المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
شائع عداوي -سفير غرب
بواسطة : شائع عداوي -سفير غرب 10-05-2021 01:01 صباحاً 8.6K
المصدر -  
للعيد في منطقة جازان طعمه ومذاقه ونكهته الخاصة , وفرحته التي يحرص الأهالي على إظهارها بدءا من الاستعداد والتحضير لعيد الفطر المبارك قبل حلوله بأسبوعين تقريباً وحتى أخر أيامه.
ولأهالي جازان في العيد العديد من العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال ومنها الحرص على شراء كل ما يحتاجه المنزل من كماليات وزينة , وتنظيف المنزل والطرقات القريبة منه والساحات الداخلية لأسواره , حرصاً على أن يظهر صاحب كل منزل بأنه أكثر المهتمين بمجيء العيد والمعايدين.
ففي اليوم الذي يسبق العيد يقضي الاكثرية من أبناء المنطقة رجال ونساء أوقات طويلة في إكمال النواقص من الأغراض ووضع اللمسات الأخيرة لاستقبال فرحة وبهجة العام " العيد السعيد " فالرجال يقومون بتوفير كل ما لم يوفر من احتياجات وفي مقدمتها حلويات العيد والورود والعطور وشراء الفل وغيره من النباتات العطرية التي تزين بها أركان المنزل وتتجمل بها السيدات.
فيما يقمن النسوة بإنجاز ما تبقى من أعمال النظافة والترتيب والتزيين في الغرف الداخلية بالمنزل خاصة غرف الضيافة والاستقبال إضافة للتزين للمناسبة العظيمة والاحتفاء بالزائرات من أقاربهن وجارتهن فيقمن بنقش الحناء على الأكف والسواعد في أشكال جمالية رائعة ويصففن عقود الفل والوزاب والكاذي والبعثيران والشيح التي يتجملن بها في يوم العيد.
وفي أول أيام العيد وبعد القدوم من مصليات العيد يقوم الرجال بالمرور على الأهالي والأقارب وتبادل الزيارات والتهاني بالعيد في الوقت الذي يقمن فيه النساء بإعداد وجبة الإفطار, وإفطار العيد في جازان لا يقتصر على الأسرة الواحدة بل يتسع ليشمل سكان الحي في بعض المدن بل والقرية عندما تكون القرية لا تتجاوز العشرات من المنازل حيث يجتمع الأهالي في ساحة أعدت لتناول الإفطار إذ يقوم كل شخص بإحضار وجبته الخاصة لذلك الموقع بما يوجد نوعاً من التآلف والمحبة والإخاء والتنوع في المأكولات وإتاحة الفرصة للجميع لتناول الإفطار والاجتماع وكذا توفير الطعام للمارة ليتمكنوا من تناوله.وسط الإحترازات الصحية
وعلى مائدة الإفطار التي تمتد في صفوف قد يصل طولها لبضعة أمتار تتوزع الآنية المليئة بأنواع المأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة ومنها المغش " إناء فخاري يعد فيه اللحم " والحيسية المصنوعة من الفخار أيضا والتي يقدم فيها الخمير " ذرة " والمفالت الذي يعد من الذرة أو الدخن الممزوج باللبن والسمن البقري الخالص المضاف إليه السكر أو العسل حسب ذائقة كل شخص.
ومن الأطباق التي تعج بها مائدة العيد في جازان المرسة والمعصوب والتي يدخل في تكوينهما الدقيق والسمن والعسل لينتج عنه وجبة غذائية غنية تقدم مقرونة في أغلب الأحيان بقطع السمك المملح وهو ما يعرف لدى الأهالي " بالجزائري" أو" الكسيف " إضافة للحنطة والعصيدة وكبسة الأرز وغيرها من الوجبات التي عرفت بها المنطقة.
ولا ينتهى العيد في جازان عند الإفطار بل يستمر طيلة أيام العيد حيث تتبادل الزيارات بين الأهالي والأصدقاء حتى وإن كانت تبعد المسافات البعيدة فالكل يحرص على زيارة كل أقاربه في العيد وتفقد أحوالهم
كما ان مفهوم السياحة الداخلية بدا ينتشر بين سكان المدن والقري وبدأت هناك ظاهرة جديدة خلال السنوات الأخيرة بتوجه الأسر نحو المناطق الساحلية لقضاء إجازة العيد على الشواطىء حيث تحل الاسر وخاصة المناطق الجبلية على الشواطئ وقرية جازان التراثية التي تتواجد فيها محلات لبيع السلع الشعبية والتراثية وفِي يوم العيد
واليوم الثاني تذهب الأسر كذلك الى التنزة في الأودية او المناطق الجبلية حيث الطبيعة الخلابة وهناك أسر ترتاد المدن حيث الحدائق وملاهي الاطفال ورغم هذا الا أن كورونا غيبت بعض العادات التي تشتهر بها جازان