المصدر - .د.أحمد قعقع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بالحمادي:
تقلُّبات المناخ والحساسية أبرز أسباب التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال
*التشخيص الإشعاعي أفضل الوسائل للوقوف على طبيعة ودرجة المرض*
*إجراء المنظار الجراحي يفيد في العلاج في الحالات التي تستلزم ذلك
*
يعد التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال من أكثر الأمراض انتشاراً في فترات تقلُّب المناخ وتبدُّل الفصول، وكثيراً ما يتأخر علاجه بسبب تشابه الأعراض مع أعراض النزلات والرشح في الأنف ، مما يزيد من خطر المضاعفات، وهنا تتضح أهمية التشخيص الدقيق والمبكر للمرض.. لكن ما هو إلتهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال وأسباب حدوثه وأدق الطرق في التشخيص والعلاج.
الدكتور أحمد بن حسن قعقع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي بالرياض يجيب على هذه التساؤلات، فيقول يحدث التهاب الجيوب عند الأطفال عادة من سن أربع إلى عشر سنوات وغالباً ما يلعب المناخ وتبدلاته دوراً مهماً في ذلك، ولذا ينصح بوقاية الأطفال من تقلبات المناخ أو التحول في درجات الحرارة ، وأول الجيوب التي ستشكل هو الجيب الغربالي لذا يكون أكثر الجيوب إصابة بالإنتان ، وبسبب أن الجيب الفكي يتأخر تطوره حتى عمر عشر سنوات وكذلك الجيب الوتري، فإن الإصابة الإنتانية في كل منهما لا تشاهد قبل بلوغ الـ 13 عاماً، وهناك العديد من الظروف الموضعية المهيئة لحدوث التهاب الجيوب عند الأطفال التي لابد من أن نأخذها دوماً بعين الاعتبار، فالناميات السادة لمجرى الهواء الأنفي والأجسام الأجنبية وكذلك التهاب الأنف التحسسي هي الأسباب الرئيسية المسؤولة عن ذلك.
التشريح المرضي:
*وعما إذا كان التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال يختلف عنه عند الكبار يقول د. قعقع** التشريح النسيجي لالتهاب الجيوب المزمن عند الأطفال مشابه لنظيره عند البالغين ويمكن تمييز نوعين منه الأول مفرط التصنـع(وذمي–بوليبي). والثاني:ضموري (تليفي)،ويرتكز الالتهاب المفرط التصنع غالباً على تربة تحسسية كما أن ضمور الجيوب هو من الأمور الشائعة وغالباً ما يتشارك مع تشكلات ليفية ضامة، وسبب الضمور غالباً ما يكون التهاب الشرينات العظمية مع تشكل خثرات فيها تؤدي إلى توقف التروية الدموية وبالتالي الضمور، ويؤدي التهاب الجيوب الضموري إلى انحلال أو تقشر أو زوال البشرة للجيوب والقرينات وتسمك الطبقة تحت المخاطية.
وحول أعراض المرض يضيف د. قعقع يتميز التهاب الجيوب عند الأطفال بسيلان أنفي مزمن من جهة أو جهتي الأنف، كما تتكرر هجمات النزلة الأنفية وآلام الأذن، ويكشف الفحص عن نحول ونقص تغذية لدى الطفل وكذلك عدم الانتباه في النشاط المدرسي وبالتالي تأخر دراسي، ويكون السيلان من النوع المخاطي أو المخاطي القيحي أو القيحي، ويلاحظ انسداد أنفي من جهة الإصابة وهو انسداد متردد وقد يكون دائماً، ويعتبر الصداع من أكثر الأعراض أهمية وخاصة في الحالات الحادة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات، فالصداع الجبهي يشير لإصابة مجموعة الخلايا الغربالية الأمامية بينما يشير الصداع الصباحي الذي تخف حدته بعد الظهر إلى إصابة جبهية خاصة عند الأطفال الكبار،أما آلام الفك العلوي والأسنان الخاصة بهذا الفك، فتلفت الانتباه إلى إصابة الجيب الفكي خاصة إذا خفت شدة الألم بعد الظهر، كذلك فإن الجس المؤلم للمناطق الرقيقة من جدار الجيوب يعطي علامة مهمة بالتشخيص وخاصة عند الأطفال الكبار تماماً كما هي الحال عن البالغين.
وحول وسائل التشخيص والعلاج يقول أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي غالباً ما يهمل تشخيص التهاب الجيوب عند الأطفال، وذلك لأن التشخيص الشعاعي والشفافية الضوئية والذي هو بحق الوسيلة الأساسية للتشخيص لا يعول عليه عند الأطفال خلافاً للبالغين، والتشخيص يكون أكثر صعوبة منه عند الكبار لأن الأعراض لا تكون واضحة، فالألم غير المحدد حول الوجه والرأس مع الصداع قد يكون هو الشكوى الأساسية ولكن هذه الأعراض قد تغيب أحياناً.
ومعالجة التهاب الجيوب الحاد لها نفس المعايير العامة لأي اعتلال في الطرق التنفسية العلوية، فالمريض يجب أن يبقى في حالة الراحة التامة في السرير وفي غرفة رطوبتها 45-55% وبدرجة حرارة 21-22 درجة ويعطى الأسبرين أو أي مسكن مماثل عند اللزوم لتسكين الألم وتخفيض الحرارة التي قد ترتفع من 1-2 درجة بسبب تسمم جهازي قد يتطلب استعمال المضادات الحيوية وفي المراحل المبكرة يفيد استعمال مشتقات الأفدرين عن طريق الفم وذلك بجرعات صغيرة، حيث تفيد في التخفيف من الإحساس بثقل وامتلاء الرأس.
العلاجات الموضعية:
**** وبعد تراجع الوذمة والالتهاب يمكن إجراء بعض التدابير الموضعية، حيث يعالج انسداد الأنف باستعمال مقبضات الأوعية الأنفية الموضعية 1% فتوضع قطنة مبللة بالأفدرين قرب فوهة الصماخ المتوسط ثم يتم سحب المفرزات بشكل لطيف بواسطة الشفط، ومن الممكن تطبيق الغسول الأنفية بمحلول فيزيولوجي دافئ للأطفال الكبار، وكذلك إجراء غسيل للجيوب من خلال البزل (سحب السائل)، حيث يدخل إبرة البزل عالياً قرب ارتكاز القرين السفلي على جدار الجيب وعند الأطفال يكون في أعلى هذه المنطقة، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، ويجب أن تكون هذه الإجراءات محافظة قدر الإمكان وهي تعتمد على إجراء التفريغ في أقل زمن ممكن ، أما في الحالات التي تصنف تحت بند التقيحات المزمنة؛ فإن الإجراءات الجراحية تتوقف على عمر المريض وطول فترة المرض وكذلك على الإصابات الأنفية الحادة، والإجراء الجراحي المتبع في الماضي كان بفتح نافذة بالصماخ السفلي مع وضع قثطرة لإجراء الغسيل المتكرر للجيب ، أما في الوقت الحاضر فإن هذه العمليات تجرى بواسطة المنظار الجراحي.
*
تقلُّبات المناخ والحساسية أبرز أسباب التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال
*التشخيص الإشعاعي أفضل الوسائل للوقوف على طبيعة ودرجة المرض*
*إجراء المنظار الجراحي يفيد في العلاج في الحالات التي تستلزم ذلك
*
يعد التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال من أكثر الأمراض انتشاراً في فترات تقلُّب المناخ وتبدُّل الفصول، وكثيراً ما يتأخر علاجه بسبب تشابه الأعراض مع أعراض النزلات والرشح في الأنف ، مما يزيد من خطر المضاعفات، وهنا تتضح أهمية التشخيص الدقيق والمبكر للمرض.. لكن ما هو إلتهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال وأسباب حدوثه وأدق الطرق في التشخيص والعلاج.
الدكتور أحمد بن حسن قعقع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي بالرياض يجيب على هذه التساؤلات، فيقول يحدث التهاب الجيوب عند الأطفال عادة من سن أربع إلى عشر سنوات وغالباً ما يلعب المناخ وتبدلاته دوراً مهماً في ذلك، ولذا ينصح بوقاية الأطفال من تقلبات المناخ أو التحول في درجات الحرارة ، وأول الجيوب التي ستشكل هو الجيب الغربالي لذا يكون أكثر الجيوب إصابة بالإنتان ، وبسبب أن الجيب الفكي يتأخر تطوره حتى عمر عشر سنوات وكذلك الجيب الوتري، فإن الإصابة الإنتانية في كل منهما لا تشاهد قبل بلوغ الـ 13 عاماً، وهناك العديد من الظروف الموضعية المهيئة لحدوث التهاب الجيوب عند الأطفال التي لابد من أن نأخذها دوماً بعين الاعتبار، فالناميات السادة لمجرى الهواء الأنفي والأجسام الأجنبية وكذلك التهاب الأنف التحسسي هي الأسباب الرئيسية المسؤولة عن ذلك.
التشريح المرضي:
*وعما إذا كان التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال يختلف عنه عند الكبار يقول د. قعقع** التشريح النسيجي لالتهاب الجيوب المزمن عند الأطفال مشابه لنظيره عند البالغين ويمكن تمييز نوعين منه الأول مفرط التصنـع(وذمي–بوليبي). والثاني:ضموري (تليفي)،ويرتكز الالتهاب المفرط التصنع غالباً على تربة تحسسية كما أن ضمور الجيوب هو من الأمور الشائعة وغالباً ما يتشارك مع تشكلات ليفية ضامة، وسبب الضمور غالباً ما يكون التهاب الشرينات العظمية مع تشكل خثرات فيها تؤدي إلى توقف التروية الدموية وبالتالي الضمور، ويؤدي التهاب الجيوب الضموري إلى انحلال أو تقشر أو زوال البشرة للجيوب والقرينات وتسمك الطبقة تحت المخاطية.
وحول أعراض المرض يضيف د. قعقع يتميز التهاب الجيوب عند الأطفال بسيلان أنفي مزمن من جهة أو جهتي الأنف، كما تتكرر هجمات النزلة الأنفية وآلام الأذن، ويكشف الفحص عن نحول ونقص تغذية لدى الطفل وكذلك عدم الانتباه في النشاط المدرسي وبالتالي تأخر دراسي، ويكون السيلان من النوع المخاطي أو المخاطي القيحي أو القيحي، ويلاحظ انسداد أنفي من جهة الإصابة وهو انسداد متردد وقد يكون دائماً، ويعتبر الصداع من أكثر الأعراض أهمية وخاصة في الحالات الحادة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات، فالصداع الجبهي يشير لإصابة مجموعة الخلايا الغربالية الأمامية بينما يشير الصداع الصباحي الذي تخف حدته بعد الظهر إلى إصابة جبهية خاصة عند الأطفال الكبار،أما آلام الفك العلوي والأسنان الخاصة بهذا الفك، فتلفت الانتباه إلى إصابة الجيب الفكي خاصة إذا خفت شدة الألم بعد الظهر، كذلك فإن الجس المؤلم للمناطق الرقيقة من جدار الجيوب يعطي علامة مهمة بالتشخيص وخاصة عند الأطفال الكبار تماماً كما هي الحال عن البالغين.
وحول وسائل التشخيص والعلاج يقول أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي غالباً ما يهمل تشخيص التهاب الجيوب عند الأطفال، وذلك لأن التشخيص الشعاعي والشفافية الضوئية والذي هو بحق الوسيلة الأساسية للتشخيص لا يعول عليه عند الأطفال خلافاً للبالغين، والتشخيص يكون أكثر صعوبة منه عند الكبار لأن الأعراض لا تكون واضحة، فالألم غير المحدد حول الوجه والرأس مع الصداع قد يكون هو الشكوى الأساسية ولكن هذه الأعراض قد تغيب أحياناً.
ومعالجة التهاب الجيوب الحاد لها نفس المعايير العامة لأي اعتلال في الطرق التنفسية العلوية، فالمريض يجب أن يبقى في حالة الراحة التامة في السرير وفي غرفة رطوبتها 45-55% وبدرجة حرارة 21-22 درجة ويعطى الأسبرين أو أي مسكن مماثل عند اللزوم لتسكين الألم وتخفيض الحرارة التي قد ترتفع من 1-2 درجة بسبب تسمم جهازي قد يتطلب استعمال المضادات الحيوية وفي المراحل المبكرة يفيد استعمال مشتقات الأفدرين عن طريق الفم وذلك بجرعات صغيرة، حيث تفيد في التخفيف من الإحساس بثقل وامتلاء الرأس.
العلاجات الموضعية:
**** وبعد تراجع الوذمة والالتهاب يمكن إجراء بعض التدابير الموضعية، حيث يعالج انسداد الأنف باستعمال مقبضات الأوعية الأنفية الموضعية 1% فتوضع قطنة مبللة بالأفدرين قرب فوهة الصماخ المتوسط ثم يتم سحب المفرزات بشكل لطيف بواسطة الشفط، ومن الممكن تطبيق الغسول الأنفية بمحلول فيزيولوجي دافئ للأطفال الكبار، وكذلك إجراء غسيل للجيوب من خلال البزل (سحب السائل)، حيث يدخل إبرة البزل عالياً قرب ارتكاز القرين السفلي على جدار الجيب وعند الأطفال يكون في أعلى هذه المنطقة، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، ويجب أن تكون هذه الإجراءات محافظة قدر الإمكان وهي تعتمد على إجراء التفريغ في أقل زمن ممكن ، أما في الحالات التي تصنف تحت بند التقيحات المزمنة؛ فإن الإجراءات الجراحية تتوقف على عمر المريض وطول فترة المرض وكذلك على الإصابات الأنفية الحادة، والإجراء الجراحي المتبع في الماضي كان بفتح نافذة بالصماخ السفلي مع وضع قثطرة لإجراء الغسيل المتكرر للجيب ، أما في الوقت الحاضر فإن هذه العمليات تجرى بواسطة المنظار الجراحي.
*