سطرت ايسلندا صفحة رائعة في سجلها الرياضي بالفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع 2-1 على النمسا لتحجز مكانا في دور الستة عشر لبطولة اوروبا 2016 لكرة القدم يوم الاربعاء.
وسيواجه البلد الصغير الذي يظهر لأول مرة في بطولة كبرى انجلترا في دور الستة عشر ويؤكد اداء يوم الاربعاء القوي على ملعب فرنسا الدولي ان ايسلندا لن تكون لقمة سائغة للانجليز.
وقال هيلمير هالجريمسون مدرب ايسلندا "نحتفل بالعيد الوطني في 17 يونيو لكني اعتقد انه يتعين ان يتغير الان بعد هذا الانتصار."
وسجل البديل ارنور إينجفي تراوستاون هدف الفوز من مسافة قريبة في الوقت بدل الضائع بعدما حصل على كرة طويلة من إيلمار بيارناسون عقب هجمة مرتدة سريعة.
وبهذا الفوز القاتل حصلت ايسلندا على المركز الثاني في مجموعتها السادسة بالتساوي بخمس نقاط مع المجر التي تعادلت 3-3 مع البرتغال في مباراة مثيرة أقيمت في التوقيت ذاته في ليون.
واحتلت البرتغال المركز الثالث بثلاث نقاط وستتأهل بصفتها واحدة من افضل اربعة منتخبات اصحاب المركز الثالث.
وانتزعت المجر صدارة المجموعة بفارق الاهداف بينما تذيلت النمسا - التي جاءت الى فرنسا وخبراء يرشحونها ان تكون مفاجأة البطولة بعد حملة قوية في التصفيات حققت خلالها تسعة انتصارات من عشر مباريات - الترتيب بعدما حصدت نقطة واحدة فقط حيث بدأت بهزيمة 2-صفر امام المجر والتعادل سلبيا أمام البرتغال.
وبدأت ايسلندا وهي أصغر بلد على الاطلاق تتأهل لنهائيات بطولة اوروبا النسخة الحالية بالتعادل 1-1 مع البرتغال والمجر بعد عرضين قويين.
لكنها بدأت المباراة مساء الاربعاء في باريس بشكل جيد ووضعهم المهاجم يون داي بودفارسون في المقدمة بتسديدة من داخل المنطقة بعدما وصلته تمريرة طويلة من جهة اليمين في الدقيقة 18.
وادركت النمسا التي كانت تحتاج الى الفوز للبقاء في البطولة التعادل بعد مرور ساعة من اللعب عندما ركض البديل ارنور تراوستاون الى داخل المنطقة وفاجأ هانيس هالدورسون حارس ايسلندا بتسديدة منخفضة.
*ركلة جزاء مهدرة
وكانت النمسا أهدرت فرصة سانحة لادراك التعادل قبلها في الشوط الاول من ركلة جزاء أضاعها الكسندر دراجوفيتش الذي سدد في القائم.
ودخلت النمسا مباراتها الاخيرة في المجموعة على خلفية هزيمة امام المجر والتعادل مع البرتغال وكانت تأمل في التأهل للدور الثاني في بطولة كبرى لأول مرة منذ كأس العالم 1982 لكنها اخفقت في ذلك.
لكنها فشلت مرة أخرى في تقديم عرض قوي وظهر ديفيد الابا لاعبها البارز والذي اعتاد على القيام بمهام دفاعية اكبر تائها في مركز صناعة اللعب الذي شغله طيلة النسخة الحالية من البطولة.
وقال مارسيل كولر مدرب النمسا "في الشوط الأول لم نلعب جيدا ومثل المباراتين السابقتين ارتكبنا الكثير من الاخطاء."
وتابع "تحسن الوضع في الشوط الثاني عندما لعبنا مثلما فعلنا في التصفيات لكن الامر لم يكن كافيا."
وعلى النقيض اظهرت ايسلندا روحا قتالية عالية واستفادت بشكل رائع من الفرص التي اتيحت لها.ويبلغ تعداد سكان ايسلندا نحو 330 الف نسمة فقط وساندتها جماهير مخلصة في المدرجات.
وقال كارل ارناسون الذي اختير افضل لاعب في المباراة "من الرائع ان نحقق هذا الانجاز وسط مجموعة من اخلص الاصدقاء والجماهير. نحو عشرة الاف مشجع. الامر لا يصدق. الامر يشبه حضور عائلتك المباراة. انه انتصار يحمل مذاقا خاصا بالنسبة لنا."