بواسطة :
29-03-2014 09:47 صباحاً
10.9K
المصدر -
مكة المكرمة :
** أوضح الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله من أجل ذلك حرم الفواحش .
وأكد خلال خطبة الجمعة أمس، أن الغيرة أسمى سمات الرجل الكريم والمرأة الحرة الكريمة والمسلم الصالح, وأن شقاء البشرية وتعاستها وفساد المجتمعات وتفككها في ذهاب الغيرة واضمحلال الكرامة .
وأكد أنه حينما يكون المجتمع صارما في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيورا على كرامته وكرامة أمته، مؤثرا رضا الله تعالى، على نوازع شهواته، حينئذ يستقيم في طريق الصلاح مساره وترتفع في منهج الإصلاح رايته .
وقال فضيلته، بصيانة العرض يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، وبتدنيسه ينزل الإنسان إلى أحط الحيوانات، بهمجيته ومن حرم الغيرة حرم طهر الحياة، ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء .
وأكد أن أهل هذا العصر، ابتلوا بانحراف مقيت، يريد تجريد الإنسان من إنسانيته، ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله بها وفضله فيها على كثير ممن خلق تفضيلا, وإن ما يخيف ويرعب مستوى المجاهرة في هذا الانحراف، الذي أصبحت تتبناه منظمات وقوانين وتشريعات، ليضيفوا الشرعية والإباحية على ما حرم الله وحرمته جميع الديانات وأبته الفطرة السليمة والنفوس السوية .
وأوضح أن اللواط يجلب الهم والغم والنفرة من الفاعل والمفعول به ويظلم الصدر ويكسو النفس وحشة ويذهب بالحياء ومن فقد الحياء استحسن القبيح واستقبح الحسن وذهب ماء وجهه, موضحا أن الله لم يبتل بهذه الكبيرة قبل قوم لوط عليه السلام أحدا من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقبها أحدا غيرهم، وجمع عليهم أنواع العقوبات من الهلاك وقلب الديار والخسف والرجم بالحجارة من السماء، وذلك لعظيم فسادهم وفظاعة جرمهم.
واستعرض فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، الإحصاءات العالمية التي تشير إلى أن معدلات انتشار مرض نقص المناعة الإيدز، تظهر في المخنثين من الرجال والمسترجلات من النساء، بنسبة تزيد على عشرين مرة عن غيرهم.
كما ذكرت المنظمة ظهور أوبئة جديدة من هؤلاء الشواذ اللوطيين والسحاقيات، في مناطق عديدة من العالم, كما تتراوح الإصابة فيما بين هؤلاء المخنثين والمسترجلات، إلى نسب تصل إلى 68%. ومن الأمراض التي يبتلى بها هؤلاء الشذاذ، الوباء الكبدي ومرض متلازمة أمعاء الشواذ والحمى المضخمة للخلايا مع أمراض عصبية واضطرابات نفسية وقلق واكتئاب وشعور بالنقص قد يقود إلى القتل والانتحار .
وأعرب عن أسفه من عدم قيام المنظمات الدولية المؤتمنة على الصحة في العالم بالتفكير أو التوصية بمنع هذه الجرائم وإنما اشتغلت بإيجاد ما أسمته الطرق الآمنة التي تؤمن احتياجات هؤلاء الشواذ واللوطية المخنثين، مع اعترافها بأنها لم تتمكن من كبح جماح انتشار فيروس الإيدز.
وقال، أي انتكاسة أعظم ممن يدعي أنه يحافظ على حقوق الإنسان وهو يحوله إلى بهيمة أو أحط من البهيمة، وأي حماية لهؤلاء الشذاذ، بل أي حقوق لمن ينتهك حرمات الله، ويقتل العفة وينحر الفضيلة إنها مسالك الجاهلية المظلمة .
وأوضح، أن من أسباب الوقوع في مثل هذه القاذورات والفواحش الإعراض عن الله والفراغ ووسائل الإعلام المنحرفة، وبعض الكتابات والمقالات المنحرفة والروايات الساقطة، إلى جانب التهتك والتبرج والسفور وما يدعو إليه من إطلاق البصر، والنظر بريد الزنا، وهو سهم من سهام إبليس، علاوة على سوء استخدام وسائل التواصل من الهواتف والشبكات والمواقع، وما يجره ذلك من سوء القول والعمل مما يوقع في سوء العواقب وسوء الفعال .
وأكد أن من ضعفت غيرته على دينه ضعفت غيرته على عرضه لا محالة، وأن انتشار الفواحش من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم، وأنها توجب سخط الله ومقته وإعراضه عن الواقع فيها.
مبينا أن من أسباب الوقاية والسلامة من هذه الفواحش، الإخلاص لله تعالى، واللجوء إليه وغض البصر، والبعد عن مواطن الفواحش وأماكن الريب، والاشتغال بما ينفع والاجتهاد في أنواع الطاعات والعبادات، والحرص التام على تماسك الأسرة، وبذل المزيد من الرعاية والعناية في الأبناء والبنات وحسن تربيتهم ووقايتهم من البيئات الموبوءة.