المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
بواسطة : 11-10-2016 02:42 صباحاً 16.3K
المصدر -  د. حياة الهندي الإرشاد الواحد والعشرون : ـ * للحب لغات إن أُذكيت بين الشريكين* جعلت لحياتهما نكهة من السعادة والاستقرار والآمان وفجرت فيهما كل المواهب والإبداعات ، وحققت لهما أعظم مايتمناه الفرد في حياته فالزواج الذي تتحقق فيه المودة والسكن والرحمة آية من* أيات الله . من لغات الحب التي سنتناولها في الطرح لهذا الإرشاد :_ أعمال خدمية الحياة موجعة منهكة عندما تحياها منفردًا وحيدًا تحاول أن تعمل كل شيء لوحدك فتنهك وتتألم ومن امتن الله عليه بنعمة الزواج فليكن على قدر المسئولية ويلتزم بأن يكون أهلاً لهذا الميثاق الغليظ وليقدم دعمه ومساعدته ومساندته لشريكه فما جدوى حياة تبنى على أنانية وأخذ واستهلاك للشريك ؟ سواءًا كان رجلاً أو امرأة كلاهما يحتاجان المساندة وعليهما أن يُقدرا لبعضهما هذه الأعمال الخدمية التي يقدمانها لبعضهما البعض ويتحسسا احتياج كل شريك ومساندته وتقديم العون له* فالمرأة تحتاج مساعدتها حتى في أعمال البيت وماظهور الخادمات وتفشيهن في المجتمع إلا لسدّ هذه الحاجة وهي عمل خدمي يقدمه الزوج لزوجته ليعبر به عن حبه لها، وتحتاج أيضا المساعدة في رعاية الأولاد وفي أدق تفاصيلها وهذا هدي محمد صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. صححه الأرناؤوط . وكذلك الرجل يحتاج الكثير من المرأة فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة التي تدبر للزوج التدبير الحسن في بيتها وفي تربية أولادها وهي بذلك خير معين وداعم للزوج فالرجل مهما كانت قوته يظل في داخله الطفل الذي يحتاج الحب والحنان والدعم والتشجيع والمرأة التي تسانده وتقدم له احتياجاته بكل محبة وإخلاص وتبني منه الرجل العظيم الذي تزهو به ويفخر به أبناءها فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة صالحة* . عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة )) رواه مسلم وليس من الخطأ البتة أن يتفق الشريكين على الأعمال الخدمية التي يحب أن يتلقاها من الطرف الآخر وهي لغة حب أساسية تُذكي الحياة الزوجية وتملأ خزان الحب ، وقد عُوصرت انهيارات زوجية تنصل الزوج فيها من تقديم هذه الأعمال والعكس فتولدت الشحناء والبغيضة ففي ظل الانفتاح وضغوطات الحياة السريعة التي يشهدها العالم لابد للرجل والمرأة أن يتنبها لهذه الأمور ، فلا يفرض الرجل سلطته وهيمنته ولاتنظر المرأة للرجل على أنّه الكائن الخرافي الذي سيقف معلنًا لها ( شبيك لبيك كل ماتتمنيه بين يديك ) ، فالحياة أصبحت مليئة بالشواغل والضغوطات والاهتمامات ولاتحتمل سوى مدّ يد العون لبعضكما البعض ، وحتى لاينفرط العقد ولنتذكر دوماً وابداً القاعدة الفيزيائية التي تنص على أنّ (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ) ، فعندما تُلبى حاجات شريكك تأكد أنّه سيقوم بالمقابل بتلبية احتياجاتك ، فلا كائن عاقل يهوى أن يعيش الدراما والحياة التعيسة ولكنها لغات واستراتيجيات فهمها من فهم وجهلها من جهل وقبل أن يتعلمها أو يتقنها لابد أن يكون صادقًا الزوج في مشاعره مع زوجته والعكس صحيح فهما إذا صدقا تدفقت كل لغات الحب بدون تعليم أو تدريب . اطلب من شريكك الحاجيات التي يريد منك القيام بها ، ووطن نفسك على تنفيذها وبالمقابل أعلمه أنت بما تريد ليقوم به ، ولاتستخدم لغة الأمر . (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) *(53) سورة الإسراء وهناك مثل يقول " الكلام الحلو يدخلك على الملوك " نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين. www.drhayatalhindi.com دكتوراه في علم دراسات الأسرة