المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
#تحت_الأضواء  : بروتوكولات النظافة.. أمان زائف في معركتنا ضد  فيروس #كورونا
د.رشا عُمر باشا- امريكا
بواسطة : د.رشا عُمر باشا- امريكا 15-07-2021 12:10 صباحاً 13.8K
المصدر - صحيفة الغارديان  يرى الخبراء أن كورونا المستجد ينتقل عن طريق الهواء بشكل أساسي، ما دفع البعض إلى طرح تساؤلات حول مدى الفائدة التي نحصل عليها من التطهير المبالغ فيه وتعقيم الأيدي المفرط لمساعدتنا في المعركة ضد تفشي الفيروس، وفقاً لصحيفة الغارديان.

كلوديا عاملة التجميل البالغة من العمر 26 عاماً تشعر بالانزعاج عندما يطلب العملاء الذهاب إلى المرحاض، نظراً لهوسها في التعقيم والتطهير. وتقول: «بإمكانهم لمس أي شيء هناك، لا بد لي من مسح كل شيء باستخدام رذاذ ومناديل مضادة للبكتيريا»، حيث تتمثل وظيفتها في المحافظة على بروتوكولات التنظيف الصارمة في عيادة لندن للعناية بالبشرة حيث تعمل.

عندما يصل العملاء في مواعيدهم، تقوم كلوديا بتسجيل وصولهم، وتقدم لهم مشروباً -لا تستخدم العيادة سوى أكواب يمكن التخلص منها أو زجاجات مياه بلاستيكية- وتنقلهم إلى غرفة العلاج، وبمجرد أن يقوم زميلها بإجراء العلاج، تبدأ كلوديا تنظيف كل سطح يمكن أن يلمسه العميل بشدة، وبعد مغادرة العميل، تقوم بتنظيف غرفة العلاج واستبدال جميع المناشف، قبل مسح موزع المضخة الموجود في جل اليد المضاد للبكتيريا الذي يستخدمه الزوار عند الوصول، وبعد ذلك، عندما يصل عميل جديد، تبدأ العملية مرة أخرى.

وتضيف كلوديا: «كان لدي عدد من العملاء يقولون إنهم يشعرون بالأمان حقاً هنا، لأنهم يعرفون أننا حريصون وحذرون بشأن تعقيم كل شيء»، لكن الغريب في هذه الخطوات هو عدم تنفيذ الإجراء الوحيد الذي من شأنه أن يساهم بشكل أكبر في سلامة العملاء والعاملين في عيادة كلوديا، ألا وهو التهوية.

«كورونا» ينتقل عن طريق الهواء وينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ التنفسي، وكذلك الهباء الجوي، الذي يمكن أن يبقى في الهواء دقائق عدة بعد مغادرة الشخص المصاب للغرفة، ويقطع مسافة متر. والطريقة الأكثر فعالية لتقليل مخاطر انتقال «كورونا» في الأماكن الداخلية هي فتح أكبر عدد ممكن من النوافذ والأبواب واستخدام الكمامات.

إن ما تقوم به كلوديا نيابة عن العملاء الذين يترددون على عيادتها للعناية بالبشرة هو «مسرح النظافة»، وقد تمت صياغة هذا المصطلح لأول مرة من قبل الكاتب الأطلسي ديريك طومسون في مقال في يوليو 2020، حيث عرّف مسرح النظافة بأنه بروتوكولات أمان كوفيد التي تجعلنا نشعر بالأمان، ولكن لا تفعل الكثير لتقليل المخاطر.

مسرح النظافة عبارة عن كمامات بلاستيكية لا تحمي مرتديها من استنشاق الهواء الملوث أو تلويث الأشخاص من حولهم، وهي عبارة عن أدوات مائدة للاستخدام مرة واحدة وقوائم تستخدم لمرة واحدة في المطاعم والدروع بين الطاولات، وتتطلب الصالات الرياضية من الناس مسح كل قطعة من المعدات التي يلمسونها، لكن لا تجعلهم يرتدون كمامات.

جميع هذه الإجراءات حسنة النية، لكنها في الغالب غير فعالة، تجعلنا نشعر بالأمان، لكنها لا تحمينا من التهديد الذي يمثّله «كورونا»، وبينما تندفع إنكلترا نحو إزالة جميع قيود «كورونا» تقريباً 19 الجاري، ومن المرجح أن تتبعها العديد من الدول الأخرى، وإن كان ذلك بوتيرة أكثر حذراً، يتم الترويج لشعار المسؤولية الشخصية من قبل الحكومة.

الكمامات ستكون طوعية، إلغاء التباعد الاجتماعي، لم تعد الشركات ملزمة بزيادة التهوية في مبانيها، ومن الآن فصاعداً سيكون للقرارات الفردية التي نتخذها بشأن كيفية البقاء آمنين في الأماكن العامة عواقب وخيمة في العالم الحقيقي، ومع دخولنا الموجة الثالثة من الجائحة فإننا نسارع نحو مرحلة جديدة خطيرة يمكن أن يتسبب فيها مسرح النظافة بأضرار أكبر مما أحدثه.