المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 2 مايو 2024
بواسطة : 01-10-2016 03:02 مساءً 31.7K
المصدر -  د. حياة الهندي   الإرشاد االعشرون : ـ للحب لغات إن أُذكيت بين الشريكين* جعلت لحياتهما نكهة من السعادة والاستقرار والآمان وفجرت فيهما كل المواهب والإبداعات ، وحققت لهما أعظم مايتمناه الفرد في حياته فالزواج الذي تتحقق فيه المودة والسكن والرحمة آية من* أيات الله . من لغات الحب التي سنتناولها في الطرح لهذا الإرشاد :_ تبادل الهدايا قال عليه الصلاة والسلام : ( تَهَادُوا تَحَابُّوا ) رواه البخاري في الأدب المفرد، ومالك، وصححه الألباني . جُبلت النفوس على محبة من أحسن إليها وأهداها ، لذلك من أسمى لغات الحب هي لغة " تبادل الهدايا"* وليس بالضرورة أن تكون الهدية ذات قيمة عالية الثمن إلا إذا كان الشريك يملك ذلك ويبخل فليس من المنطق أن يكون الزوج ميسور الحال ويقوم بتقديم هدية ضئيلة وفي مناسبة تراها الزوجة كبيرة وعظيمة وهو مع المقربين منه على عكس ذلك فهذه رسالة سلبية فالزوجة تقيس على هذا أنه يبخل عليها . ومن الأفضل أن يكون عنصر المفاجآت والهدايا من الطرفين مستمر حتى يحدث بينهما نوعٌ من التواصل الجميل فقد ذكرت إحدى الزوجات أنّ سر من أسرار سعادتها مع زوجها أنّها لاتذهب لشراء احتياجاتها إلا وتتذكر زوجها وتأتي له بما يحتاجه وتقدمه كهدية له ، وهو يفعل الشيء نفسه معها . فالهدية رسالة يقول فيها الشريك لشريكه ( أنا احبك وأفكر فيك ) وإذا كانت لغة الحب لشريكك هي الهدايا هنا يتحتم عليك أن تكون باذخا في تقديم الهدايا وتذكر أنّك حين تقدم هدية لشريكك فإنّك تقدمها لنفسك ، لأنك بذلك تلبي احتياجات شريكك وبالتالي هو سيُلبي احتياجاتك . وتتزن وتستقيم معادلة حياتكما السعيدة . وفي هذا لابد للزوج أو الزوجة أن يتعرفا على أنفسهما وعلى شركائهما ويدرسا ردات الفعل عند تقديم الهدايا فإذا ماوجدت الطرف الآخر يسعد بالهدايا حتى وإن كانت رمزية كرسالة جوال ، أوعبارة على كرت أو وردة أو أكلة يحبها أو تواجدك معه في مطعم أو نزهة فمن هنا ستستشف صورة كاملة عنه ومايسعده ، وإن لم تتعرف بنفسك فحاول من خلال الحوار أن تتعرف على هذا ، أو من خلال السماع حين تراه يردد أحب كذا أو أحتاج كذا فقم بتدوينه ثمّ أحضره له ، فالعطاء هو قلب الحب والحب هو العطاء ، وهي لغة فطرية وإن فقدت فواجبٌ على من يريد أن يستمتع ويُذكي حياته الزوجية أن يدعمها . من أجمل ماسمعت ورأيت في هدايا الحب:ـ كانا في جلسة شاعرية ذات مساء ليل هادئ وكانا يأكلان التمر فإذا بالزوج يقدم أروع هدية لزوجته بأن يقوم بزرع نوى التمر هدية لها ويتعاهد هذه الشجرة يرحل هو وتبقى شجرة الحب التي زرعها تجني حباً ورطباً وتمراً ذاك الزوج كان أبي رحمه الله الحب الذي ربانا وعلمنا ورحل ليترك أجمل بصماته في الحياة شاهدة له تعلمنا أن الحب والعطاء هي الحياة والنجاح و الاستقرار والسعادة رحمك الله يا أبي . نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين.   دكتوراه في علم دراسات الأسرة