سعيد بن معتوق الزبيدي المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد نتكلم اليوم عن موضوع مهم جدا وانتشر بين الناس. ونسأل الله السلامة والعافية من ذلك. في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهورعلى السطح بشكل مقلق وهي "تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات"!!!
.. الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون .. هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه!!!
.. يقول صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافئ ....... ) فإن زرتني زرتك .. وإن أعطيتني أعطيتك .. وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك .. فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!!!
.. من الضروري أن تضع خطوطا حمراء لزوجتك ( او لزوجكِ) و لأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك .. فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض. لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد ، وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم!!!
.. روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له .. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك..
.. الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقا مرسومة في شجرة العائلة .. ولا أرقاما هاتفية مسجلة في هاتفك..
وشهر رمضان المبارك فرصة للتوبة إلى الله. وحتى تكون أعمالك اخي العزيز مقبولة عن الله. فإن أعمالك مرهونة بن تصلح ما بينك وبين أخيك أو قريبك أو أحد بينك وبينه شحنا. نسأل الله لنا ولكم التوفيق في.
والله أعلم وصل الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.