المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 23 نوفمبر 2024
بواسطة : 12-06-2016 07:15 مساءً 12.9K
المصدر -      المسجد لغة موضع السجود، وشرعا كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون الصلوات الخمس جماعة، وقد يطلق على ما هو أعم من هذا فيدخل فيه ما يتخذه الإنسان في بيته ليصلي النافلة أو ليصلي فيه الفريضة عند وجود مانع شرعي يمنعه من أدائها جماعة في المسجد الذي يقيم الناس فيه الجماعة، ومن ذلك ما رواه البخاري وغيره عن جابر قال: قال رسول الله «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل..» الحديث. وهنا سأعرض عدد كبيرا من الساجد وتاريخها خلال شهر رمضان المبارك. الجامع الأزهر.. أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي ويكاد أن يكون الجامع الأول في العالم الذي لعب أدواراً دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية. إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الاسلامية، ودوره السياسي في مواقفه المشهودةفي التصدي لظلم الحكام وتحريك الثورات ضد المحتل الأجنبي. كما لعب دوراً ثقافياً وفكرياً من مناقشات ومداولات وإلقاء الخطب. أما دوره المعماري فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء. لذا ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وثقافية للمسلمين. إنه الأزهر الذي تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا. تم إنشائه عندما قدم القائد جوهر الصقلي إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها تم له ذلك دون أي عناء لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع التي بنيت بها. فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سنة 21هـ/ 641م، وجامع العسكر في مدينة العسكر سنة 133هـ/ 750م وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع سنة 265هـ/ 879م.وقد شرع جوهر الصقلي فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة وليكون مركزاً للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م بناء الجامع عامين وأقيمت أول جمعة به سنة 361 هـ/973م وعرف بجامع القاهرة. *موقعه وكان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية ويقع بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، ومن الآثار القريبة منه التي يمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بزارعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبد الرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية لترى عراقة العمارة القديمة. ويعد المسجد خير مآثر لمعالم المدينة الفاطمية فيأوائل القرن العاشر الميلادي. تسميته لم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر. وتسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة.. وسمي الجامع الأزهر لأنه يكبر الجوامع الأخرى حجماً.. والبعض قال إن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه. وصف الجامع إن الطراز المعماري للجامع الأزهر مميز بمساحته التي تحتل 12 ألف متر مربع وهندسة البناء، وللجامع ثمانية أبواب، الجانب الغربي المطل على ميدان الأزهر باب المزينين والباب العباسي (نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني) وفي الجانب الجنوبي توجد أبواب المغاربة والشوام والصعايدة.. أما الجانب الشمالي فتوجد الجوهرية والشرقي باب الحرمين والشورية.. وله من المآذن خمس، ثلاث منها داخل باب المزينين منهما مئذنة الأقبغاوية ومئذنة قنصوة الغوري، كما توجد مئذنة رابعة بجانب باب الصعايدة ومئذنة خامسة بباب الشورية. وينقسم الأزهر إلى رواقين، الرواق الكبير القديم ويلي الصحن ليمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة.. أما الرواق الجديد والذي أنشأه عبد الرحمن كتخدا فيظهر بعد الرواق القديم ويرتفع عنه نصف ذراع.. كان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد. وبالمسجد أكثر من 380 عمودًا من الرخام الجميل جلبت تيجانها من المعابد المصرية القديمة وترتكز بعض «البكيات» على أعمدة رخامية بيضاء وعلى أكتاف وعقود. *التاريخ المعماري للجامع مع تعاقب الحكام على حكم مصر ظل الجامع الأزهر موضع رعاية ملوكها وسلاطينها وأمرائها، مما نجم عنه تغيير أكثر معالمه الفاطمية. حتى أصبح بوضعه الحالي حصيلة إضافات من العمران ضمت إليه في أزمان متتابعة.كانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن. وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة. ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه، عما كان عليه من قبل. لم تمضي فترة على إنشاء الجامع حتى قام "العزيز بالله بن المعز" بإجراء أعمال تكميلية به وفي سنة 400هـ/1009م جدده "الحاكم بأمر الله الفاطمي" وأوقف عليه عدة أوقاف، كما قام الخليفة "الآمر بأحكام الله" بعمل محراب للجامع من الخشب يعلوه كتابة بالخط الكوفي كما قام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله. " في الفترة من سنة 524 إلى سنة 544هـ/1129–1149 بزيادة مساحة الأروقة، وأقام قبة جصية منقوشة نقشا بارزا وفي العصر المملوكي عنى السلاطين المماليك به، بعدما كان مغلقا في العصر الأيوبي لمحاربة المذهب الشيعي في مصر. فنجد أن الأمير "عز الدين أيدمر "استأذن السلطان الظاهر بيبرس البند قداري سنة 665هـ/1266م في عمارته فأذن له وقام بتجديد الجامع وإصلاحه بعد أن أصابه الإهمال. واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في يوم 18 ربيع الأول سنة 665 هـ/19 من نوفمبر 1266موفي عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، أنشأ الأمير علاء الدين طيبرس أمير الجيوش المدرسة الطيبرسية سنة (709هـ -1309م)، وألحقها بالجامع الأزهر. وأنشأ الأمير علاء الدين آقبغا سنة 740 هـ/1340م المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع ) وبها محراب بديع، ومنارة رشيقة. وأقام الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان المملوكي الأشرف برسبايالمدرسة الجوهرية في الطرف الشرقي من الجامع. وتضم أربعة إيوانات. أكبرها الإيوان الشرقي وبه محراب دقيق الصنع، وتعلو المدرسة قبة منقوشة. إلا أن أهم عمارة كانت بالجامع هي التي قام بها السلطان قائبتاي خلال سنوات حكمه بدأت بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع. وأقام على يمينه سنة 873 هـ/1468م مئذنة رشيقة من أجمل مآذن القاهرة ثم قام السلطان المملوكي قنصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين، وهي أعلى مآذن الأزهر. وتعتبر طرازا فريدا من المآذن بالعمارة المملوكية.أما في العصر العثماني فنجد أن ولاة مصر في ذلك الوقت قاموا بعدة أعمال بهو أوقفوا له عدة أوقاف وأقاموا به عدة أروقة وزوايا منها الرواق الحنفية وزاوية العميان ورواق الأتراك ورواق السليمانية ورواق الشوام. إلا أن أكبر عمارة حدثت للجامع كانت في عصر "عبد الرحمن كتخدا" سنة116هـ/ 1753م حيث زادت مساحة الجامع مساحة كبيرة كما أنشأ به قبة وعمل به عدة أعمال كان منها عمل باب المزينين وهو الباب الرئيسي للجامع حالي أيضا في عصر محمد على باشا وأسرته تم عمل عدة تجديدات وإصلاحات بالجامع. أكبرها في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حيث أمر بإنشاء مكتبة للأزهر الشريف أودعت بها نفائس الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية، كما جددت المدرسة الطيبرسية في شوال 1315 هـ/1897م. وأنشأ رواقًا جديدًا يسمي بالرواق العباسي نسبة إليه، وهو أكبر الأروقة. دور الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية للأزهر*فضل كبير في الحفاظ على التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805. فظل دائماً جامع وجامعة يأتى إليه الطلاب من سائر الدول العربية. *الأزهر جامع وجامعة شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ/أكتوبر 975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت. ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجري عليهم رواتب مجزية، وأ قام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد. وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية باعتباره معهداً للدراسة المنظمة. وظل الأزهر علي هذا المنوال من تدريس الفقه الشيعي وتعليم وتأهيل دعاة مذهب الفاطميين. حتى توقفت الدراسة به تماما في العصر الأيوبي لأن الأيوبيين كانوا يعملون على إلغاء المذهب الشيعي، وتقوية المذهب السني بإنشاء مدارس لتدريس الحديث والفقه كما كان متبعا في جامع عمرو بن العاص في السابق. وقل الإقبال على الأزهر في العصر الأيوبي. لكنه استرد مكانته في العصر المملوكي بعدما أصبح تدرس فيه الفقه والمذاهب السنية فقط. فشهد إقبالا وازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي كانت تضم العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام. وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة. وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ليتردد على حلقات العلماء ويختار ما يريد من العلماء القائمين على التدريس. وكان الطالب غير ملتزم بالانتظام في الدراسة؛ فقد ينقطع عنها لفترة ثم يعاودها. ولم تكن هناك لوائح تنظيمية تنظم سير العمل أو تحدد المناهج والفرق الدراسية وسنوات الدراسة. والطالب لو أصبح مؤهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ استأذنهم وقعد للدرس. فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم، انفضوا عنه وتركوا حلقته، أما إذا التفوا حوله، ولزموا درسه، ووثقوا فيه، فتلك شهادة بصلاحيته للتدريس. بعدها يجيزه شيخ الأزهر فيحصل على شهادة الإجازة في التدريس. وظل هذا النظام السابق متبعا حتى الخديوي إسماعيل عندما أصدر أول قانون للأزهر سنة (1288 هـ/1872م) لتنظيم حصول الطلاب على الشهادة العالمية وحدد المواد التي يمتحن فيها الطالب بإحدى عشرة مادة دراسية شملت الفقه والأصول والحديث والتفسير والتوحيد والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق. وطريقة الامتحان بأن يقوم الطالب بالجلوس فوق أريكة المدرس، والممتحنون أعضاء اللجنة يتحلقون حوله في وضع الطلبة. فيلقي الطالب درسه. ويقوم الشيوخ بمناقشته في مختلف فروع العلم. وقد يستمر الامتحان لساعات طويلة لا تقطعها اللجنة إلا لتناول طعام أو لأداء الصلاة. حتى إذا اطمأنت من تمكن وتأهيل وحفظ الطالب أجازته وأعطته درجات لتحديد مستواه. وصدر المرسوم الملكي رقم 26 لسنة 1936م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها للقيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها، وتخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. وحدد المرسوم اختصاص هيئة كبار العلماء وقصر كليات الأزهر على ثلاث هي: كلية الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها. الأزهر الأن هو الهيئة العلمية الإسلامية لكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة.... ويرأس المجلس الأعلى للأزهر". ويندمج الجامع الأزهر الأن تحت أسم (هيئات الأزهر) وهي: المجلس الأعلى للأزهر. مجمع البحوث الإسلامية قطاع المعاهد الأزهرية جامعة الأزهر شيوخ الأزهر * كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شئونه منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي. فقد أنشئ وقتها منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر. وتولى المنصب منذ استحداثه حتى الأن 47 شيخ أزهري.