قالت سعوديات إنه لا غنى عن الخادمة ليواجهن بها "الاستعدادات الخاصة" لرمضان ما أدى إلى ارتفاع أسعارهن، واقترح بعضهن نظام الساعات للتغلب على ذلك، في حين ترى إعلامية أن الاستعانة بخادمة في شهر الصوم "وجاهة اجتماعية" وأطلقت حملة للتخلص من العاملات المنزليات. واشتكت "سلوى" ربة منزل من غلاء أسعار الخادمات في شهر رمضان تحديداً. وقالت: "خضعت لعملية جراحية قبل شهر رمضان المبارك بأسابيع وكان لزاماً عليّ أن أبحث عن خادمة تساعد ابنتي في أعمال المنزل حتى أخفف الضغط على ابنتي وطلبات الأسرة التي لا تنتهي". وأضافت: "عانيت كثيراً مع مكاتب العمالة، وبالفعل وجدت عاملة حبشية تبدو حسنة الخلق إلا أنها طلبت مني 2500 ريال في الشهر، ووافقت مضطرة لأني في أمس الحاجة إليها في تلك الأيام تحديداً". واعتبرت "سلوى" أن "من الصعب على أي أسرة أن تستغني عن العاملة المنزلية، فالمرأة الآن تعمل وليس لديها قدرة على تحمل أعباء المنزل والعمل معاً"، مطالبة بحل مشكلة العمالة الإندونيسية لأنها مدربة بشكلٍ أفضل. أما الدكتورة هناء عبد الله فقالت: "لا استطيع أن أوفق بين عملي والمنزل من دون خادمة"، معتبرة أنه من الصعب الاستغناء عنها إلا إذا كانت المرأة ربة منزل ولا تعمل. ولفتت إلى أن "شهر رمضان الكريم له استعدادات خاصة عند الأسرة السعودية ومن الصعب على المرأة تحمل عبء الشهر من ولائم وعزومات دون خادمة معها، ولذا ترتفع أسعار الخادمات تحديداً في هذا الشهر". نظام الساعات وأيدت ربة المنزل "أم مصطفى" حملة "حياة من دون خادمة". وقالت: "الوضع فعلاً يحتاج إلى حلول صارمة، فأوضاعنا بشكلٍ عام تحتاج إلى إعادة تصحيح، فأفراد الأسرة الواحدة منعزلة كل على حدة". ولفتت إلى أن "الجميع بات مشغولاً بأجهزة التقنية الحديثة، حتى صرنا نترك الأمور الأساسية وشؤون الأسرة الخاصة لعناصر أجنبية يديرونها بطريقتهن الخاصة وكما يحلو لهن". ورأت المحاسبة عائشة الغامدي أن "نظام الساعات مناسب جداً للأسرة السعودية، حيث تأتي الخادمة بعدد ساعات معينة"، كاشفة أنها تقوم بذلك وشعرت باختلاف وبنوع من الخصوصية داخل المنزل وفي الوقت نفسه هناك من يساعدها في أعمال المنزل وليست مقيمة بشكلٍ دائم. وقال أحمد عبد الكريم: "أتمنى على بعض ربات المنازل في السعودية أن يفكروا في الناحية الصحية التي ستجنيها من القيام بالأعمال المنزلية، حيث يمكنها حرق مئات السعرات الحرارية يومياً، وسوف تحصل على قوام ممشوق ونتخلص من السمنة في النساء". عبودية الخادمة ورأت الإعلامية منال الشريف إمكانية الاستغناء عن الخادمة إذا فكرت المرأة السعودية في مصلحة أسرتها، لافتة إلى أن إلغاء الحياة الشخصية للخادمة جعلها تستغل الأسر السعودية أسوأ استغلال. وحذّرت من سلبياتها قائلة: "للأسف نحن اقحمناها في حياتنا الخاصة ، فعرفت أسرار البيت السعودي، وقد تبتز هذه الأسر إذا كانت ثرية أو من طبقة اجتماعية راقية". وانتقدت منال الشريف المرأة قائلة: "هي من صنعت المشكلة ، لأنها تحب تقليد صديقاتها، وتعشق الراحة والخمول"، مبدية تعجبها من بعض الأسر التي لديها خادمتان أو ثلاث. وقالت: "أشعرُ بالشفقة تجاه هؤلاء النساء اللاتي يعانين حمى الوجاهة الاجتماعية". ودعت المرأة السعودية للاستفادة من الوسائل الحديثة في إنجاز أعمالها المنزلية. وأضافت: "في العصر الحالي ظهرت ابتكارات جديدة في المطبخ، وأعمال المنزل من تنظيف وكي، ويجب على المرأة أن تسخر ذلك في الاهتمام بمنزلها ورعايته". ودعت منال الشريف المرأة السعودية للتخلص من الخادمة، مستعرضة تجربة بعض النساء في الاستغناء عنها في شهر رمضان. وقالت: "هناك نساء كثيرات لديهن خادمات بنظام الساعة، وبعضهن يعتمد على أنامل سعوديات يبدعن في عمل الأطعمة المنزلية، أو يلجأن لشراء الوجبات من المطاعم". وكشفت عن دعوتها لحملة سوف تقوم بها قبل رمضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "حياة من دون خادمة أفضل"، في محاولة للاستغناء عن الخادمة، وتعاون أفراد الأسرة لإنجاز الأعمال المنزلية. سوق سوداء وأكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية عصام خليفة أن جميع الجنسيات مسموح لها بالاستقدام ما عدا الإندونيسية، موضحاً أن الأسر السعودية تفضل الخادمة الإندونيسية لأنها مسلمة ومدربة، ومطيعة للأوامر. واعتبر أن السعوديين يساعدون على ظهور السوق السوداء للخادمات، مرجعاً ذلك لعدم وجود إجراءات حكومية رادعة ضد هروب الخادمات، ووجود عصابات إندونيسية تساعدها على هروبها، وأبدى أسفه لتوظيف بعض الأسر السعودية لخادمات هاربات. واعتبر "خليفة" أن توقف الاستقدام من إندونيسيا أدى لارتفاع سعر العمالة المخالفة إلى 1800 ريال، موضحاً أن فتح الاستقدام سيؤدي إلى انخفاض سعر الخادمة. وقال: "تصحيح أوضاع العمالة الإندونيسية يخفض راتبها من 1800 إلى 1200 ريال"، لافتاً إلى أن جميع طبقات المجتمع السعودي لا تستغني عن الخادمة. وأضاف أن "راتب الخادمة يمثل 15% من دخل الأسرة السعودية"، معتبراً أن راتب الخادمة عبءٌ على الأسر الفقيرة والمتوسطة. وقال: "كلما ارتفع مستوى الدخل ازداد عدد الخادمات"، محذّراً من وجود الخادمة. ورأى "خليفة" أنه "يترتب على وجودها أخطار صحية واجتماعية ودينية"، وأبدى أسفه لاعتماد الفتيات على الخادمة في كل الأمور، محذّراً من استخدام الخادمات لسلاح السحر، واعتبر أن وجود الخادمة من أسباب ارتفاع معدل الطلاق في المملكة.
المصدر -