المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
شيخ الأزهر يواصل رحلته الإيمانية مع أسماء الله الحسني
بواسطة : 17-04-2022 10:52 مساءً 15.7K
المصدر -  قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن اسم الله "القهار" قد ورد في القرآن بصيغة "القهار" كما ورد أيضا بصيغة "قاهر"، مضيفا أن العلماء قد بحثوا في المعنى اللغوي لهذا الاسم فوجدوا أنه مأخوذ من القهر والإذلال، أو الخضوع المطلق لأي قوة مخضعة لغيرها، بمعنى أنه ـ تعالى ـ قاهر الجبابرة وقاسم ظهورهم إما بالموت أو بالهزيمة أو بالمرض لأن الحكمة تقتضي هذا، فالعدل الإلهي والمنطق الإنساني يقول لابد من التصدي للذين يعبثون بعباد الله ويتجبرون في الأرض على الضعفاء، وأن تكون هناك قوة قاهرة لهم.
وأوضح الإمام الأكبر - خلال الحلقة السادسة عشر من برنامجه الرمضاني "حديث الإمام الطيب" - أن القهار يعني أن كل المخلوقات خاضعة لمشيئة الله ـ تعالى ـ وقدرته وإرادته ومقتضى علمه، فالكون بأكمله وبكل مكوناته خاضع لقانون إلهي محدد لا يختل لحظة واحدة، مشيرا إلى أن هذا نوع من الخضوع أو القهر وظيفته تنظيم الحياة، على غرار ما نراه من خضوع الإنسان للقوانين لتنتظم حياته، فالكون هكذا مصنع كبير لا يعمل بالصدفة وإلا كانت الدنيا دخلت في بعضها منذ أول لحظة، ومن دلائل أن "القهار" تعني القانون الإلهي المسيطر، كما يقولون تخلف الإرادات والمشيئات، بمعنى أن الإنسان أحياناً أو دائماً يرتب أموره، وعنده الإمكانات اللازمة كلها، ويخطط ويقدر ويبدأ في الموضوع وكأن النتيجة في يديه؛ ثم يفاجأ بالنتيجة العكسية تماماً، وبما يعني أن هناك قوة قاهرة قلبت كل هذه الترتيبات رأسا على عقب.
وبيّن الإمام الأكبر أن منكري اسم الله "القهار" بين فريقين، فريق سبق له الإيمان بالله وعرف الحقيقة لكنه يعاند، فهذا ملحد وينكر أن يكون الله هو العدل، أو أن يكون هدفه الشوشرة على هذا المعنى بقوله "كيف يكون إلها ويكون قهارا" وهذا الكلام قديم وليس جديدا، فهذا يعني أنه وصلته الدعوة ونظر في هذه الدعوة بلغته ثم فكر فيها ثم وصل إلى أنها هي الحق، ثم بعد ذلك استنكر، مصداقا لقوله تعالى "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" فهذا هو من يكفر بعد الإيمان، وهناك من بلغته الدعوة مشوهة فحاد عن الطريق ولجأ إلى التطرف والعنف، مشيرا إلى أن هناك من لم تبلغه الدعوة من الأساس، ومثل هذا الشخص كيف يؤاخذه الله وهو لم يعرف من هو محمد "صلى الله عليه وسلم" ولا ما هي رسالته ولم يقرأ القرآن، مصداقا لقوله تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"، فالله تعالى لا يعذب إلا إذا ألزمك الحجة، بأن يرسل لك رسولا مؤيدا ومصدقا بمعجزات من عنده.