المصدر - تعتبر متلازمة فرط التوتر التنفسي الحاد نوعاً من فشل الوظائف التنفسية تنتج بسبب عوامل مختلفة تؤدي إلى تجمع السوائل في الرئتين مع انخفاض ملحوظ في نسبة الأكسجين في الدم ، وتعتبر هذه المتلازمة من الحالات الطبية الطارئة والتي تحدث عادة عند المرضى المصابين بأمراض شديدة بالرئة ، ولكن يمكن أن تحدث أيضاً عند آخرين لديهم رئات طبيعية ، وفي بعض الأحيان يطلق على هذه المتلازمة اسم متلازمة فرط التوتر التنفسي عند البالغين على الرغم من إمكانية حدوثها عند الأطفال ، أما النوع الأقل خطورة فهو ما يعرف باسم الإصابـة الحـادة للرئة .
أما عن الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى ظهور هذه المتلازمة فهي ببساطة أي مرض يسبب أذية للرئتين يمكن أن يسبب هذه المتلازمة، وتعتبر الانتانات الجرثومية واسعة الانتشار من أهم الأسباب المؤدية إلى ظهور هذه المتلازمة حيث تكون موجودة في حوالي ثلث الحالات ، وفي حالات أخرى تبدأ الإصابة بتلف شديد في عضو آخر مثل البنكرياس ، مما يؤدي إلى انبعاث بروتينات مثل الأنزيمات، وكذلك مواد التهابية أخرى قادرة على إصابة وأذية أعضاء أخرى في الجسم ومن ضمنها الرئتان ، وعندما تتأذى الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية للرئتين يحدث انسكاب الدم والسوائل بين هذه الحويصلات الهوائية مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين بالدم. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى هذه المتلازمة استنشاق الطعام إلى الرئتين والحروق وعمليات القلب والصدر والحوادث المؤدية إلى إصابة الصدر المباشرة واستنشاق كميات كبيرة من الدخان والغازات السامة وكذلك كميات عالية التركيز من الأكسجين ونقل الدم بكميات هائلة، وكذلك حالات الغرق وتعاطي جرعات عالية من الأدوية مثل الهيروين والأسبرين والالتهاب الرئوي (ذات الرئة)، وكذلك هبوط ضغط الدم الشديد المستمر والجلطات الرئويـة ( انسداد الأوعيـة الدموية الرئوية ) .
أما عن الأعراض المصاحبة للمرض فهي عادة تبدأ في الظهور في خلال يوم إلى يومين من بداية الأذية أو المرض، حيث يشعر المصاب في البداية بصعوبة في التنفس ثم صفير وأزيز بالصدر وعندما يقل الأكسجين في الدم يحدث ازرقاق في البشرة، ثم تتأثر بقية أعضاء الجسم كالقلب والمخ فتضطرب وظائفهما مما يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والتشوش الذهني والكسل والسبات ، ثم ظهور المضاعفات في أعضاء أخرى من الجسم تنتهي بتلف وفشل وظائف هذه الأعضاء فيما يُعرف باسم فشل وظائف الأعضاء المتعدد والذي قد يظهر سريعاً في بداية هذه المتلازمة أو قد يستغرق بعض الوقت مثل أيام أو أسابيع ، وبالإضافة إلى ذلك تقل مقاومة هؤلاء الأشخاص للالتهابات الرئوية، مما يؤدي إلى ظهور ذات الرئة الانتانية .
وعادةً ما يتم تشخيص هذه المتلازمة بالقصة المرضية التفصيلية ثم الفحص السريري ثم عمل الفحوصات الضرورية مثل تحليل غازات الدم عن طريق أخذ عينة دم من الشريان ، وكذلك أشعة الصدر السينية ، ثم عمل اختبارات أخرى لضمان عدم وجود قصور القلب الذي يمكن أن يكون هو سبب المشكلة .
أما عن علاج هذه المتلازمة فيجب أن ينقل المريض فوراً إلى غرفة العناية المركزة وعلاج السبب الرئيسي المؤدي لظهور هذه المتلازمة وتعويض نقص أكسجين الدم عن طريق كمامات الوجه والقساطر الأنفية وفي حالة فشل ذلك فلا بد من وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي ، وهناك بعض العقاقير المهدئة التي تعطى لتهدئة المريض من إحساسه بصعوبة التنفس وكذلك المضادات الحيوية لعلاج الانتانات والالتهابات الجرثومية مثل ذات الرئة ، وبعض المرضى يمكن أن يستفيدوا من الستيرويدات الوريدية في المراحل المتأخرة من المرض ، وكذلك يجب الاهتمام بالعلاج المساعد مثل التغذية عن طريق الأنبوب الأنفي المعدي أو المعوي وعلاج الجفاف ونقص التروية والتي تزيد من نسبة حدوث المضاعفات مثل فشل وظائف الأعضاء المتعدد مثل القلب والكلى والكبد والجهاز الهضمي والجهاز الوعائي والجهاز العصبي .
ونظراً لخطورة هذه المتلازمة فلا بد من التشخيص المبكر والعلاج الفوري، حيث إنه إذا لم يتم العلاج الدقيق الفوري فإن نسبة الوفيات قد تصل إلى 90% أما باستخدام العلاج المناسب فإن نصف المرضى المصابين بمتلازمة فرط التوتر التنفسي الحاد الشديدة يستمرون على قيد الحياة ، ويستجيبون استجابة كاملة إما بدون مضاعفات أو بأذية رئوية بسيطة ، والمرضى الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي لفترات طويلة معرضون أكثر من غيرهم لحدوث ندبات بالرئتين والتي من الممكن أن تتحسن في خلال أشهر قليلة من نزعهم من هذه الأجهزة .
مع تمنياتنا لجميع المرضى بالشفاء العاجل
____________________
د. عماد الدين مرسي أخصائي الأمراض الباطنية والصدرية بمستشفى الحمادي بالرياض
أما عن الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى ظهور هذه المتلازمة فهي ببساطة أي مرض يسبب أذية للرئتين يمكن أن يسبب هذه المتلازمة، وتعتبر الانتانات الجرثومية واسعة الانتشار من أهم الأسباب المؤدية إلى ظهور هذه المتلازمة حيث تكون موجودة في حوالي ثلث الحالات ، وفي حالات أخرى تبدأ الإصابة بتلف شديد في عضو آخر مثل البنكرياس ، مما يؤدي إلى انبعاث بروتينات مثل الأنزيمات، وكذلك مواد التهابية أخرى قادرة على إصابة وأذية أعضاء أخرى في الجسم ومن ضمنها الرئتان ، وعندما تتأذى الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية للرئتين يحدث انسكاب الدم والسوائل بين هذه الحويصلات الهوائية مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين بالدم. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى هذه المتلازمة استنشاق الطعام إلى الرئتين والحروق وعمليات القلب والصدر والحوادث المؤدية إلى إصابة الصدر المباشرة واستنشاق كميات كبيرة من الدخان والغازات السامة وكذلك كميات عالية التركيز من الأكسجين ونقل الدم بكميات هائلة، وكذلك حالات الغرق وتعاطي جرعات عالية من الأدوية مثل الهيروين والأسبرين والالتهاب الرئوي (ذات الرئة)، وكذلك هبوط ضغط الدم الشديد المستمر والجلطات الرئويـة ( انسداد الأوعيـة الدموية الرئوية ) .
أما عن الأعراض المصاحبة للمرض فهي عادة تبدأ في الظهور في خلال يوم إلى يومين من بداية الأذية أو المرض، حيث يشعر المصاب في البداية بصعوبة في التنفس ثم صفير وأزيز بالصدر وعندما يقل الأكسجين في الدم يحدث ازرقاق في البشرة، ثم تتأثر بقية أعضاء الجسم كالقلب والمخ فتضطرب وظائفهما مما يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والتشوش الذهني والكسل والسبات ، ثم ظهور المضاعفات في أعضاء أخرى من الجسم تنتهي بتلف وفشل وظائف هذه الأعضاء فيما يُعرف باسم فشل وظائف الأعضاء المتعدد والذي قد يظهر سريعاً في بداية هذه المتلازمة أو قد يستغرق بعض الوقت مثل أيام أو أسابيع ، وبالإضافة إلى ذلك تقل مقاومة هؤلاء الأشخاص للالتهابات الرئوية، مما يؤدي إلى ظهور ذات الرئة الانتانية .
وعادةً ما يتم تشخيص هذه المتلازمة بالقصة المرضية التفصيلية ثم الفحص السريري ثم عمل الفحوصات الضرورية مثل تحليل غازات الدم عن طريق أخذ عينة دم من الشريان ، وكذلك أشعة الصدر السينية ، ثم عمل اختبارات أخرى لضمان عدم وجود قصور القلب الذي يمكن أن يكون هو سبب المشكلة .
أما عن علاج هذه المتلازمة فيجب أن ينقل المريض فوراً إلى غرفة العناية المركزة وعلاج السبب الرئيسي المؤدي لظهور هذه المتلازمة وتعويض نقص أكسجين الدم عن طريق كمامات الوجه والقساطر الأنفية وفي حالة فشل ذلك فلا بد من وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي ، وهناك بعض العقاقير المهدئة التي تعطى لتهدئة المريض من إحساسه بصعوبة التنفس وكذلك المضادات الحيوية لعلاج الانتانات والالتهابات الجرثومية مثل ذات الرئة ، وبعض المرضى يمكن أن يستفيدوا من الستيرويدات الوريدية في المراحل المتأخرة من المرض ، وكذلك يجب الاهتمام بالعلاج المساعد مثل التغذية عن طريق الأنبوب الأنفي المعدي أو المعوي وعلاج الجفاف ونقص التروية والتي تزيد من نسبة حدوث المضاعفات مثل فشل وظائف الأعضاء المتعدد مثل القلب والكلى والكبد والجهاز الهضمي والجهاز الوعائي والجهاز العصبي .
ونظراً لخطورة هذه المتلازمة فلا بد من التشخيص المبكر والعلاج الفوري، حيث إنه إذا لم يتم العلاج الدقيق الفوري فإن نسبة الوفيات قد تصل إلى 90% أما باستخدام العلاج المناسب فإن نصف المرضى المصابين بمتلازمة فرط التوتر التنفسي الحاد الشديدة يستمرون على قيد الحياة ، ويستجيبون استجابة كاملة إما بدون مضاعفات أو بأذية رئوية بسيطة ، والمرضى الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي لفترات طويلة معرضون أكثر من غيرهم لحدوث ندبات بالرئتين والتي من الممكن أن تتحسن في خلال أشهر قليلة من نزعهم من هذه الأجهزة .
مع تمنياتنا لجميع المرضى بالشفاء العاجل
____________________
د. عماد الدين مرسي أخصائي الأمراض الباطنية والصدرية بمستشفى الحمادي بالرياض