أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أيها المسلمون إنكم اليوم في ختام عام واستقبال آخر يستوجب الوقوف من أجل المحاسبة والنظر في حساب المكسب والخسارة فمن أحسن فليحمد الله وليستزد فخير الزاد التقوى ومن قصر فليستدرك فلا يزال في الأجل فسحة ويتوب الله على من تاب فحديث المحاسبة طويل ولكنه يسير حين تُصّح العزائم وتخلص النوايا . وأوضح فضيلته أن دين الإسلام يولي كل من يعاني أي حال من أحوال الضعف اهتمام كبيرا ، وإن الأمة التي يشعر الضعفاء فيها من الفقراء والمساكين والعجزة والمظلومين والمكلومين من الأرامل واليتامى والأيامى والغرباء وأبناء السبيل الذين يشعرون بمكانتهم في الأمة ، واهتمام أصحاب المسؤوليات بهم هي أمة الرحمة والعزة والتكافل والإنسانية وهي المرزوقة المنصورة المحفوظة ، مشيرا إلى أن الخير والبركة والنصر وسعة الرزق واجتماع القلوب لا يحل في الأمة إلا حين تحفظ حقوق ضعفائها وتستجلب رضاهم . وأضاف معاليه أن هذه البلاد المباركة لها مكانها وعظيم أثرها في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين والوقوف مع المضطهدين والمستضعفين في إغاثات وإمدادات ومواقف في المحافل الدولية والإقليمية وسعي لجمع كلمة المسلمين على المنهج الحق والوسطية والتعايش مع الأمم والشعوب انطلاقا من مبادئ هذا الدين الحنيف داعيا فضيلته الله سبحانه وتعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها وإيمانها وعزها وحفظها في استقرارها واجتماع كلمتها، مؤكدا أن صنائع المعروف لتقي من صنائع السوء . وتابع يقول " يأتي في سياق أن السياسات الحكيمة والتوجهات المباركة التوجيهات المالية في تنظيم الترشيد المالي والإصلاح الاقتصادي عُمل من أجل أن ينتظم الصغير والكبير فليس تقشفا ولا ضعفا في الموارد ولله الحمد ولكنه من أجل تنمية روح المسؤولية وحماية النزاهة ومكافحة الفساد ورفع كفاءة الأداء في رؤية تتعامل مع الحاضر وتستشرف المستقبل من أجل التوجه نحو تنوع مصادر الدخل ومزيد من الإسهام والمشاركة في البناء من الجميع وبما يشمل الاقتصاد والإدارة والإنفاق والتنمية ويستوعب التحولات المختلفة إقليميا ودوليا واستحقاقات المستقبل وخططه بصورة تدريجية واقعية في أولويات مرتبة . وأكد فضيلته أن الرؤية بإذن الله ثاقبة والإدارة حاضرة وحسنة وأن التجار ورجال الأعمال والمؤسسات المالية والمصانع يفهمون هذا التوجه ويسيرون معه ويستشعرون مسؤوليتهم في ظل هذه القرارات حين يقدمون خدماتهم لهذا الوطن وطن المقدسات في عرض سلعهم وخدمتهم وإيجاد فرص عمل للشباب لتتواكب مع هذا التوجه المبارك وفي موقف كريم آخر، كم هو جميل وسار حينما يتجّلى تفهم المواطن لهذه التوجهات والتوجيهات السديدة فالوطن والقيادة الرشيدة أعطت الكثير واعتنت بالإنسان قبل العمران وطن كريم معطاء تحقق فيه ولله الحمد الاجتماع بعد الفرقة والعلم بعد الجهل والصحة على المرض . وأشار فضيلته إلى أن المملكة احتلت موقعا متميزا مرموقا بين الدول فكان هذا المجتمع الواعي المتماسك المتعاضد في كل الظروف والأحوال والمتغيرات، منوها بأن العلاقة بين المواطن والوطن علاقة حق وعطاء وواجب ومسؤولية فالنفوس تربّت على العقيدة والتوحيد تعرف ما لها وما عليها نهجها الوفاء والصدق والمحبة في عزة ومنعة وحزم وعزم فحزم في زمن التراخي وصدق في زمن الخداع في اقتصاد وحسن تدبير وبعد عن الإسراف والتبذير وشكر للمنعم وحفظ للنعم وحسن ظن بالله وتعظيمه ويقظة من مكر الأعداء وشائعات المتربصين والمتدثرين الذين يندسون خلف أسماء مستعارة .
وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة اليوم إن من أهم أصول دين الإسلام وخصائصه حثه على جمع أهله على الحق والتأليف بين قلوبهم وهي نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده قال تعالى (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم )) وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن المجتمعين على كلمة الإسلام المتبعين للكتاب والسنة هم المؤمنون وإن كثر أو قوي مخالفهم وكما أن الرسل قد اتفقوا على جمع أممهم على الحق وأمروا بإقامة الإسلام والاستقامة عليه علماً وعملاً عقيدةً وسلوكاً والاجتماع على ذلك ، قال جل في علاه (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) وكلهم دعا قومه للاجتماع على عبادة الله . وقال فضيلته إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في قوم متفرقين في دينهم متنازعين في شأن دنياهم فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم وأمر بالاجتماع فاستقام أمر الملة وذهبت الجاهلية وصلح أمر الناس . وأوضح أنه لا تتم مصلحة العباد في الدنيا والآخرة إلا بالاجتماع على الإسلام الخالص والتعاون والتناصر لكونه ضرورة من ضرورات الدين كان أصلاً متفقاً عليه بين جميع الرسالات ومقصداً كبيراً في جميع التشريعات، مبينا أن الاجتماع ضرورة دنيوية لا صلاح للحياة إلا به ولا استقرار دونه ولا يتم أمر العباد فيما بينهم وانتظام مصالحهم إلا بالاجتماع وتابع فضيلته بالقول أن لا سبيل لاستعادة الأمة لمجدها ولم الشمل وعزة الجناب وتحصين المجتمعات إلا باجتماعها فهو السبيل الأمثل لتحقيق آمال المسلمين ودفع آلامهم ، قال جل شأنه (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) وأشار فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اهتم لذلك الأمر أشد الاهتمام فبينه لأصحابه بالقول وقربه لأذهانهم بالخط في الأرض ليرسخ هذا في أذهانهم قال ابن مسعود رضي الله عنه ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) . وبين فضيلته في الاجتماع على الهدى تحل الرحمة ومن صفات المؤمنين أنهم رحماء بينهم وهو نعمة امتن الله بها على عباده قال تعالى (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )) ووأضح فضيلته أنه كما أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع نهاهم عن الاختلاف والفرقة قال تعالى (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً )) وبين فضيلته أن الاستقامة على الدين والألفة عليه هو السبيل للنجاة وهو طريق المرسلين قال عز وجل (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )) وقال فضيلته إن في لزوم جماعة المسلمين العصمة والنجاة من الفتن وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم .