المصدر - متابعات
صنع الإسلام نماذج يفخر بها كل مسلم في كل وقت، وفي أي مكان، يمثلون قدوة مثالية للشباب المسلم في حياتهم وأفعالهم.. هو "القعقاع بن عمرو التميمي" من قبيلة بني تميم كبرى قبائل العرب
برز دور الفتى التميمي في البداية في حروب الردة؛ فقد أرسله الخليفة الصديق على رأس سرية لقتال "علقمة بن علاثة" الذي ارتد بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وجهز جيشًا ليهاجم المدينة المنورة، لكنه لما رأى سرية القعقاع هرب من القتال؛ فأخذ "القعقاع" أهل علقمة أسرى.
بعد ذلك أراد سيدنا خالد بن الوليد أن يرسل له سيدنا أبو بكر مددًا ليسير بهم إلى العراق، فأرسل له "القعقاع بن عمرو"، وقال الصديق فيه: "لا يُهزم جيش فيه مثل القعقاع".
الفكرة العبقرية
تحركت جيوش المسلمين لفتح "دمشق" التي تحصنت حاميتها داخل أسوارها المنيعة، ووقفت الجيوش الإسلامية عاجزة عن اقتحام "دمشق" حتى تفتق ذهن "القعقاع" عن حل جريء، هو أن تتولى مجموعة من المسلمين تسلق الأسوار وفتح أبوابها من الداخل.
ويوافق خالد بن الوليد على هذه العملية الجريئة غير المسبوقة، بل ينفذها خالد بن الوليد نفسه ومعه القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي العجلي وغيرهم، وكانت التعليمات لسائر الجيش: "إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا للباب".
ويعبر الأبطال الخندق المحيط بالسور والمغمور بالمياه سباحة، ويقذفون الحبال حتى وصلوها للسور، وثبتوها فيه، فتسلق القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي ومعهما باقي سلالم الحبال، فأثبتاها جميعًا بأعلى السور، ويعتلي خالد بن الوليد السور مع باقي رجاله، ليكبروا جميعًا بصوت رجل واحد؛ ليعبر باقي جيش خالد الخندق، ويتدافعوا نحو سلالم الحبال يتسلقونها، ويتكاثرون حول باب الحصن الشرقي الذي نجح خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو في فتحه بعد قتال مرير، فلم يجد أهل "دمشق" بُدًّا من الاستسلام وطلب الصلح.
وبعد فتح الشام عاد القعقاع للعراق لمساعدة جيوش المسلمين، فسبق الجميع، وطوى المسافة مسرعًا، فبلغ القادسية.
وتقدم القعقاع يشق طريقه بين جيوش المسلمين حتى تقدم الصفوف كلها، ووقف في مواجهة جيوش الفرس مناديًا: "مَن يبارز؟".
مَن يصدق هذا؟! يأتي من سفر بعيد من الشام قادمًا من معركة مريرة ليقف في مواجهة جيوش الفرس يطلب المبارزة دون أن ينال أي قسط من الراحة!
وكان القعقاع يرمي ببصره نحو الطريق الذي يسلكه جنوده متتابعين، وجعل يكبّر كلما ظهرت عشرة منهم، والمسلمون يكبرون وراءه.
وارتفعت المعنويات كثيرًا، فالمدد يتتابع و"بهمن جاوذيه" قُتل، والقعقاع يلهب حماس الجنود، فكانت بحق أغواث النصر، ومن جديد خرج القعقاع ينادي: "هل من مبارز؟".
وخرج اثنان من قادة الفرس، هما "بيرزان" و"بندوان"، فانضم إلى القعقاع الحارث بن ظبيان، فأما القعقاع فقد أطاح برأس بيزران، وفعل الحارث مع "بندوان" الفعل نفسه.
ذكاء مقاتل
ورأى القعقاع عجز المسلمين عن مواجهة فيلة الفرس التي أفزعت خيل المسلمين؛ فجعلتها تنفر وترتد بمن عليها من الفرسان؛ فعمد إلى إبل المسلمين فألبسها الجلود والبراقع، فتغيرت هيئة الإبل، وصارت مفزعة، فنفرت من مواجهتها خيل الفرس، وولت هاربة بفرسانها تاركة مشاة جيوش الفرس وحدهم في الميدان، فحصدهم فرسان المسلمين حصدًا.
هذا هو القعقاع القائد الذي يفرض قيادته بسلوكه وحسن تصرفه وحرصه على الإبقاء على معنويات الجنود عالية تطاول عنان السماء.
ثأر وانتصار
وفي القادسية أيضًا حيث كانت ليلة "الهرير"، والفريقان وقفا، كل في مواجهة الآخر، أتى من جهة الفرس سهم فأصاب خالد بن يعمر التميمي، وكان القعقاع يتشوق للقتال، فأثارته إصابة خالد، فزحف ببني تميم بغير إذن سعد، وعلم سعد، فدعا الله وقال: "اللهم اغفرها له وانصره، قد أذنت له، إذ لم يستأذني، واتميماه سائر الليلة".
وأقر سعد أمام الناس ما فعل القعقاع، وقال: "إن الأمر الذي صنع القعقاع، فإذا كبرت ثلاثًا فازحفوا"، وخلف القعقاع اندفعت "كندة، والنخع، وأسد"، فدعا لهم سعد بمثل ما دعا للقعقاع، فكان قتالاً لم يشهد المسلمون مثله.
لم يلدن مثله
وشارك في عدد كبير من المعارك والفتوحات الأخرى التي انتصر فيها المسلمون. ولم يكتف القعقاع بدور المحارب، لكنه كان شاعرًا ومؤرخًا للمعارك أيضًا؛ فقد اشتُهر بشعره الذي يصف فيه معاركه بالتفصيل، وهو بذلك قد أرّخ لتلك المعارك.
وكان للقعقاع وعاصم بن عمرو التميمي دور كبير في حماية جيش المسلمين أثناء عبورهم نهر دجلة باتجاه المدائن، واستطاع الجيش عبور النهر بسلام دون أن يتعرض لهم الفرس، إلا رجلاً واحدًا يسمى "غرقدة البارقي"، فقد سقط من على حصانه في النهر، فأسرع القعقاع نحوه وأخذ بيده، وعبرا النهر، فقال "البارقي": "لقد عجزت النساء أن تلد مثل القعقاع".
وتُوفي القعقاع بن عمرو التميمي ودفن بمدينة الكوفة
برز دور الفتى التميمي في البداية في حروب الردة؛ فقد أرسله الخليفة الصديق على رأس سرية لقتال "علقمة بن علاثة" الذي ارتد بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وجهز جيشًا ليهاجم المدينة المنورة، لكنه لما رأى سرية القعقاع هرب من القتال؛ فأخذ "القعقاع" أهل علقمة أسرى.
بعد ذلك أراد سيدنا خالد بن الوليد أن يرسل له سيدنا أبو بكر مددًا ليسير بهم إلى العراق، فأرسل له "القعقاع بن عمرو"، وقال الصديق فيه: "لا يُهزم جيش فيه مثل القعقاع".
الفكرة العبقرية
تحركت جيوش المسلمين لفتح "دمشق" التي تحصنت حاميتها داخل أسوارها المنيعة، ووقفت الجيوش الإسلامية عاجزة عن اقتحام "دمشق" حتى تفتق ذهن "القعقاع" عن حل جريء، هو أن تتولى مجموعة من المسلمين تسلق الأسوار وفتح أبوابها من الداخل.
ويوافق خالد بن الوليد على هذه العملية الجريئة غير المسبوقة، بل ينفذها خالد بن الوليد نفسه ومعه القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي العجلي وغيرهم، وكانت التعليمات لسائر الجيش: "إذا سمعتم تكبيرنا على السور فارقوا إلينا وانهدوا للباب".
ويعبر الأبطال الخندق المحيط بالسور والمغمور بالمياه سباحة، ويقذفون الحبال حتى وصلوها للسور، وثبتوها فيه، فتسلق القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي ومعهما باقي سلالم الحبال، فأثبتاها جميعًا بأعلى السور، ويعتلي خالد بن الوليد السور مع باقي رجاله، ليكبروا جميعًا بصوت رجل واحد؛ ليعبر باقي جيش خالد الخندق، ويتدافعوا نحو سلالم الحبال يتسلقونها، ويتكاثرون حول باب الحصن الشرقي الذي نجح خالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو في فتحه بعد قتال مرير، فلم يجد أهل "دمشق" بُدًّا من الاستسلام وطلب الصلح.
وبعد فتح الشام عاد القعقاع للعراق لمساعدة جيوش المسلمين، فسبق الجميع، وطوى المسافة مسرعًا، فبلغ القادسية.
وتقدم القعقاع يشق طريقه بين جيوش المسلمين حتى تقدم الصفوف كلها، ووقف في مواجهة جيوش الفرس مناديًا: "مَن يبارز؟".
مَن يصدق هذا؟! يأتي من سفر بعيد من الشام قادمًا من معركة مريرة ليقف في مواجهة جيوش الفرس يطلب المبارزة دون أن ينال أي قسط من الراحة!
وكان القعقاع يرمي ببصره نحو الطريق الذي يسلكه جنوده متتابعين، وجعل يكبّر كلما ظهرت عشرة منهم، والمسلمون يكبرون وراءه.
وارتفعت المعنويات كثيرًا، فالمدد يتتابع و"بهمن جاوذيه" قُتل، والقعقاع يلهب حماس الجنود، فكانت بحق أغواث النصر، ومن جديد خرج القعقاع ينادي: "هل من مبارز؟".
وخرج اثنان من قادة الفرس، هما "بيرزان" و"بندوان"، فانضم إلى القعقاع الحارث بن ظبيان، فأما القعقاع فقد أطاح برأس بيزران، وفعل الحارث مع "بندوان" الفعل نفسه.
ذكاء مقاتل
ورأى القعقاع عجز المسلمين عن مواجهة فيلة الفرس التي أفزعت خيل المسلمين؛ فجعلتها تنفر وترتد بمن عليها من الفرسان؛ فعمد إلى إبل المسلمين فألبسها الجلود والبراقع، فتغيرت هيئة الإبل، وصارت مفزعة، فنفرت من مواجهتها خيل الفرس، وولت هاربة بفرسانها تاركة مشاة جيوش الفرس وحدهم في الميدان، فحصدهم فرسان المسلمين حصدًا.
هذا هو القعقاع القائد الذي يفرض قيادته بسلوكه وحسن تصرفه وحرصه على الإبقاء على معنويات الجنود عالية تطاول عنان السماء.
ثأر وانتصار
وفي القادسية أيضًا حيث كانت ليلة "الهرير"، والفريقان وقفا، كل في مواجهة الآخر، أتى من جهة الفرس سهم فأصاب خالد بن يعمر التميمي، وكان القعقاع يتشوق للقتال، فأثارته إصابة خالد، فزحف ببني تميم بغير إذن سعد، وعلم سعد، فدعا الله وقال: "اللهم اغفرها له وانصره، قد أذنت له، إذ لم يستأذني، واتميماه سائر الليلة".
وأقر سعد أمام الناس ما فعل القعقاع، وقال: "إن الأمر الذي صنع القعقاع، فإذا كبرت ثلاثًا فازحفوا"، وخلف القعقاع اندفعت "كندة، والنخع، وأسد"، فدعا لهم سعد بمثل ما دعا للقعقاع، فكان قتالاً لم يشهد المسلمون مثله.
لم يلدن مثله
وشارك في عدد كبير من المعارك والفتوحات الأخرى التي انتصر فيها المسلمون. ولم يكتف القعقاع بدور المحارب، لكنه كان شاعرًا ومؤرخًا للمعارك أيضًا؛ فقد اشتُهر بشعره الذي يصف فيه معاركه بالتفصيل، وهو بذلك قد أرّخ لتلك المعارك.
وكان للقعقاع وعاصم بن عمرو التميمي دور كبير في حماية جيش المسلمين أثناء عبورهم نهر دجلة باتجاه المدائن، واستطاع الجيش عبور النهر بسلام دون أن يتعرض لهم الفرس، إلا رجلاً واحدًا يسمى "غرقدة البارقي"، فقد سقط من على حصانه في النهر، فأسرع القعقاع نحوه وأخذ بيده، وعبرا النهر، فقال "البارقي": "لقد عجزت النساء أن تلد مثل القعقاع".
وتُوفي القعقاع بن عمرو التميمي ودفن بمدينة الكوفة