المصدر -
فجرت شفتا الداعية الشيخ عبدالله السويلم، أزمة جديدة على صعيد الدعاة، بإعلانه فتوى على إحدى الفضائيات بأن «الرجل كله عورة إلا وجهه وكفيه»، وأن «الصدر والبطن والفخذ عورة كما هو حال المرأة بين النساء».
وفيما ثارت التعليقات في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي ضد الداعية، خاصة التغريدات على تويتر، اعتبر رئيس مركز الوسطية للأبحاث الدكتور عيسى الغيث، ما صدر في القناة الفضائية نتيجة تنصيب غير المؤهلين للدعوة والخطابة والفتوى؛ فيشوهون الدين وينفرون الناس، مشددا على أنه «كلام غير صحيح جملة وتفصيلا».
وبحسب *عكاظ عند سؤال الداعية السويلم عن مرجعية فتواه، استدرك مؤكدا أنه لم يقصد الحالات العامة التي يظهر فيها الرجل أو يتواجد فيه، وقال «إنما كان المقصود بذلك مخالفات مراكز (المساج)، وأن الحديث خاص باللمس وكشف الجسد في تلك المراكز، كما لا يجوز للمسلم أن يعرض نفسه لهذه الحالات».
وردا على ذلك، أوضح أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ صالح بن غانم السدلان، أن القول بأن الرجل كله عورة إلا وجهه وكفيه غير صحيح.وقال: عورة الرجل من السرة إلى الركبة والعورة المغلظة (السوءتان القبل والدبر)، وستر الإنسان بدنه سنة، وينبغي ولا يستحسن الناس حضور اللقاءات إلا مستترا جميع بدنه لكنه ليس واجبا.
كما وصف أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور غازي بن غزاي المطيري تشبيه عورة الرجل بين الرجال كعورة المرأة بين النساء، بالقول الشاذ الذي لا دليل عليه، فقد أجاز الله ورسوله بل أوجب على الرجل أن يتحلى بحلية الإيمان في الموسم أي في الحج والعمرة ويتخلى عن لباسه ما عدا إزارا ورداء، «ولو كان كما قال لحرم عليه تعالى كشف رأسه، وما قد يبدو أحيانا من بطنه وظهره ولاسيما حين الطواف في القدوم، حيث أمر المسلم بأن يكشف منكبه الأيمن في الأشواط الثلاثة الأولى، ولم يقل أحد من الفقهاء بمثل ما قال الداعية، والإجماع على أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، ولكنه في الصلاة مأمور أن يتزين في صلاته، ومن هنا فإن التشدد في إيجاب ما لم يشرعه الله لا يختلف عن تحليل الحرام، فكلاهما تشريع، والتشريع حق لله سبحانه وتعالى»
.إلا أن الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الشيخ الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ يقول «إن عورة الرجل بالنسبة للرجل مسألة فقهية اختلف فيها الفقهاء، فيكون في الصلاة بين السرة والركبة إذا لم يجد الإنسان ما يستر به بدنه، لكنه إذا استطاع ذلك فيتستر حياء من الله تعالى».وأضاف: «ديننا دين حياء وستر، ولذلك لا يخرج المسلم شيئا من أعضاء جسده المستترة أمام الناس، وإنما يسترها حياء من الله ثم الناس، وخلق الحياء خلق كريم أرشدنا النبي له وهو شعبة من شعب الإيمان، كما أنه يغطي جسده ولا يكشف شيئا منه إلا في الضرورة كما يحصل لدى الطبيب وغير ذلك».