بقلم ـ د ـ حياة الهندي
دكتوراه في علم دراسات الأسرة _ إرشاد وإصلاح أسري
الإرشاد الثاني عشر: ـ
على الزوجة الذكية التي تسعى لإذكاء روح الحياة الزوجية ودوام المحبة والألفة بينها وبين زوجها أن تسعى جاهدة لتلمس محبوباته وتسعى مااستطاعت لذلك سبيلا محتسبة قبل كل شيء رضا الله ثمّ رضا زوجها الذي يكسبها جنة عرضها السموات والأرض وأن لاتتوانى عن عمل أي شيء يحبه الزوج ويرتضيه مشروطا بعدم غضبة الرب ومعصيته فيه . وعلى الزوج مثل ذلك فهذه من الأمور التي تُذكي وتطيب بها الحياة الزوجية وتُعين بإذن الله على ديمومتها ويصل بها الزوجين للذة العقلية التي تتحقق فيها السعادة . وقد ذكرت لي إحدى الزوجات *وقد كانت الزوجة الثانية ومن بيئة مختلفة جذرياً عن بيئة زوجها التي تتوافق مع الزوجة الأولى تلمست بدهائها أنّ أم الزوج بارعة في إعداد الطعام لأولادها وأنّها تتعب في ذلك فأصبحت تساعدها تزلفًا وتقربًا ومحبةً لزوجها وكانت تدعو الله طوال شهر رمضان بأن يعلمها فنون الطبخ كحماتها حتى جاءتها المنحة الآلهية وأجاب الله دعائها وأصبحت الأم تعتمد عليها في إعداد الأطعمة بدلأ منها حتى في التجمعات العائلية . انتقلت الأم إلى رحمة الله وتصدرت الفتاة قلب زوجها و قلوب من حولها جميعا حتى الزوجة الأولى وأولادها وإخوته بارك الله لها . وإن كانت الزوجة لاتتقن فما يضير الزوج أن يقتحم كهوف المطبخ ويقوم بعمل مايرغب بدون الإضرار بمحتويات المطبخ وإعادة كل شيء لمكانه شاكرا ومقدرا ومحبا لزوجته فرسول الله عليه الصلاة والسلام كان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويعين أهله .
ففي مسند الإمام أحمد عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. صححه الأرناؤوط
نفعنا الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله لنا قائدا ودليل وصلى الله على الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن أحسنّا فمن الله وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * كتبته **د. حياة الهندي
******* ******************************مدربة و مستشارة أسرية
*