المصدر - انطلقت منصة “شاهد في.آي.بي” في عرض أربعة أفلام سعودية قصيرة حديثة حاصلة على جوائز من إخراج وتأليف مجموعة من الشباب، هم جزء من حركة سينمائية نشطة يكتبون من خلالها فصلا جديدا في تاريخ السينما السعودية، وتشكّل بانوراما يمكن من خلالها التعرّف على فن هؤلاء الشباب وأفكارهم.
ومن بين الأفلام الأربعة التي بدأت في عرضها المنصة العربية مع نهاية شهر مايو الماضي وبداية شهر يونيو الجاري، ثلاثة أفلام لمخرجات شابات، وهو ما يؤكّد الدور الذي باتت تلعبه المرأة في الحركة السينمائية والنهضة الفنية والثقافية الجديدة ضمن رؤية السعودية 2030.
وأول الأفلام الثلاثة هو “بسطة” للمخرجة هند الفهاد، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم خليجي قصير من مهرجان دبي 2015، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الشباب للأفلام في جدة 2016، وهو يدور حول “البساطات”، أي النساء اللواتي يفترشن الطريق ويبسطن بعض البضائع الصغيرة التي غالبا ما يصنعنها في المنزل ليبعنها للمارة.
الفيلم الذي يُشارك في بطولته المخضرمان سناء بكر يونس وإبراهيم الحساوي يدور حول شخصية أم سالم، السيدة المسنة التي تعيش مع ابنها بمفردهما، وتضطر للعمل لإعالة نفسها وابنها بالتردّد على سوق شعبي لبيع بعض المنتجات المنزلية التي تقوم بصنعها أو شرائها، وتواجه صعوبة الحياة في السوق من منافسات زميلاتها إلى طمع الرجال فيها.
ويشدّد الفيلم على المواقف الدرامية والأزمة التي تعانيها أم سالم، ولكن يطرح أفكاره بهدوء ويقدّم قصته بشكل واقعي دون مبالغات، وبنوع من التلميح لا التصريح.
وإذا كان “بسطة” يتناول موضوع عمل المرأة، من خلال التركيز على الظروف التي قد تضطر بعض النساء للخروج من البيت رغم إرادتهنّ، فإن فيلم “كيكة زينة” يتناول وجها آخر للموضوع.
وزينة شابة صغيرة تعيش مع أبيها بعد وفاة والدتها، تخرّجت في الجامعة حديثا، وهي موهوبة في الطبخ، خاصة صنع الحلويات والكعك، وحلم حياتها أن تعمل ويصبح لها كيان مستقل وليست مجرّد تابعة لأبيها أو زوجها.
وعلى عكس أم سالم التي تضطر للعمل، فإن زينة ليست مضطرة، ولكنها ترغب في ذلك أكثر من أي شيء آخر، وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بالإعلان عن منتجاتها وتستعين بأحد الشباب ليقوم بتوصيل حلوياتها إلى من يطلب، وبمرور الوقت يتبادل الاثنان الحب، ولكنها لا تجرؤ على البوح لأبيها بما تفعله، إلى أن يكتشف ذلك بالصدفة وتكاد تقع مأساة.
لا يتّخذ الفيلم موقفا منحازا أو معاديا ضدّ بطلته، قد يتعاطف مع رغبتها في العمل والحب، ولكنه لا يتعاطف مع جبنها وإخفائها لحقيقة الأمر عن أبيها. ويحاول الفيلم القصير (17 دقيقة) أن يبثّ التفاؤل والشجاعة لدى الجيل الجديد من الشباب والشابات من خلال نهايته السعيدة.
وحصل “كيكة زينة” على جائزة أفضل فيلم خليجي من مهرجان الشارقة عام 2017، وهو من إخراج ندى المجددي وبطولة سارة طيبة عبدالإله القرشي وياسر حماد. أما الفيلم الثالث الذي تصدّت له امرأة، فهو “أغنية البجعة” إخراج هناء العمير وبطولة السوري أسامة القس، عن مسرحية الروسي أنطون تشيكوف، وهو أشبه بمونودراما سينمائية (من بطولة ممثل واحد)، حيث يقوم البطل، وهو ممثل مسرح متوسط العمر، بأداء أحد أعمال الأديب الروسي أنطون تشيكوف داخل قبو مبنى قديم حوّله إلى ما يشبه المسرح، ومن خلال النص نعرف أنه يعشق التمثيل وأنه فقد حبيبته وأشياء كثيرة أخرى بسبب هذا العشق للفن، وأنه يضطر للعمل كمدرس رياضيات في الخارج، بينما يلجأ للقبو لممارسة عشق حياته.
ويأتي الفيلم الرابع “خمسون ألف صورة” من إخراج وتأليف عبدالجليل الناصر، وتمثيل ناصر المبارك وتركي الجلال وسناء يونس، وهو يروي في 19 دقيقة قصة رجل يبحث عن صورة لأبيه الذي توفي وعمره عام، ولم تحتفظ الأم أو الأسرة بأي صورة له بسبب ظاهرة تحريم الصور الفوتوغرافية التي انتشرت خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ودفعت الكثير من الأسر للتخلّص من الصور الفوتوغرافية العائلية، ما نتج عنه مجيء أجيال ليست لديهم صور لآبائهم وأجدادهم.
ويذهب الشاب للبحث عن صورة لأبيه الذي لا يعرف شكله لدى مصوّر فوتوغرافي عجوز من أهل الحي، حوّل بيته إلى ما يشبه المتحف، ولكنه بدلا من العثور على صورة أبيه يكتشف كنزا من الذكريات والمشاعر.
ويرصد الفيلم حالة من الحنين المغلف بالأسى للزمن القديم، من خلال المئات من الصور المعلقة على الجدران لعائلات وأفراد كبار وصغار، ويدور حوار متواصل بينه وبين المصوّر العجوز، يتناول الفارق بين الصورة والحياة، ومدى أهمية الصور في تقوية الروابط بين الماضي والحاضر، وحفظ الهوية، بشرط ألاّ يعتبرها المرء بديلا عن الحياة نفسها.
كما يتطرّق الحوار لما حدث في البلاد من تحريم وتشدّد مبالغ فيه أدّى إلى ضياع أرشيف حقبة بأكملها، وفي مقارنة ساخرة يشير الفيلم إلى أن الشباب الآن لا يكفّون عن تصوير أنفسهم والآخرين عن طريق الهاتف الجوال، فيما لا يملك بعضهم صورة لأبويه أو كبار العائلة.
ومن بين الأفلام الأربعة التي بدأت في عرضها المنصة العربية مع نهاية شهر مايو الماضي وبداية شهر يونيو الجاري، ثلاثة أفلام لمخرجات شابات، وهو ما يؤكّد الدور الذي باتت تلعبه المرأة في الحركة السينمائية والنهضة الفنية والثقافية الجديدة ضمن رؤية السعودية 2030.
وأول الأفلام الثلاثة هو “بسطة” للمخرجة هند الفهاد، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم خليجي قصير من مهرجان دبي 2015، وجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الشباب للأفلام في جدة 2016، وهو يدور حول “البساطات”، أي النساء اللواتي يفترشن الطريق ويبسطن بعض البضائع الصغيرة التي غالبا ما يصنعنها في المنزل ليبعنها للمارة.
الفيلم الذي يُشارك في بطولته المخضرمان سناء بكر يونس وإبراهيم الحساوي يدور حول شخصية أم سالم، السيدة المسنة التي تعيش مع ابنها بمفردهما، وتضطر للعمل لإعالة نفسها وابنها بالتردّد على سوق شعبي لبيع بعض المنتجات المنزلية التي تقوم بصنعها أو شرائها، وتواجه صعوبة الحياة في السوق من منافسات زميلاتها إلى طمع الرجال فيها.
ويشدّد الفيلم على المواقف الدرامية والأزمة التي تعانيها أم سالم، ولكن يطرح أفكاره بهدوء ويقدّم قصته بشكل واقعي دون مبالغات، وبنوع من التلميح لا التصريح.
وإذا كان “بسطة” يتناول موضوع عمل المرأة، من خلال التركيز على الظروف التي قد تضطر بعض النساء للخروج من البيت رغم إرادتهنّ، فإن فيلم “كيكة زينة” يتناول وجها آخر للموضوع.
وزينة شابة صغيرة تعيش مع أبيها بعد وفاة والدتها، تخرّجت في الجامعة حديثا، وهي موهوبة في الطبخ، خاصة صنع الحلويات والكعك، وحلم حياتها أن تعمل ويصبح لها كيان مستقل وليست مجرّد تابعة لأبيها أو زوجها.
وعلى عكس أم سالم التي تضطر للعمل، فإن زينة ليست مضطرة، ولكنها ترغب في ذلك أكثر من أي شيء آخر، وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بالإعلان عن منتجاتها وتستعين بأحد الشباب ليقوم بتوصيل حلوياتها إلى من يطلب، وبمرور الوقت يتبادل الاثنان الحب، ولكنها لا تجرؤ على البوح لأبيها بما تفعله، إلى أن يكتشف ذلك بالصدفة وتكاد تقع مأساة.
لا يتّخذ الفيلم موقفا منحازا أو معاديا ضدّ بطلته، قد يتعاطف مع رغبتها في العمل والحب، ولكنه لا يتعاطف مع جبنها وإخفائها لحقيقة الأمر عن أبيها. ويحاول الفيلم القصير (17 دقيقة) أن يبثّ التفاؤل والشجاعة لدى الجيل الجديد من الشباب والشابات من خلال نهايته السعيدة.
وحصل “كيكة زينة” على جائزة أفضل فيلم خليجي من مهرجان الشارقة عام 2017، وهو من إخراج ندى المجددي وبطولة سارة طيبة عبدالإله القرشي وياسر حماد. أما الفيلم الثالث الذي تصدّت له امرأة، فهو “أغنية البجعة” إخراج هناء العمير وبطولة السوري أسامة القس، عن مسرحية الروسي أنطون تشيكوف، وهو أشبه بمونودراما سينمائية (من بطولة ممثل واحد)، حيث يقوم البطل، وهو ممثل مسرح متوسط العمر، بأداء أحد أعمال الأديب الروسي أنطون تشيكوف داخل قبو مبنى قديم حوّله إلى ما يشبه المسرح، ومن خلال النص نعرف أنه يعشق التمثيل وأنه فقد حبيبته وأشياء كثيرة أخرى بسبب هذا العشق للفن، وأنه يضطر للعمل كمدرس رياضيات في الخارج، بينما يلجأ للقبو لممارسة عشق حياته.
ويأتي الفيلم الرابع “خمسون ألف صورة” من إخراج وتأليف عبدالجليل الناصر، وتمثيل ناصر المبارك وتركي الجلال وسناء يونس، وهو يروي في 19 دقيقة قصة رجل يبحث عن صورة لأبيه الذي توفي وعمره عام، ولم تحتفظ الأم أو الأسرة بأي صورة له بسبب ظاهرة تحريم الصور الفوتوغرافية التي انتشرت خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ودفعت الكثير من الأسر للتخلّص من الصور الفوتوغرافية العائلية، ما نتج عنه مجيء أجيال ليست لديهم صور لآبائهم وأجدادهم.
ويذهب الشاب للبحث عن صورة لأبيه الذي لا يعرف شكله لدى مصوّر فوتوغرافي عجوز من أهل الحي، حوّل بيته إلى ما يشبه المتحف، ولكنه بدلا من العثور على صورة أبيه يكتشف كنزا من الذكريات والمشاعر.
ويرصد الفيلم حالة من الحنين المغلف بالأسى للزمن القديم، من خلال المئات من الصور المعلقة على الجدران لعائلات وأفراد كبار وصغار، ويدور حوار متواصل بينه وبين المصوّر العجوز، يتناول الفارق بين الصورة والحياة، ومدى أهمية الصور في تقوية الروابط بين الماضي والحاضر، وحفظ الهوية، بشرط ألاّ يعتبرها المرء بديلا عن الحياة نفسها.
كما يتطرّق الحوار لما حدث في البلاد من تحريم وتشدّد مبالغ فيه أدّى إلى ضياع أرشيف حقبة بأكملها، وفي مقارنة ساخرة يشير الفيلم إلى أن الشباب الآن لا يكفّون عن تصوير أنفسهم والآخرين عن طريق الهاتف الجوال، فيما لا يملك بعضهم صورة لأبويه أو كبار العائلة.