق من الكلام سوى عبارة
لقد ماتت قيمنا وأخلاقنا وهنا فسهل الهوان علينا ، ولم نعد نعتد بالألم لأن الأموات لا إحساس لهم .
نعلم أننا جنائز مؤقتة لكن نظل نفرح لانقضاء أيامنا وأيامنا تعد لوفاتنا .
ما نسميه روتينا خلقته أوقات فراغ لم نقم بملئها بما يفيدنا
وخلقها لهو وعبث وغفلة فاستحدثنا لفظ روتين واستقبلناه ضيفا بل وأهل البيت بقاموسنا
فكان اول العناوين به أنه ، لا تثريب عليكم بعد اليوم.