المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فطين أحمد
بواسطة : فطين أحمد 04-10-2021 01:18 مساءً 18.7K
المصدر -  صدرت أخيراً رواية نجم الدين صانع العطور للمؤلفة السعودية ريم عبد الباقي، لتحكي قصة الفتى المديني اليتيم نجم الدين، في رحلة البحث عن ذاته، وتعلمه فن صناعة العطور والعود وخلطاتها السرية.

تدور أحداث الرواية فترة نهاية حكم الدولة العثمانية وسفر "برلك" في المدينة المنورة، تزامناً مع أحداث الحرب العالمية الأولى 1917، إذ يتنقل نجم الدين بين الحجاز وتركيا والهند، ليعود في النهاية مرة أخرى الى مسقط رأسه في المدينة المنورة، بعد مروره بحزمة من التجارب والأحداث الصادمة التي أكسبته الحكمة والخبرة على رغم بداياته الطائشة.

تقول الروائية ريم عبد الباقي، أنها تكتب بروح الهاوي حتى لا تفقد شغفها الذي تمارسه بكتابة المقالات لعدد من الصحف والمجلات، إضافة لكتابة الروايات، إذ صدر لها قبل رواية نجم الدين، رواية "كما لم يحدث من قبل" وهي رواية اجتماعية تتحدث عن ناصر الفتى اليافع الذي رحل لأفغانستان مطلع الثمانينات لينضم لتنظيم القاعدة، غير مكترث بالأثر المدمر على أسرته بخاصة والدته.

سبق للروائية السعودية أن أصدرت رواية "زهرة الصباح" وهي رواية اجتماعيه دراميه تقع أحداثها بين السعودية ومصر، تتلخص فكرتها أن البدايات المؤلمة في الحياة، يتبعها نهايات رائعة كما حدث مع بطلة الرواية "زهرة".
وأوضحت الروائية أن هويتها الثقافية تشكلت في بيئة حاضنة للإبداع بداية من الطفولة المبكرة، إذ والديها شغوفين بالقراءة، زارعين بذور حب الاطلاع والتغذية الثقافية والدماغية بشخصيتها، مشيرةً إلى أن تلك الخصال المفيدة للأسف يصعب تمريرها للأجيال الحالية مع وجود النت بكل برامجه التي هي بالتأكيد أكثر تسلية وإمتاعاً بالنسبة لهم من المطالعة وتقليب الأوراق بالقراءة.

وقالت: "كنت شغوفة مثل معظم أطفال جيلي بقراءة قصص الأطفال العالمية، وأصبح القلم رفيقي الدائم، أدون وأكتب الملاحظات طوال الوقت، بدايتي كانت فترة المراهقة المبكرة مع الخواطر والقصص القصيرة التي كنت أرسلها لبعض الصحف والمجلات الشهيرة حينها، ومع ذلك لم أشعر أني مؤهلة ومستعدة لكتابة الرواية الطويلة ونشرها إلا بعد نضج الأفكار ".

وبينت أن كاتب الرواية التاريخية يقع تحت ضغط مضاعف، ومسؤولية التحقق من صحة المعلومات التي يكتبها، لأن القارئ يستسيغ الحصول على المعلومة التاريخية الصحيحة عن طريق رواية ماتعة، من خلال قراءة كتاب تاريخي متخصص.

ويجب أن يتأكد الكاتب من باب الأمانة الأدبية مصداقية معلوماته وصحتها حتى لا يمرر معلومات خاطئة، إضافة إلى أن القارئ الواعي هو ناقد قاسي، وربما وجود معلومة خاطئة في كتاب تقضي على مؤلفه، لأن القارئ اكتشف زيف معلومة، زمن الصعوبة استعادة الثقة.

وقالت: "أعتز كوني قارئه في المقام الأول، وأعرف جيدا شعور القارئ، إذا وجد أخطاء ولو بسيطة في الرواية التي يقرأها"،

ما استدعى أن أحرص على الدقة في رواية نجم الدين التي استغرقت كتابتها ثلاثة أعوام، شملت جمع المعلومات والتحقق من صحتها التاريخية.
وأضافت: "أصعب مرحلة لي كانت فترة التحقق من صحة الأسماء والتواريخ والأماكن، والتأكد من توافق أحداث الرواية معها، ولجأت إلى الكثير من المراجع، واستشرت أكثر من مؤرخ لمعرفة التفاصيل الدقيقة التي احتاجتها لنسج خيوط الرواية.

وبينت أنه يمكن للكاتب الاعتماد على خياله، طالما لم يتجاوز الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، فبعض الأحداث أو الوقائع التاريخية، لم ترد عنها روايات مفصلة أو حقائق مؤكدة، في تلك الحالة يمكن للكاتب أن يستخدم خياله بما يناسب تلك الحقبة التاريخية وأحداثها لملئ تلك الفراغات، والرواية الناجحة هي الرواية التي تلمس وجدان القارئ وتداعب خياله وتجعله يتعلق بها ويتحمس لإكمالها وتأسره حتى النهاية.

وقالت المؤلفة ريم عبد الباقي:" لا يمكن أن تقرا كتاب دون أن تجد به ولو معلومة واحده تضيف لرصيدك المعرفي، وهنا يأتي دور الأمانة الأدبية والثقافية للكاتب فهو يمرر معلومة موثوقة أو خاطئة بحسب مهنيته العلمية.

والرواية إذا استثمرت بشكل ذكي وصحيح، تسهم في نشر الوعي والثقافة من خلال معلومات تؤطر في قالب شيق ومثير.