المصدر - *اعداد:*الدكتورة حياة الهندي
*
الإرشاد الثالث
زرع القيم الصالحة ومنها قيمة المواطنة الصالحة
عندما تختل التربية وتنحرف عن مسارها و تسلك منحى آخر تركزفيه على الماديات وتهمش الروحانيات.ويتحول إدراك الأسرة لتوفير المأكل والملبس وكل رغبات الابن *ومنحه الحرية الغير مشروطة ودون أن يعطى حصانة ومناعة من تلك الأمراض الخلقية والنفسية فيصل لمرحلة المراهقة و هنا يكون مكمن الخطر وفرصة المنظمات لبث أفكارها المسمومة ومنهجها التكفيري فالإنسان إن لم تكن ثوابته قوية كادت* أي ريح هوجاء تودي به.
*
فالمراهق يجب أن يكون لنفسه مجموعة من والقيم *الاتجاهات تضبط تصرفاته وتتحكم في ردات فعله أمام أي فكر يقتحمه أو عمل يخترقه ، ولابد أن يكون على وعي بمايحاك ويخطط حوله ليحافظ على نفسه من الفكر المتطرف والتكفيري ولن يحقق ذلك بالجهل والتغييب عن الواقع ، ورصد السلبيات وزرع الشحناء نحو الدولة، ولابد أن يكون ولائه وانتمائه لوطنه ، فوطن لايحميه ولايحترق من أجله ومن رفعته لايستحق العيش فيه والتمتع بخيراته وهذا هو دور الأسرة مذ الصغر التنشئة على المواطنة الصالحة فالأسرة الصالحة تدرك جيدًا أن الطاعة لله وللرسول ولولي الأمر وهذا ماتؤسس عليه أبناءها
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) سورة النساء
وهي من القيم الصالحة التي لابد من غرسها فالقيم هي *أصل حضارة المجتمعات وتماسكها *، ولها أهميتها في تحقيق الصحة النفسية للمراهق فهي تهدف لبناء الإنسان وفق الطينة الخيرة التي ارتضاها الله له *، وبها يتمايز عن باقي الكائنات فهو الكائن الذي يتعقل ويتدبر ويتفكر يعمل وفق قيمه الخيرة التي رباها عليها دينه *، وهي الحصانة له والمأمن مما يتهدده من أفكار متطرفة ومن إصابات مصوبة له لتعطيل فكره والإضرار به وبمجتمعه .
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم، وجعله لنا قائدا ودليل ، وأصلح شباب وشابات المسلمين وحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ، وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم.
دكتوراه في علم دراسات الأسرة
*