المصدر -
*استشارة أطباء متخصصين في الأسنان للتأكد من عدم وجود سبب عضوي يجعل الطفل يشعر بالحكة أو الألم في موضع الفك واللثة والأسنان.
*فإذا تطمنا بعد الفحص من هذه النقطة ننتقل إلى السبب النفسي وهذا يتطلب استشارة أطباء متخصصين في علم النفس، حيث أن ظاهرة الحز أو العض على الأسنان وصرير الأسنان كلها متعارفة لدى الأطباء النفسيين بارتباطها بعوامل عاطفية أو انفعالية مثل الخوف، التوتر، الانفعالات الحادة مع عدم القدرة على التحكم بها أو التعبير عنها، إذا وجد الأطباء بعد التشخيص أن هذه الظاهرة مرتبطة بأحد العوامل النفسية يمكن بإذن الله أن يقدموا حلول مناسبة لسن الطفل ودرجة حدة السلوك وقد يكون جزء من العلاج بعض العقاقير المهدئة أو الموضعية التي تلطف من الانفعال وبالتالي تقلل من سلوك الصرير أو حز الأسنان ببعضها إضافة إلى تمارين استرخاء وتدخلات خاصة وفق كل حالة.
وإذا لم يكن العامل العضوي ولا العامل النفسي وراء هذه المشكلة ننتقل الى احتمال العامل الحسي، والذي يتطلب علاج متخصص يعرف بالتكامل الحسي Sensory Integration وقد قدمت عنه شرح تفصيلي قبل فترة، وللاختصار قد يكون الطفل يعاني من خلل في مراكز الإحساس بالضغط أو الألم في مناطق الفك واللثة والأسنان ويحاول تعويض هذا النقص في الإحساس من خلال العض أو الصرير على الأسنان بقوة مما يعطيه شعور بالاحساس بتلك المناطق من الفم. هذا التقييم يجب أن يتم من خلال أخصائيين معتمدين في مجال التكامل الحسي من خلال فحوصات متنوعة حسب كل حالة حتى يتم تقرير علاج التكامل الحسي المناسب لها، والتدخل يتم غالبا من خلال تمارين وأدوات خاصة تعطي مؤثرات مختلفة تنشط مراكز الإحساس وتنظم استقبال المخ لتلك المؤثرات تدريجيا حتى يتعدل لدى الطفل إحساسه وإدراكه بشكل تكاملي وظيفي سليم بإذن الله تعالى.
وأخيرا اذا ثبت للأم والمختصين أن المشكلة ليست لأسباب عضوية أو نفسية أو حسية يتبقى لدينا الأسباب السلوكية، والتي تعني ان الطفل يقوم بسلوك معين لأنه يحصل من خلاله على مكاسب اجتماعية معينة مثل لفت الانتباه أو إثارة انفعالات من حوله (سواء سلبا أو إيجابا) أو الحصول على شيء يريده أو التهرب من موقف معين لا يرغبه. هنا يكون التدخل المناسب هو عدم إعطاء الطفل ما يتطلع له إذا قام بذلك السلوك ومهما قام بالتصعيد حتى يدرك أن تصرفك هذا لن يفيدك، وفي نفس الوقت يجب تعليم الطفل سلوك بديل مقبول يحصل به من خلاله على ما يريد سواء عن طريق الكلام أو الصور/البطاقات أو الإشارة أو أي وسيلة مقبولة تراها الأم بالاتفاق مع أخصائيي تعديل السلوك وبالتعاون معهم في وضع تفاصيل التمارين التدريبية المناسبة.
وبصفة عامة هناك بعض الأدوات أو الاجراءات التي قد تساعد التخفيف من حز أو صرير الأسنان في بعض الحالات، مثل مضغ العلك الخالي من السكر أو استخدام السواك لتنشيط اللثة وتنظيفها مع الأسنان، أو جرش قطع صغيرة من الثلج، أو تناول قطع من الخبز الرقيق المقرمش (مثل خبز الفتوش) الخ. ويبقى للحالات الشديدة التي يفقد فيها الطفل السيطرة على حز الأسنان لدرجة تحطيمها لا قدر الله وإدماء اللثة وجدار الفم فهنا يمكن استخدام قطع مطاطية وبلاستيكية توضع تحت اشراف طبي (كتلبيسة) لصف الأسنان العلوي أو السفلي لتحمي من احتكاك الصفين ببعضهما وتمتص الضغط الهائل الذي يضعه الطفل على الفكين واللثة والأسنان، وتتطلب هذه الأداة إشراف طبي وعناية خاصة بالنظافة والتعقيم وتدليك الفم من الداخل والخارج وتغيير القطعة في حالة استهلاكها وعند الأكل أو في بعض الأوقات الخاصة مثل جلسات النطق والتخاطب.