المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024
بواسطة : 17-08-2016 01:34 مساءً 12.7K
المصدر -  *اعداد:*الدكتورة حياة الهندي   الإرشاد الرابع :ـ *الاهتمام بمرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها : ـ ففي الوقت الراهن أجمع خبراء التربية على أن الأساليب المتبعة في التعامل كالتهديد والتشهير والضرب والاستهزاء والقطيعة أساليب أثبتت عدم صلاحيتها فينبغي على المربين تغيير أساليبهم بما يتفق مع الظروف الراهنة وأن يتعاملوا بهدوء وعقلانية. *فترة المراهقة فترة فاصلة بين مرحلة الطفولة والرُشد لم يصل فيها بعد *المراهق للنضج العقلي الانفعالي* ويكون فيها الاضطراب النفسي والسلوكي نتيجة التحولات والتغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية السريعة فالدراسات العلمية توصلت* إلى وجود علاقة قوية بين عمل الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة* تظهرعلى شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث. كما أنّ الرغبة تكون لديه جامحة في تحقيق ذاته والشعور بمكانته الإنسانية إن لم يحققها الوالدين له لجأ المراهق لمن يحقق له هذه المكانة . وهذا ماتتبعه المنظمات الإرهابية التي تختار هؤلاء الصبية الجهلة الذين يتعرفون على احتياجاتهم فيقدمونها لهم ثم بعد ذلك يزرعون أفكارهم الهدامة ويتخذونهم مآرب لتحقيق أهدافهم . لذا وجب على الأسر أن تتبع الأساليب التربوية التالية مع المراهقين 1ـ أن تقوم بدعمهم وتشجيعهم أن يلاحظ الوالدين التصرف السليم من المراهق ويشجعانه عليه، وإن وجدا غير ذلك وجب عليهم الحكمة والتأني والروية لمعالجة السلوك . ********
  1. أن تمنحهم مسئوليات في الأسرة.
تعويد الطفل مذ صغره على تحمل المسئولية بما يناسب عمره وقدراته ينمي لديه حس المسئولية وإن وصل لمرحلة المراهقة فلتترك له مسئوليات تشعره بأهميته وقيمته في الأسرة ودوره وأن يجد التقدير لما يقدمه وإن أخطأ في إنجاز أي مسئولية وجهت إليه وجب هنا أن لايحطم نفسيا بل تترك له الفرصة مرة أخرى فالنجاح هو مجموعة تجارب فاشلة* .
  1. أن تكسبهم كأصدقاء وحلفاء
على الوالدين أن يتفقا في التربية لئن الاختلاف مفسدة للتربية وخاصة للمراهق الذي يمر بالتحولات الجسدية والنفسية والهرمونية ولم يكتسب الخبرة الكافية لمواجهة الحياة والبشر وتحدياتهم فكسبه مكسب للأسرة وخسارته هي أن يترك للمتربصين والمفسدين . 4. أن تتفهم الأسرة *طبيعة هذه المرحلة الانتقالية معرفة الوالدين وأفراد الأسرة بخصائص هذه المرحلة يجعلهم يتجاوزون ويتجاهلون كثير من الأمور الإنفعالية والاضطرابات النفسية التي تصدر من المراهق التي تجعله يراجع نفسه ويتراجع عن أي تصرف غير مسئول فالنار لاتطفئ بالنار ، بل لابد من إعطائهم مزيداً من احترام الذات والشعور بمكانتهم الإنسانية واحتواؤهم بالحب ومساعدتهم لتحقيق المكانة الاجتماعية وتلبية حاجاتهم النفسية والتعامل مع تغيرات هذه المرحلة بهدوء وعقلانية. 5. الاحترام قاعدة في التعامل وفي التربية لكل المراحل العمرية مذ الطفولة وحتى الكهولة الاحترام والتقدير هو الأسلوب الراقي والصحيح للتنشئة الصحيحة ، وفي فترة المراهقة التي يسعى فيها المراهق لللشعور بأهميته وقيمته هنا يتوجب على الوالدين وكافة أفراد الأسرة تقديره واحترامه والتغافل عن أي سلوك نشأ في لحظة غضب ثم معالجته في حوار هادئ .
  1. الحوار
للحوار فنون وآداب ومحبة وعطاء وصدق وحسن استماع وحسن انصات والمراهق في الفترة الانتقالية يحتاج لمن يحاوره ويصطبر عليه ويقوم بتعزيز الجيد عنده ونسف الأفكار السلبية الهدامة التي من الممكن أن تقضي على مستقبله. وفي القرآن الكريم يذكر لنا كثير من الحوارات كحوار لقمان لابنه وهو يعظه في سورة لقمان وكيف أنه يوجهه توجيه الأب الرحيم المشفق بأسلوب ماتع ومقنع . وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) الحزم مع المراهق *يجب أن يلاحظ ويتابع المراهق ولكن بدون تجسس فملاحظة أي تغيير عليه ومعرفة من يصاحب وماذا يفكر به ؟ وماهي أهدافه ؟ وكيفية تصرفاته تجعل الأسرة على وعي بما سيؤول إليه حال المراهق فالشاب الذي ينتمي إلى هذه المنظمات الإرهابية لابد أن يظهر منه من التصرفات والأفعال المريبة التي تزرع الشك *هنا يجب على الوالدين أن يعيا دورهما جيدا ويتخذا الإجراء المناسب من نصح وتوجيه وتحذير ودعاء وصدق لجوء وإن وجدا أن الأمر بلغ مداه ولم يتمكنا من السيطرة عليه هنا لابد أن يحسما أمرهما ويقدما مصلحة الوطن على عاطفتهم ويقوما بالتبليغ عنه حتى لايكونا شركاء فيما سيحدث بعد. قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ* ) .(32) المائدة وختمًا يجب على الأسرة استثمار هذه المرحلة إيجابياً، وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه ولصالح أهله ومجتمعه . وهذا يحتاج من الأسرة الدعم العاطفي، والتشجيع على القراءة والإطلاع، وإشغال وقته بالنافع من أنشطة ونوادي رياضية أو مراكز تعليمية أو تثقيفية أورحلات للإطلاع والاكتشاف والمعرفة ، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية التفكير الإبداعي، وتنمية الهوايات ، والتدريب على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات. نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم، وجعله لنا قائدا ودليل ، وأصلح شباب وشابات المسلمين وحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ، وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم.     دكتوراه في علم دراسات الأسرة *