يستبشر أهالي بيشة وخاصة القرى الواقعة شمال المحافظة خيرا عند كل مرة يسمح فيها بفتح بوابة سد الملك فهد لتصريف المياه من بحيرة السد إلا أن تلك الفرحة لا تدوم طويلا لعدم وصول الكميات الكبيرة المتدفقة من المياه إلى قراهم بسبب الحفر العميقة في مجرى الوادي بسبب جشع أصحاب «الشيولات» الذين قاموا باستنزاف التربة ونهلها بكميات كبيرة جدا ، وعدم استكمال القناة الترابية ، وتغيير مسار الوادي ضاربين بالأنظمة عرض الحائط وسط غياب تام من المسؤولين عن مثل هذه التصرفات التي أدت إلى تدمير وادي بيشة في منظر يندى له الجبين.

أهالي شمال بيشة يطالبون بمحاسبة المتسببين في هذا الأمر الخطير حيث أن ما أحدثوه في الوادي من حفر عملاقة أدت إلى ابتلاع المياه المصرفة من السد،مسببا في عدم وصولها لمزارعهم الأمر الذي أدى إلى الجفاف وقتل جميع المزارع.

الأهالي كذلك ذكروا بأن مزارعهم الواقعة شمال بيشة تحرم في كل موسم للأمطار من مياه السيول وأيضا من مياه بحيرة السد التي يتم تصريفها من أجل تغذية الآبار لري المزارع التي ضربها الجفاف وكل هذا بفعل الحفر التي ابتلعت المياه وأوقفت جريانها للجهة الشمالية.

وأكد الأهالي بأن ما أسموه بــ «تجار الرمال» هم من قاموا بتدمير وادي بيشة وهم من يتحملون تعبات ذلك من استنزاف التربة ومن إعاقة وصول المياه للقرى الواقعة في شمال بيشة وعلى الجهات المعنية بمطالبتهم وإلزامهم بعمل وإعادة تهيئة مجرى الوادي من جديد وأخذ التعهد عليهم لعدم العودة لاستنزاف التربة وتدمير الوادي ومحاسبتهم بشكل عاجل.

عدد من الأهالي أضافوا بأن وضع وادي بيشة مؤلم ويجب تشديد الرقابة على مجرى الوادي واتخاذ الإجراءات الرادعة مع أي شخص يثبت اعتداؤه على حمى الأودية ومجاري السيول ،وهذه الحفر العميقة تبتلع نسبة عالية من المياه التي يتم تصريفها والبالغة 50مليون متر مكعب حيث تتراوح أطوالها إلى 400 م تقريبا وهذا كفيل بابتلاع كمية كبيرة منها، وحرمان المزارع الشمالية من هذه المياه؛ كما أن هذه الحفر أضحت مصدر قلق ورعب للأهالي والمتنزهين عند امتلائها ، حيث تسببت في غرق عدد من الضحايا الأبرياء ، وكذلك تشويه لجمال وادي بيشة والذي أصبح مرتعا للمخلفات والنفايات والحيوانات النافقة.