المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
لا تفسدوا فرحة العيد
محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله
بواسطة : محمد الياس - فقيد غرب رحمه الله 21-06-2017 11:03 مساءً 28.7K
المصدر -  

كلمة العيد من ثلاث حروف بالتالي هي كلمة صغيرة ولكنها كبيرة في معناها، فهي تجمعُ في طياتها الفرح والسرور والبهجة والود والحبّ والإحتفال في آن واحد، وبالنسبة للمسلمين فهناك عيدان، العيد الأول وهو عيد الفطر، والثاني هو عيد الأضحى ، سنتحدث عن عيد الفطر و الذي يأتي عقب صوم شهر رمضان ويرى فيه المسلمون فرحة كبيرة منحها الله لهم في أعقاب صوم شهر متوالٍ، قاموا فيه بعبادة الله بطرق مختلفة، ويوم العيد يستعدّ له المسلمون طيلة شهر رمضان، من تحضير للملابس الجميلة والجديدة التي يفرح بها الاطفال أكثر من الكبار، ويزهون بها، بل ويحضّرونها بالقرب من فراشهم أمَلاً في لبسها في الصباح الباكر، ليبدأوا يومهم الحافل السعيد، إضافة إلى الآمال الأخرى، وأهمّها الحصول على المال( العيدية ) ، ليذهبوا به إلى محلّات البَاعة؛ لشراء اللّعب الجميلة التي تنتشر في المحلات المختلفة؛ بألوانها وأحجامها وأشكالها وأنواعها، وأيضاً لشراء بعض الحلويات والحاجات التي لا يقدرون على شرائها بمصروفهم اليومي. وفي هذا اليوم يكثر التّراحم والتزاور بين الأقارب؛ ليصل بعضهم بعضاً ويذهبون إلى أقاربهم، ليكون هناك نوعٌ من المودة والرحمة، عملاً بما حثّ عليه الرسول -عليه السّلام- من المودة والرحمة، وتزدان الشوارع والبيوت بالزينة المضيئة والمختلفة الألوان، احتفاءً بهذه المناسبة التي تسرّ جميع المحتفين، فيالها من فرحةٍ، ترسم البسمة على الشفاه، صغاراً كنّا أم صغاراً.

ولكن هناك ماينغص تلك الفرحة ويفسدها الا وهي بعض الطقوس والعادات السيئة التي يقوم بها البعض كوسيلة للتعبير عن مظاهر الفرح بالعيد ومن هذه المظاهر السلبية استخدام الألعاب النارية والمفرقعات ( الطراطيع ) والمنتشرة في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية عن خطورة هذه الألعاب فإن بيعها ما زال منتشراً رغم الرقابة عليهم، ولكن هناك من يتفنن في طريقة بيعها في الخفاء وهناك من يتستر عليه ،فيقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصةً مع إقتراب موعد العيد . ولقد باتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحياناً من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، وقد تؤدي إلى الوفاة ، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث البيئي والضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن بالتالي يسبب خللاً وظيفياً في عمل المخ قد يستمر لشهر أو شهرين . سأتناول من خلال هذا التقرير جميع الأضرار التي تسببها الألعاب النارية والمفرقعات لنتجنب إستخدامها وللأبد، كذلك سوف أضع إقتراحات للحد أو للقضاء على هذه الظاهرة السلبية الخطيرة .

١- الأضرار الصحية والنفسية : الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن إستخدام الالعاب النارية والمفرقعات سبب رئيسي للإضرار بالجسم خاصة منطقة العين الحساسة والرماد الناتج عن عملية الإحتراق يضر بالجلد والعين اذا تعرض له الطفل بشكل مباشر حيث تصاب العين بحروق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو إنفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين . وقد يتعرض الشخص لحروق في الأطراف أو أي جزء في الجسم من تلك المفرقعات فهي قنابل وليست العاب . كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة ، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج إنفجاراً اذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة . كما أن استخدام الالعاب النارية أصبح عادة سلوكية سلبية سيئة عند البعض ، تلحق الأذى بالآخرين وتعكر حياتهم مما يقلق راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع ولأحياء ، خاصة في الأماكن المزدحمة ، كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين وفزع الكبار من صوت تلك المفرقعات والتي تسبب الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك أثر نفسي عليهم .

٢- الأضرار المالية ( تبذير المال): استهلاك آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات، وشراؤها في شهر رمضان المبارك للإحتفال بها في أيام العيد ، والترويج المتواصل لها من فبل البعض ، يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر والتي قد تعاني أصلا من ضائقة مالية وبالتالي فاللألعاب النارية تأثير سلبي على الإقتصاد وصرف المال على أمور خطيرة وضارة ، وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر ضعاف النفوس من التجار الذين همهم الأول تحصيل الربح والحصول على الأموال دون أدنى إهتمام بالأضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية سواء على مستوى الصحة أو البيئة أو المجتمع أو الإقتصاد الوطني .

المقترحات العملية للحد من هذه الظاهرة : على جميع أفراد المجتمع أن يساهم في الحد من هذه الظاهرة إن لم نتمكن من القضاء عليها وفق أدوار معينة ، بحيث تقوم كل جهة بدورها قدر المستطاع لنتعاون جميعاً على هذه حل هذه القضية، ويكون كالتالي : أولاً: دور الأسرة على الأسرة أن تعي مخاطر الألعاب النارية على أبنائها وتقوم بتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم، كما أنه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائها وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق المال الذي يعطى لهم، والمراقبة الدائمة على مشترياتهم ، وعلى الأسرة تبليغ الجهات المعنية عن الأشخاص الذين يقومون ببيع وترويج هذه المفرقعات الضارة بالوطن والمواطن.

ثانيا: دور وزارة التعليم تلعب وزارة التعليم دوراً مهماً ورئيسياً في توعية الطلاب، وأولياء أمورهم بمخاطر الألعاب النارية، وما تشكله من تهديد حقيقي لا يستهان به لحياتهم، وذلك عبر الوسائل التربوية المتاحة، لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة ، وإبراز المخاطر والمآسي التي تجلبها لأبنائنا، وما لها من أضرار على الأنفس، والممتلكات والأموال، ويتم ذلك عن طريق تثقيف الطلبة وتقديم النصح والإرشاد لهم حول تلك المخاطر من خلا ل الإذاعة المدرسية اليومية ومن خلال التفاعل الإيجابي بين معلمي الإرشاد والتوجيه والطلبة وتوزيع النشرات التعريفية والإرشادية، وعمل المحاضرات بهدف المساعدة في توصيل الرسالة حول مخاطر استخدام الألعاب النارية، كما يلعب المعلمون دوراً مهماً في توعية الطلاب، خاصة في الدقائق الأولى من بداية الحصة الدراسية، ويتعدى دورهم المدرسة ليقوموا بتوعية الآخرين في إطار المحيط الإجتماعي والأسري لهم . كما لا بد من التنسيق والتعاون المستمر بين البيت والمدرسة وأجهزة الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع تفاقمها والعمل المشترك للحد منها واستئصالها من المجتمع. ثالثاً: دور أئمة المساجد نظراً لدور الدين الكبير في الحد من كافة الظواهر السلبية فلا بد لأئمة المساجد من طرح مخاطر الألعاب النارية في خطب الجمعة ومن خلال الندوات التي تعقد بين فترة وأخرى وتوضيح موقف الشرع من ذلك على مختلف الأصعدة. رابعاً: دور وزارة الصحة يقع على عاتق وزارة الصحة دور مهم يتمثل في تعريف المجتمع بالمخاطر والأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الألعاب النارية، وذلك من خلال تنظيم المحاضرات ،واللقاءات التي تعرف المواطن بذلك، وإصدار النشرات الصحية التثقيفية ،وتوزيعها على المواطنين. خامساً: دور جهاز الشرطة لا بد للشرطة من اتخاذ إجراءات رادعة، وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال تنفيذ القوانين، ومعاقبة الأشخاص ،أو أصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع ،وتوزيع، وترويج الألعاب النارية ،وكذلك مصادرة الكميات الموجودة في الأسواق،وإتلافها وتقديم المخالفين للقضاء لإتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم، كالسجن وفرض غرامات باهظة عليهم ليكونوا عبرة وعظةً لكل من تسول له نفسه أن يتاجر بتلك الألعاب الخطيرة . سادساً: دور وسائل الإعلام أن تقوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بتوعية المجتمع بمخاطر وسلبيات استخدام الألعاب النارية، خاصة من خلال برامج التلفاز الذي يجب أن يكثف بين كل فقرة وأخرى مادة إرشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب، وعمل لقاءات توعوية مع ذوي العلاقة لتوضيح مدى خطورتها. سابعاً: شبكات التواصل الإجتماعي على شبكات التواصل الإجتماعي بث ونشر رسائل توعوية توضح أضرار ومخاطر تلك الألعاب النارية وخصوصاً أن هذه المواقع الإجتماعية يتعامل معها جميع شرائح المجتمع بشكل يومي ولفترات طويلة . ثامناً: هيئة الإتصالات شركات الإتصال يمكنها أيضاً أن تقوم بإرسال رسائل مجانية تذكر فيها مدى خطورة تلك المفرقعات وعقوبة من يتعامل بها، لتصل لأكبر عدد ممكن من المشتركين والمستخدمين للهاتف النقال. تاسعاً: أنت يامن تقرأ هذا التقرير عليك أن تبدأ بنفسك فإن كنت ممن يتعاملون أو يتاجرون أو يشترون تلك الالعاب عليك التوقف من الآن وللأبد عن هذه العادة السلبية السيئة ، وإن لم تكن كذلك ، فعليك أن توعي من حولك وأن تساهم في نشر هذا التقرير ليصل لأكبر عدد ممكن لعلك تنقذ طفلاً أو شيخاً أو شاب ، رجلاً كان أو إمرأة ، لكي نقضي على هذه الظاهرة السلبية التي قد تفسد علينا فرحة العيد .