المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رمضان بمحافظة الطائف .عـودة دفء العلاقات العائلية من صخب الحياة العادية
بواسطة : 30-05-2016 12:34 صباحاً 16.3K
المصدر -  فوز العواد* - الطائف*

تحتفي الأسر الطائفية**بشهر رمضان المبارك في أجواء روحانية متميزة بالإكثار من العبادة وإحياء عادات وطقوس رمضانية خاصة بأهل عاصمة السياحة العربية وعروس المصائف*. فشهر القرآن لدى أهالى الطائف خصوصا والسعودية عموماُ*مناسبة تستعيد فيها العلاقات العائلية شيئا من الدفء الذي سرقته منها الحياة العادية الصاخبة، ويمثل فرصة نادرة للمّ شمل أفراد الأسرة حول مائدة واحدة بعد أن فرقها نمط الحياة العصرية طوال السنة.

يبدأ أهل الطائف، خاصة سكان المحافظة الجميله ، استعداداتهم لصيام شهر رمضان منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، وذلك بتنظيف البيوت وتبييض الواجهات وتزيين المحلات، فتتزين المدينة بأبهى حللها، حيث تبرز مظاهر الاحتفال خلال هذه الأيام التي يطلقون عليها، كما هو الشأن في مناطق " الشعبنه والاستعداد لرمضان" .

المائدة االطائفية

وبخصوص إعداد الموائد الرمضانية، فإن أسر الطائف*دأبت على إعداد أكلات رمضان بطريقة تقليدية، حيث تسهر ربات البيوت، حسب الاخت " فاطمه الهذلي "*، على إعداد شتى أنواع الحلويات خاصة “البسبوسة” و" الكنافة "* التي تشتهر بها المنطقة، إضافة إلى إعداد متطلبات أخرى لمائدة الإفطار *ك”الشربه المنفردة بها الطائف*” و”االقطائف”، الذي يتم تحضيره بالمكسرات ك”اللوز والجوز*” *وتخلط المكونات مع الدقيق المحمص بالفرن الشعبي، الذي مازال موجودا وتجيده بعض السيدات في الطائف*، حيث ينشط أكثر في هذه المناسبة. وتضيف الحاجة فاطمة، وهي امرأة مسنة آثرت العيش في وسط الطائف في الشهداء القديمة*، أنه من أجل إضفاء التميز على المائدة الطائفية**التي لا تستقيم بدون “*الشوربة والسنبوسة بالعجين*”، حيث تعد ربات البيوت “الحب المجروش للشوربة وتجهز من الليل*” .

إضافة إلى التمور التي تغزو الأسواق بفضل انتماء المنطقة إلى اكبر سوق للتمور الواردة من ضواحي الطائف والمحافظات الشرقية**الزاخرة بهذه المادة الغذائية، ثم السمك طاجين أو مقلي أو “الطنجية”، إما بالكوارع أو بلحم الغنم أو البقر.

أما الاستعداد الروحي فيمثل الحيز الأكبر لدى الطائفيين*الذين يتهيئون قبل حلول شهر رمضان إلى ترك ما اعتادوه من مألوف وفعل ما يزكي النفس والروح حيث أن الاستعداد لرمضان يأخذ طقوسية خاصة حيث تنشط *المساجد المتواجدة بالمحافظة* بمجرد دخول شهر شعبان وتبدأ حلقات الذكر والسماع الايمانى**وتلاوة القرآن الكريم بهذه الفضاءات الدينية والروحية.

ومن اللحظات الجميلة في رمضان بالطائف كسائر محافظات المملكة*، تلك التي تعقب فترة الإفطار وصلاتي العشاء والتراويح، حيث تدب الحياة من جديد في الشوارع**التي تنشط ويغدو ليلها كنهارها في حركة وحياة مطبوعة بأجواء من المشاعر الدينية العميقة، وتقام بعد كل يوم صيام أمسيات روحانية وتنشيطية.

فقدر الشوارع الرئيسية سواء بحي البلد**أو بالمنتزهات**أن تنعم بلحظات سكون قليلة بعد الإفطار لتستعيد صخبها ووهجها وتبتدئ أجواء الاحتفال.

فبينما تعج المقاهي الترفيهية المتراصة، جنبا إلى جنب، بالمئات من الرواد الذين ينتمون لمختلف الشرائح العمرية، والذين يتسابقون للحصول على مقعد لتزجية الوقت في انتظار موعد “السحور” يفضل بعضهم التوجه برفقة عائلاتهم إلى الفضاءات التجارية من أجل التسوق فيما يقصد آخرون الفضاءات العمومية للترويح عن النفس.

ليلتا النصف و القدربالطائف

وتتميز ليلتا النصف وليلة القدر بالطائف*بكونهما حدثا دينيا عظيما، فلم تكن ليلة منتصف شهر رمضان تختلف عن ليلة القدر، فبالنسبة لبعض العائلات *يتوجه المصلون إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة لصلاة العشاء ولا يبرحونه إلا بعد أداء صلاة الصبح، حيث يذكرون الله قياما وقعودا ويتلون القرآن ويتدارسونه.

ويتم إحياء هذه الليلة المباركة بطقس يتميز به هذا الشهر الكريم ، *وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح، يتوجه الاسر الى منازلهم *والتقيد بالعبادات كما ينبغي**، فيما تحضر ربات البيوت بعض الاكل في بعض الاحياء**توزع على المساجد ، التي يعتكف فيها المصلون إلى حدود طلوع الفجر.

ولأن رمضان مناسبة دينية بامتياز، فإن أهل الطائف**لا يستقيم لهم شهر الصيام دون التزام بكل جوارحهم وملبسهم**تليق بالمناسبة الروحانية في هذا الشهر الكريم ، ويلتزمون بكل ما يرتقي وهذا الشهر الذي خصص للعبادة وبذل الطاعات .

*