المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
د.عادل بن عبدالتواب الشناوي*تأثير التدخين على الجهاز التنفسي*
بواسطة : 26-02-2022 12:45 صباحاً 11.0K
المصدر -  
أكد د.عادل بن عبدالتواب الشناوي استشارى الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي بالرياض أن التدخين يمثل مشكلة كبيرة على الصحَّة العامَّة حيث يموت الملايين حول العالم بسبب التدخين كلَّ عام. وتحدث هذه الوفياتُ بفعل السرطانات ومشاكل التنفُّس والسكتات والكثير من الأمراض المرتبطة بالتدخين. كما يسبِّب التدخين أعداداً أكبر من حالات الإعاقة والألم والمعاناة الناجمة عن مختلف الأمراض.*
وأضاف إن التدخين أو الاستنشاق هو تلك النوبات من احتراق التبغ وسحبها دخانها بالفم ليتم دخول أثر احتراقها من دخان وما يحمله أثر احتراق التبغ في الفم والأنف ومنهما إلى الجهاز التنفسي للإنسان .. ويتم التدخين بطرق متنوعة عن طريق السجائر الورقية الملفوفة أو الغليون.
وهناك من يمضغ أوراق نبات التبغ... وهناك من يجففها ويعالجها ثم يلفها بسجائر من الورق ويحرق طرفها ثم يقوم بعملية سحب الهواء المحترق للسيجارة .. ويعتبر التدخين عادة شعبية عامة نجدها في كل أنحاء العالم تقريبا تحتوي السيجارة العادية الواحدة على حوالي 4000 مادة كيميائية بعضها سام بدرجة كبيرة .. وهناك على الأقل 43 من هذه المواد تسبب السرطان.
*والنيكوتين يعتبر المادة الرئيسية في دخان التبغ وكلاهما سام بدرجة كبيرة .. حيث يسبب التدخين أمراضا خطيرة كثيرة بعضها يؤدي إلى الموت كسرطان الرئة وتصلب الشرايين .. والرئة هي مخزن التنفس وهي الجزء الأساسي في الجهاز التنفسي
وأشار إلى أن دخان السجائر آلاف المواد الكيميائيَّة، ستُّون مادَّة منها على الأقل مسرطنة. النيكوتين هو المادَّة التي تسبِّب الإدمان على التدخين، وهو مادَّة تُحدث إدماناً شديداً. وتعلم شركات تصنيع السجائر هذه الحقيقة، فتتلاعب بمستوى النيكوتين في السيجارة من أجل إحداث الإدمان عند المدخِّن. يجري امتصاصُ النيكوتين بسرعة إلى مجرى الدم، وذلك في غضون ثلاثين ثانية من دخوله الجسم، ثمَّ يصل إلى الدماغ، حيث يؤدِّي إلى إطلاق مواد كيميائيَّة خاصَّة تولِّد شعوراً بالبهجة والطاقة. ومن هذه المواد الإيبينفرين. ويُوصَف هذا الشعور عادة بأنَّه نوع من "السعادة" أو "النشوة". بعد نصف ساعة، يتلاشى هذا الشعور، ويصبح المدخِّن محبطاً ومتعباً. وهذا هو ما يدفع المدخِّن إلى إشعال سيجارة أخرى. وتتكرَّر هذه الدورة من الانتعاش والهمود باستمرار، وهذا ما يقود إلى الإدمان. ولمَّا كان الجسم قادراً على تحمُّل المزيد من النيكوتين، فإنَّ المدخِّن يدخِّن بالتدريج مقادير أكثر فأكثر للحصول على المستوى نفسه من "النشوة

ويعتبر المدخنون في تعرض لخطر زائد من سرطان الحنجرة والتّجويف*الشفويّ*,*المريء*,*المثانة والكلية* والبنكرياس ، ويزيد التدخين من خطر الموت ومن الالتهاب الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة وزيادة مضاعفات أمراض القلب وشرايينه. كما يزيد التدخين من حالة السكتة الدماغية بنسبة 50 %... إنه يسبب سرطان الفم ويزيد في أمراض الحلق والجنجرة والبعلوم والمريء. وأما نسبة زيادة سرطان الرئة وانتفاخ الرئة فتعتمد على طريقة الاستنشاق وكمية التدخين.*حيث يحتوي السّيجار*ودخّان*الغليون*المركّبات*السّامّة*و*السرطانيّة وعلى الرغم من*ذلك فإن مبيعات*السّيجار*في*الولايات*المتّحدة*قد*زادت بنسبة 50*في*المئة*منذ*1993.
وقد نشرت وكالة حماية البيئة*EPA*في أمريكا بيانا أكدت فيه أن التدخين يسبب حالات سرطان والتهاب رئوي حتى لنسبة من غير المدخنين حيث أكدت الدراسة موت 3000 شخص غير مدخن بسبب استنشاق التدخين لعناصر الدخان السامة.
والتدخين لا يؤثر على المدخن فقط فهو يؤثر على أفراد العائلة وخصوصا الأطفال .. فالأطفال الذين يكون أباؤهم مدخنين هم أكثر عرضة لأمراض كالإنفلونزا وأمراض الأذن والربو والالتهاب الرئوي .. أما الأطفال المولودون من أباء وأمهات مدخنين يكونون أخف وزنا وأكثر عرضة لأمراض تنفسية وهم أكثر تعرضا لأن يدخنوا في سن المراهقة وعند البلوغ.

وحول تأثير التدخين على الرئتين قال الدكتور الشناوى إن
*كلُّ الغازات السامَّة التي يستنشقها المدخِّن تُؤذي بطانة الرئتين. تكون بطانةُ الرئة لدى الشخص السليم ناعمة جداً ورقيقة، وتسمح بتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الدم والهواء. أمَّا عند المدخِّن فتصبح بطانةُ الرئتين الناعمة الرقيقة سميكةً جداً وسوداء ومتندِّبة. وهذا ما يعيق الرئتين عن القيام بوظيفتهما. هناك شعيراتٌ دقيقة لا تُرى إلاَّ تحت المِجهَر، تُغطِّي قسماً من بطانة أنبوب التنفُّس والرئتين، وهي تُدعى الأهداب. ووظيفةُ هذه الأهداب هي التخلُّص من الغبار والشوائب وغيرها من المواد الضارَّة التي يمكن أن تدخل مع الهواء عند التنفُّس. وبما أنَّ التدخين يدمر الأهداب، فإنَّ قدرة رئة المدخِّن على تنظيف نفسها تكون محدودة للغاية. وهذا ما يسبِّب كثرة العدوى الرئوية (أو الالتهاب الرئوي) التي تسبِّب بدورها حالة من التَّنَدُّب وصعوبة التنفُّس. تشتمل الأمراضُ الرئوية التي يسبِّبها التدخين على:
_التهاب القصبات.
_الداء الرئوي السادّ المزمن.
_ انتفاخ الرئة.
_ توسُّع القصبات.
_ *مرض السبيل التنفُّسي التحسُّسي أو التَّفاعلي*.
يؤدِّي التدخين إلى تفاقم أمراض الرئة الأخرى، مثل الربو. يمكن أن تسبِّب أمراض الرئة العجز الشديد؛ فقد يعجز مريض الرئة عن العيش دون التزوُّد بأكسجين إضافي طوال الوقت. وعندما يكون تنفُّس المرء معاقاً، فإنَّ الشخص يصبح معتمداً على الآخرين وعاجزاً عن التمرين ويفقد لياقته البدنية.*

وحول علاقة التّدخين بسرطان الرّئة قال:
* هناك علاقة بين التّدخين وسرطان الرئة... فالتدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة...فقد لوحظ إحصائيًّا وجود علاقة مباشرة بين عدد السّيجارات التي يتم تدخينها واحتمال الموت من أنواع معيّنة لسرطانات الرّئة . وهذه السرطانات والأورام في الرئة تسببها مادة "الكاركينجن" الموجودة في التبغ. ورغم أن سرطان الرئة مجهول تقريبا لكن الظواهر التي تلاحظ والعلاقة بين المدخن وكثرة السرطانات من هذا النوع تشير إلى أن التدخين هو سبب لذلك.
أما عن علاقة التدخين بالكحة قال: يؤدي التدخين إلى زيادة الكحة بشكل كبير مما يؤدي إلى مضاعفات كثيرة كالتهاب الجهاز التنفسي *فالمدخن تكاد تخرج روحه حين يكح ليلا وقد يستخرج من فمه نخام أصفر مخلوط بأثر الدخان من صدره وبعض الدم.
وعن علاقة التدخين بالفيروسات قال: يشكل التدخين عاملا محفزا جدا لانتشار الفيروسات في الجهاز التنفسي... فالدخان يشكل على الأسنان طبقة صفراء تمنع الماء والمعاجين من الوصول إليها وبالتالي تكون تلك الطبقة الصفراء حصنا حصينا لتلك الفيروسات التي ما أن تجد الطريق تهجم على الجهاز التنفسي وعلى الحلق والأسنان وتسبب تسوسها... وهذا الفيروسات بدورها تساعد على نمو البكتيريا في المجرى التنفسي وتؤدي إلى التهاب الرئة التي تصبح صلبة وقاسية ..وحين يحدث الالتهاب الرئوي حين يتسلل الـ*bronchi*إلى الرئة فيسبب التهابها.. وللعلم فإن*الأمراض البكتيريّة التي تتم معالجتها بالمضادّات الحيويّة. لن تستجيب للمضادّات الحيويّة في حالة المدخن لوجود موانع كثيرة من الوصول إليها .. هذا بالإضافة إلى أن التدخين بحد ذاته يكون مهيجا كبيرا لها.:
وأشار إلى أن منظّمة الصّحّة الدّوليّة أكدت وجود علاقة بين التدخين السلبي وسرطان الرئة.**الدراسة قيد البحث دراسة تحكّم حالة على آثارETS*على خطر سرطان*الرّئة بين السكّان الأوربّيين. فالمدخن السلبي هو الشخص غير المدخن والذي يفرض عليه استنشاق ذلك السم (الزفير) الذي ينبعث من المدخن وشيء من دخان السجائر المنبعث حين احتراقها...وقد وجدت الدراسة أن كان هناك 16 % من الحالات المعرضة لخطر سرطان الرّئة بين*زوجات المدخّنين واللواتي لا يمارسن التدخين. أما في مقرات العمل فكانت نسبة التعرض لسرطان الرئة حوالي 17 % في غير المدخنين "الذين يعانون من التدخين السلبي".
كما تؤكد وكالة حماية البيئة الأسترالية وباعتراف*Neil Collishaw**بوجود علاقة قوية بين التدخين السلبي الرئيسي وسرطان الرئة وقد تم نشر ذلك في الصحيفة الطبية البريطانية عام 1997. وقد نشرت الآثار الصحية للتدخين السلبي على الانترنت تحت عنوان:*www.who.ch/ntday وقد أبلغت الدّراسة الحديثة في صحيفة جمعيّة*الكشف الطّبّيّ الأمريكيّ**الدليل المتزايد الذي يربط بين الدخّان السلبيّ**وسرطان الرّئة*.*درس الباحثون من بضع مراكز طبّيّة حالة 1093 امرأة مصابة بسرطان الرئة فتبين أن اللواتي أصبن بذلك هن 653 لحالتهن علاقة بالتدخين السلبي، وتبين أن النساء المتزوجات من مدخنين نسبة إصابتهن بسرطان الرئة تفوق المصابات الأخريات المتزوجات من أزواج غير مدخنين تزيد عن 30 %. وقد يتأثر حملهن بذلك .
لذا نشرت الجمعية تقريرا أعلنت فيه موت 3000 حالة مصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين السلبي .. ولذا نصحت بما يلي:
- تجنّب الدّخّان السلبيّ بقدر الإمكان
- شجّع المدخّنين ان يحاولوا ان يتوقّفوا , لصحّتهم وأيضا لك.
- امنع أطفال من يتعرضوا للتدخين السلبي.
وفي دراسة علمية تبين أن جين الكروموسوم*يتنشط بمفعول*النّيكوتين , و يسرع ورم السّرطان*.. وقد*نظر الباحثون في جامعة *Pittsburgh*إلى عيّنات نسيج الرّئة من 38 امرأة و 40 رجل ,*فتبين حالة*58 مصاب بسرطان الرّئة , لتحديد سواء كان لديهم نسخة نشيطة للجين لgastrin-releasing peptide receptor ( GRPR*) , حيث تبين أن هذا الجين يسّرع في نموّ الأورام .
*ويمكن أن يصنف*سرطان الرّئة*الناتج عن التدخين*في 3 أنواع خليّة رئيسيّة : سرطان خليّة ال squamous*وسرطان الخليّة الصغيرة *و*adenocarcinoma*. وهذه الأنواع السرطانية تعادل بقوتها ذلك السرطان الناشئ عن التعرض لإشعاع اليورانيوم .
*الخلاصة*
* إنَّ التدخين حالة من حالات الإدمان، ويجب معالجته على هذا الأساس. وتوضح الدراسات الحديثة الأسباب الكيميائية الحيوية للإدمان على التدخين. وهذه الدراسات ستؤدِّي إلى معالجات جديدة أكثر فعَّالية للتغلُّب على الإدمان. يحاول المدخِّنون الآن، أكثر من أيِّ وقت مضى، الإقلاع عن التدخين. وهناك برامج كثيرة الآن لمساعدة الناس على التخلِّي عن هذه العادة. عندما يقلع الشخص عن التدخين، يحاول الجسم أن يتعافى ويرمِّم بعض الأضرار التي نجمت عن التدخين. مثلاً، في غضون ثلاثة أشهر من الإقلاع تتحسَّن وظيفة الرئة بنسبة 30٪. وفي غضون سنة، يقلُّ خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف بالمقارنة مع مستوى هذا الخطر قبل ترك التدخين. بعد عشر سنوات من الإقلاع عن التدخين، تتراجع نسبة الموت بسرطان الرئة إلى النصف تقريباً. وتتراجع مخاطرُ الإصابة بالسرطانات الأخرى، ويصبح خطرُ الإصابة بالسكتات مماثلاً للخطر الذي يتعرَّض له غير المدخِّنين. إن الطريقة الأفضل للوقاية من كل المشاكل التي يسببها التدخين هو أن لا تبدأ التدخين أبداً. لذلك من المهمِّ جداً ألاَّ يشجِّع البالغون الأطفالَ على التدخين، ومن المهم بالقدر نفسه مساعدة المدخنين الذين يحاولون التوقُّف عن التدخين .
**** لقد وهب الله عز وجل الإنسان إرادة قوية يتجاوز فيها الصعاب ويتسلق بها الجبال ويتقوى بها على كل المغريات .. ولكن لا بد لذلك الإنسان أن يتبع الخطوات العملية والعلمية والمنطقية التي تساعده على التخلي عن عادة إدمان سيئة .. فالمدخن ليس بالضرورة أن يتم حجره صحيا ليتخلى عن تلك العادة الضارة .. فبقليل من الإرادة يستطيع أن يتخلى عنه وبالتالي يحافظ على جسمه معافى وعلى جهازه التنفسي سليماً.



**************************************************************************** **************