المصدر - ******************
من الملاحظ والمتفشي والذي تطالعنا به الصحف ووسائل التواصل ، ونسمع عنه ونقرأه ونشاهده ، وخاصة هذه الأيام التي هي مواسم الامتحانات ظاهرة العنف في تدريس أو توجيه أو تعليم أو المذاكرة للطلاب ، التي يتخذ ويلجأ فيها المربين وأولياء الأمور إلى أسلوب التهديد والشتم وقد تصل للضرب والعقوبة .
وماهذا هو هدف التعليم ؟ ولا هذا هو المقصود من العملية التعليمية؟
فالتعليم *أساسه تربوي أخلاقي بحت ، *فبالعلم يرتقي الإنسان ، وتنهض الأوطان
ولكن السؤال المؤلم هنا :-
أي بناء وأي نجاح وأي رقي سنحصده ،ونحن قد أسأنا الطريقة ،وهمشنا الشخصية ، وأتينا عليها بل وقضينا عليها نفسيًا واجتماعيًا وفكريًا وشرخناها شرخا لا يبريه الزمن ، ولا يداويه الندم .
*فبدلاً من أن نجعلها شخصية ناجحة ، طموحة ، مستقرة وآمنة ومتزنة نفسيًا *ومحبة للعلم ومقبلة عليه بغضنا إليها هذا الطريق وصرفناها عنه بقلة وعينا وبالعنف الذي استخدمناه معهم *؟
*فلا يحسبنّ المربي الذي يفقد أعصابه ، ويمارس العنف على من هم تحت يده أنه بهذا تصدر وأنجز بل أن الأبحاث والدراسات السيكولوجية حللت الشخصية العنيفة أنها شخصية غير سوية ، وهذا مايدركه الشخص الذي يتلقى الشتم والتوبيخ والضرب فالناس *أذكياء ، و يدركون أن الغضب واستخدام القوة ضعف وخلل في شخصية المربي الذي أمامهم ، ولو كان سويا ومتمكناً في مجاله *،ما لجأ لأسلوب العنف ليتخذه طريقاً ، لكنه وقف عاجزا أمام تدفق الابن ورغبته في المعرفة فوارى جهله وضحالة فكره تحت أستار الصوت العالي والضرب والتهديد .
فرفقا رفقاً بك أيها المربي من أن تصل لهذا وإن رأيت نفسك عاجزاً فإليك نقدم بعض الإرشادات التي تعينك* في العملية التعليمية: -
1 ـ لا بأس من تفويض من يقوم بمهامك في العملية التعليمية .
2 ـ كن لابنك المربي المتدفق حبًا وحنانًا ورعايةً وتقديرًا وتكريمًا فالطالب خلال فترة الامتحانات يشعر بالقلق والاضطراب وخاصة المراهق الذي يمر بتحولات وتغيرات جسدية ونفسية وهرمونية فكن له عونًا ولاتكن أنت والامتحانات عليه فكما يقال لاتكن أنت والزمن عليه .
3 ـ شجعه على الاهتمام والمذاكرة ووضح له أنّ وقتنا الحالي لايعترف سوى بالشهادات العلمية فالوقت وقت المعرفة المعلوماتية وأنّه يحتاج لجهد مضاعف للمذاكرة ، وأنك جاهز لمساعدته بكل حب أشعره بحبك وخوفك على مصلحته وأنّ نجاحه قد تزهو به وتسعد ، لكن نجاحه أولًا وأخيرا هو له ولمستقبله .
4 ـ إن رأيته حريصًا على المذاكرة قدر له هذا وامنحه من لغات الجسد التعبيرية كقبلة على رأسه ،وتربيت على كتفه ، احتضنه لتخفف عنه الضغط الواقع عليه ، استمع له ، حاوره ، بدون أن تعاتبه أو تلومه وحتى لو كان هناك شيء فيستحب تأجيله لوقت* آخر غير وقت الامتحانات.
5 ـ دعه يسمع دعائك له وهو ذاهب لتأدية امتحاناته ، وفي جوف الليل الآخر وبين الآذان والإقامة ، وأخبره أنّك تحبه وأنّه أغلى كنوز العالم لك ، وأنّ سعادتك في أن يحقق مايتمناه *،ومهما تعثر فالحياة مستمرة ، ومن الأخطاء سيتعلم وسينهض أكثر .
*
6 ـ أنت في المقام الأول مربي فلا تستهن بضرر وفداحة التحقير والتهميش وطمس الشخصية ، *فللعنف نتائج سلبية على الفرد قد تؤدي إلى الانحراف والهروب وبغض المدرسة والتعليم وإذا ضاع التعليم فما الذي يبقى ؟
والآن لنتعرف على العنف وشخصية المُعنِف وأسباب ودواعي العنف لعلها تجد صدى عند من يمارسون العنف فيقفون وقفة تجلي أمام أنفسهم يراجعون أنفسهم ويحاسبونها ويردعونها والله الهادي إلى سواء السبيل.
العنف لغويا : عنف : عنافة وعنفا بفلان وعليه : لم يرفق به .
والشيء : كان شديدا . عنف :* فلانا : لامه وبخه بالتقريع . وعنفه أخذه بشدة ولم يرفق به فهو عنيف .
العنف هو: استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بآخر استخداماً غير مشروعٍ.
سيكولوجية الشخص المعنف : -
أشارت الدراسات إلى أن لدى ضحايا العنف خصائص وسمات شخصية يمكن أن تميزهم عن غيرهم وأن تسهم في زيادة درجة العنف نحوهم .
- لديه تقدير ذات متدن .
- يعاني من اكتئاب وقلق ، وتتنازعه أفكار انتحارية .
- سهل الانقياد والخضوع والطاعة والاستسلام
- شخصيته سلبية ولديه شكوك حول سلامة عقله .
- الشعور بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب والعزلة .