المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الأمراض المناعية وعلاقتها بالإنجاب
بواسطة : 29-08-2021 05:54 مساءً 15.2K
المصدر -  قال استشاري أمراض النساء والولادة والعقم بمستشفى الحمادي بالرياض الدكتور: محمد فؤاد إن من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظاهرة عدم القدرة على الإنجاب هي أمراض المناعة ، ولمن يريد أن يتعظ ويرى إحدى معجزات الخالق العظيم ففي الحمل الطبيعي تعتبر استجابة السيدة الحامل للجنين خارجة عن قانون الطبيعة العادية فمن المعروف أن الجسم البشري يرفض ويلقط أي نسيج غريب يدخل في جسمه فمثلاًَ إذا تم نقل كلية إلى مريض فلا بد أن تتوافق أنسجة هذه الكلية مع أنسجة الشخص المنقولة إليه وإلا رفضها الجسم وما يحدث أثناء الحمل فهو عكس ذلك تماماً فالمفروض أن أنسجة الحمل (المشيمة - الجنين) تعتبر أنسجة غريبة على جسم الأم الحامل حيث أنها تحمل نصف صفات الأب والنصف الثاني من الأم وبهذا تعتبر (Allograft) والقاعدة العلمية تقول أنه لابد من رفضها وطردها من الجسم هذا ما لا يحدث في الحمل الطبيعي ولكن في الحقيقة يتقبله الرحم ويغذيه حتى يكون جنيناً كاملاً حتى الولادة .
ولأسباب فإن جهاز المناعة في السيدات قد لا يستطيع أن يقوم بهذه الوظيفة وتعتبر الحيوانات المنوية والبويضة الملحقة أو الجنين في مراحله المختلفة جسم غريب على الجسم ويرفضه ويطرده من الجسم وينتج عن ذلك إما عقم وعدم حدوث الحمل أو عدم القدرة على إتمام نمو الجنين ويتم إجهاضه أو وفاته داخل الرحم
من الأسباب المتعلقة بهذا الخصوص :
1- مضادات الفسفولبيد : Antiphospholipid antibodies
الأجسام المضادة الفسفولبيد تمثل مجموعة تقرب من 20 جسم مضاد تهاجم البروتينات التي تحمل شحنات سالبة من الفسفولبيد ولكن من الناحية العملية فإنه يتم الكشف عن نوعين فقط من الأجسام المضادة وهما : عامل تجلط لبوس Lupus anticoagulant
والأجسام المضادة للكاردوليبين anticaudiolipin antibodies بنوعيها G and M
أ) علاقة مضادات الفسفولبيد والإجهاض المتكرر :
من الأسباب المؤكدة العلاقة بينها وبين الإجهاض المتكرر ، حيث أن هذه الأجسام المضادة تمنع التصاق البويضة المنقسمة بجدار الرحم وكذلك تؤثر على تكوين الأنسجة المشيمية في بداية الحمل كما أنها تكون تجلطات في الأوعية المشيمية في مراحل لاحقة من الحمل وقد وجد تحسن كبير في علاج هذه الحالات بأسبرين الأطفال والهبرين وأمكن علاج كثير من الحالات وتم اكتمال الحمل معها وأعطت مواليد حية وكاملة النمو .
ب) علاقة مضادات الفسفوليد والعقم (عدم حدوث الحمل)
معظم الدراسات تقرر وجود هذه الأجسام المضادة* في بعض حالات العقم التي تجري عمليات أطفال الأنابيب التي تفشل في إنتاج حمل .
2- الأجسام المضادة ضد هرمون الغدة الدرقية :
بعض الدراسات تتهم هذه الأجسام المضادة بأن لها علاقة بالخلل في وظائف الخلايا المناعية
- Cell T* وبذلك تؤثر في التصاق الجنين بالرحم وقد تسبب في تكرار الإجهاض لكن مازال هذا النوع من الأجسام المضادة يحتاج إلى المزيد من الدراسات *والأبحاث.
3- الأجسام المضادة لأنسجة المبيض :
هناك مجموعة من الأجسام التي يفرزها جسم المريضة ولديها القدرة على مهاجمة أنسجة المبيض والتي قد تسبب تدمير المبيض ودخول المريضة في مرحلة سن اليأس مبكراً* وقبل أوانه وبذلك يؤدي إلى حدوث عقم وفقد القدرة على الإنجاب لكن هذه الأجسام لن تتسبب في حدوث إجهاض إذا حدث حمل .
4- الأجسام المضادة التي تهاجم نواة الخلية البشرية :
وهذه الأجسام المضادة تهاجم نواة الخلية وقد تتسبب هذه الأجسام المضادة في تكرار الإجهاض لكن دورها في العقم لم يثبت حتى الآن .
5- الأجسام المضادة للحيوانات المنوية : ويمكن وجود هذه الأجسام المضادة في دم كل من الأنثى والذكر أو في إفرازات الجسم مثل إفرازات عنق الرحم وإفرازات المهبل لدى الأنثى أو في إفرازات الغدة المنوية الذكرية وما زال هناك جدلاً في دور الأجسام المضادة للحيوانات المنوية وعلاقتها بالعقم والإجهاض المتكرر وبناء عليه فآخر التقارير الطبية أثبتت أن استخدام العازل الذكري أثناء العلاقة الزوجية أو عمليات التلقيح الصناعي لم تستطع أن تحسن من معدلات حدوث الحمل في الحالات التي تعاني من العقم بسبب وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية ومازال هناك اختلاف بين الأطباء فمنهم من يؤيد استعمال الكورتيزون ومنهم من يرفضه في علاج مثل هذه الحالات .
6- تشابه عوامل الوراثة للأنسجة بين الزوجين :
(Shared paternal human Leucocytic antigens)
إن الجينات المسئولة عن الصفات الوراثية للأنسجة* (HLA)* تؤثر على العقم والإجهاض المتكرر فكلما قرب التشابه بين الزوجين في نوعية جينات الأنسجة (Increased HLA Sharing) زاد احتمال الإجهاض ذلك لعدم تفاعل الجهاز المناعي بالشكل الصحيح مع أنسجة الحمل ومن هنا نشأت فكرة العلاج عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بحقن خلايا دم الزوج في الزوجة (Lymphocytic Immune therapy) لكن ما زالت نتائج هذه الوسيلة في العلاج غير مرضية ومكلفة ولها آثار جانبية كبيرة.
وسائل العلاج المتاحة :
1- العلاج بالكورتيزون : وذلك من خلال تأثيرها على استجابة جهاز المناعة لكن نتائج العلاج بالكورتيزون تعتبر قليلة إذا قورنت بالعلاج عن طريق الأسبرين مع الهيبرين .
2- العلاج بالأسبرين :
استعمال الأسبرين بجرعات صغيرة أعطى نتائج جيدة وذلك عن طريق تأثيره في عمل الصفائح الدموية* ومنع تجلطها وقد أثبت استعماله في حالات تكرر الإجهاض نتائج جيدة إذا استعمل بمفرده أو بالمشاركة مع الهيبرين ، أما استعماله في علاج حالات العقم فهناك اختلاف في وجهات النظر والنتائج .
3- الهيبرين :
وتعتمد فكرة استعمال الهيبرين على قدرته على الاتحاد مع الأجسام المضادة للفسفولبيد علاوة على قدرته على منع تكون جلطات في أنسجة المشيمة وأعطي نتائج مرضية جداً خاصة إذا أعطي معه الأسبرين في علاج حالات الإجهاض المتكررة أو موت الجنين داخل الرحم نتيجة لقصور الدورة الدموية في المشيمة .
لكن دوره في علاج حالات العقم غير مؤكد وقليل الفائدة .
4- العلاج عن طريق الحقن الوريدي للجلوبيولين immunoglobulin **I.V.
وهذا المستحضر له القدرة على التعامل مع المواد المفرزة من التفاعلات المناعية لكن استعماله غير منتشر ومحدد فقط للحالات التي لاتستجيب للعلاجات السابقة وماتزال النتائج تحت البحث والدراسة .
وفي النهاية ما زالت الأبحاث و الدراسات تجرى في مجال علاقة المناعة بالعقم والإجهاض وعدم إتمام الحمل في محاولات للخروج نتائج أفضل في مصلحة الجنس البشري والله المعين والموفق .*